السعودية تضبط استنزافها : قوات خليجية ومرتزقة يمنيون إلى الحدود
يحيى الشامي
حاولت السعودية سحب زمام المبادرة من أيدي المقاتلين اليمنيين وإعادة رسم قواعد الاشتباك في معارك ما وراء الحدود من خلال استماتتها في محاولة السيطرة على منفذ جمارك حرض في منطقة الطوال عبر عشرات الهجمات خلال الأسبوعين الماضيين، وقد باءت جميعها بالفشل بالرغم من مساندة سلاح الطيران للهجمات بشكل هو الأشد منذ بداية المعارك على الحدود، وفق مصادر ميدانية.
وبالرغم من صغر المساحة الجغرافية لمدينة حرض ومنفذها الجمركي وفقدانه أية أهمية استراتيجية مؤثرة في سير المعارك، إلا أن العمليات هناك ترافقت مع بروباغندا تعمل عليها وسائل إعلام سعودية وأخرى يمنية موالية لها، تهدف إلى التخفيف من حدة الفضائح المتوالية التي يتلقّاها الجيش السعودي على أيدي المقاتلين اليمنيين، بدليل حرصها على الإيحاء بأن جبهة جديدة فتحت على أيدي «المجموعات المسلحة الموالية لهادي» وإعطاء المعارك صبغة يمنية ــ يمنية، وهي تسمية تحاول التغطية على توجه النظام السعودي نحو استبدال قواته بمرتزقة يمنيين وجنود من دول خليجية أخرى مشاركة في «التحالف» (الكويت والبحرين)، على غرار تشكيلات الغزو في الداخل اليمني أملاً في وقف تقدّم الجيش و«اللجان الشعبية».
واعتمدت السعودية في هجماتها على منفذ حرض الجمركي، على مئات المجنّدين اليمنيين ممّن «اشترتهم» من مشايخ وشخصيات تابعة لحزب «الإصلاح» بالتنسيق مع اللواء علي محسن الأحمر الذي يدير المعارك ويشرف عليها. وكان مئات المرتزقة اليمنيين قد تلقوا تدريبات لمدة أشهر في معسكرات سعودية في جيزان قبل الزجّ بهم في المعارك الحدودية في محاولة يائسة لوقف توسع الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» وتغيير مسار المعارك لمصلحتها.
ترافقت الهجمات على منفذ حرض غير المهم استراتيجياً مع بروباغندا سعودية ضخمة
وعلى نحوٍ عكس جاهزية قوات الجيش و«اللجان الشعبية» في معارك ما وراء الحدود واستعدادهم لأسوأ السيناريوهات، نجح الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في التصدّي لكل الهجمات التي حاولت تغيير تكتيكاتها العسكرية ومحاور انطلاقتها وتكبيد الجيش السعودي خسائر مهولة في آلياته ودباباته، بالإضافة إلى قتل العشرات من قوات الهجوم في كل مرة تُحاول التقدم باتجاه حرض. ويصف مصدر ميداني في «اللجان الشعبية» المنفذ بالثقب الأسود الذي يبتلع القوات المهاجمة، مؤكداً أن الجيش السعودي لم ينجح في التقدم على الأرض ولا بالسيطرة على أي مساحة تُذكر بالرغم من تمشيط المنطقة بمئات الصواريخ والمدفعية قبل كل عملية الهجوم، مضيفاً أن الطيران يشارك في هذه العمليات بصورة كبيرة، منفّذاً مئات الغارات على المنطقة، في أغلبها قنابل عنقودية ومواد كيماوية.
وأضاف المصدر أنه بالرغم من انكشاف المنطقة تماماً أمام سلاح المدفعية السعودية وأمام الطائرات الحربية والاستطلاعية التي اختارها الجانب الآخر بعناية، لكن المقاتلين اليمنيين نجحوا في إفشال المخطط السعودي، بدليل استمرار عمليات القنص والكمائن والضرب المدفعي والقصف الصاروخي، مضيفاً أن قوات خاصة تتمكن من الدخول إلى مواقع تجمعات الجيش السعودي بهدف رسم الأهداف للقوة الصاروخية والمدفعية أو بغرض رصد تحركات العدو وكشف مخططاته، مشيراً إلى تنفيذ القوات اليمنية عشرات العمليات أثناء تجمعات تضم قادة وضباطاً سعوديين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم. وكانت سريّة خاصة يمنية قد تمكنت من التسلل إلى مواقع عسكرية سعودية وقنص عسكريين ضمن القوات الموجودة في الموقع، في وقت واصلت فيه القوة الصاروخية والمدفعية استهداف عشرات المواقع السعودية في جيزان وعسير ونجران، أبرزها قصف صاروخي على مجموعة من المواقع العسكرية السعودية في منطقة الموسم في جيزان، وهي مواقع استحدثها الجيش السعودي أخيراً بعد انسحابه من المواقع التي تمثل خط الدفاع الأول لمصلحة القوات اليمنية. وفي نجران، سقطت مجموعة من القتلى في صفوف الجيش السعودي إثر استهداف رقابة موقع العش بالمدفعية. أما في عسير فأفادت وحدة الرصد بهروب جماعي للجنود السعوديين من على تباب (تلال) الشيباني بعد استهدافه بالمدفعية، كذلك تمكن المقاتلون اليمنيون من تفجير عربة عسكرية نوع «برادلي» في قرية الغاوية وسط الخوبة.
- (نقلا عن صحيفة الأخبار اللبنانية)