السعودية نحو سنوات عجاف
بقلم / علي ظافر
السعودية تخطو نحو سنوات عجاف، وبقراتها السمان تحتضر، الآثار السلبية للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن تتجلى يوماً بعد آخر، فإنفاق مليارات الدولارات لتمويل الحرب وشراء الذمم من أجل القتل والدمار في اليمن وسوريا على وجه الخصوص سببت عجزاً قياسياً في ميزانية المملكة بعد لجوئها إلى احتياطيها النقدي.
ومن المفارقات العجيبة أن تعلن أكبر دولة مصدرة للنفط، أكبر عجز في الميزانية في تاريخ المملكة .. عجز قياسي قدره 98 مليار دولار في موازنة العام الجديد ألفين وستة عشر.
الخبراء الاقتصاديون يرون أن هذا العجز يبرهن على الفشل الذريع لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يتزعمه محمد بن سلمان.
هذا العجز الضخم، وانخفاض أسعار النفط بمقدار الثلثين في اقل من عامين، سيدفع بالحكومة السعودية بحسب خبراء إلى فرض ضرائب على الشركات، ورفع أسعار المواد الأساسية مثل الماء والكهرباء والاتصالات، والمحروقات.
وقد بدأت تجليات ذلك من خلال إعلان مجلس الوزراء السعودي رفع أسعار البنزين والكيروسين والغاز والديزل.
هذه المؤشرات تعني من الناحية الاقتصادية بحسب الخبراء أن دولة الرفاهية ستوضع في غرفة العناية المركزة لفترة قد تطول، وستنعكس الرسوم والضرائب الجديدة على رفاهية المواطن، وأسلوب معيشته، كما أن تجميد بعض مشاريع البنى التحتية، وإلغاء أخرى، سيؤدي إلى إفلاس العديد من الشركات، وينتج عنه الكثير من المشاكل الاقتصادية.
وأمام هذه الصورة القاتمة يبدي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تفاؤلاً أكثر من اللازم كما برر هذا الفشل بانخفاض أسعار البترول والتحديات الاقتصادية والمالية الإقليمية والدولية حد تعبيره، معلناً التوجيه بإطلاق برنامج إصلاحات اقتصادية تحتاج إلى سنوات حتى تعطي ثمارها ولا يمكن أن تثمر والنظام السعودي يخوض حربين في اليمن وسوريا ويستعد لحرب ثالثة ضد ما يسميه الإرهاب.