“منبر القدس”.. قادة المقاومة: القدس ستبقى بوصلة الأمة
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن مواقف الشهيدين السيد حسن نصر الله والقائد إسماعيل هنية، صادرة من موقع الإرادة الصادقة والتوجه الجاد، وقدما كل شيء في سبيل الله على طريق القدس.
وأوضح السيد القائد في كلمة له اليوم الأربعاء ضمن كلمات منبر القدس، أن مواقف الشهيدين السيد نصر الله وهنية كانت معبّرة عن الحق ومستنهضة للأمة ومؤثرة في الميدان، مبينًا أنهما أسهما بالتصدي للطغيان الإسرائيلي وكانا في طليعة أمتنا الإسلامية في حمل راية الجهاد.
وقال: “نستذكر في منبر القدس القائد الكبير والعزيز الرئيس الإيراني السابق الشهيد السيد إبراهيم رئيسي الذي كان نموذجًا بين الرؤساء في إخلاصه واهتمامه بقضية فلسطين، كما كان معبرًا عن موقف إيران ومجسدًا له عمليًا”.
وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الحديث عن القضية الفلسطينية يأتي في إطار التبيين لضرورة الموقف الصحيح الذي يرقى إلى مستوى المسؤولية، موضحًا أن المسار العدواني للعدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية يتجه نحو هدف واضح هو السعي لتصفية القضية الفلسطينية، كما أن تهجير الشعب الفلسطيني واضح في ممارسات العدو الإسرائيلي من خلال الإبادة الجماعية والتدمير والتجويع والتعطيش.
ودعا السيد القائد الدول العربية إلى التحرك الجاد واتخاذ موقف شجاع وتاريخي لمنع تهجير الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع، مؤكدًا أن العدو الصهيوني لا يمكن أن يهجر الشعب الفلسطيني إلا بتخاذل وتواطؤ عربي، وهذا ما ينبغي الحذر منه لأنه مشاركة في الجريمة.
وحيا جميع الشهداء على طريق القدس من فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، كما حيا المجاهدين في كل جبهات الإسناد، وللشعوب والبلدان التي تحمل راية الجهاد.
وبين السيد القائد أن الدور قادم على البلدان العربية المحيطة بفلسطين، مبيناً أن الأطماع الصهيونية في محيط فلسطين لن تتوقف إلا بالموقف الجاد الصادق، موضحاً أنه بوسع المسلمين أن يقفوا بوجه الأطماع الصهيونية إذا اتجهوا بجدية وتوكلوا على الله. وبوسع المسلمين أن يقدموا الدعم اللازم والكامل للشعب الفلسطيني ومجاهديه بما يسهم في فرض معادلات الردع، وبوسع المسلمين التحرك بدلاً من إتاحة الفرصة للعدو الإسرائيلي لفرض معادلة الاستباحة، التي تشكل خطراً على كل الأمة.
ونوه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى ضرورة أن يحذر المسلمون من اليأس والهزيمة النفسية، وعليهم أن يثقوا بالله وبوعده الصادق في زوال الكيان الإسرائيلي.
ولفت إلى أن اليمن، رسمياً وشعبياً، اتخذ موقفه المساند للشعب الفلسطيني في إطار انتمائه الإيماني الأصيل، وقد تحرك اليمن بشكل شامل لنصرة الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وساهم في الإسناد مع جبهات المحور.
وجدد السيد القائد التأكيد على استمرار اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني دون تراجع بالرغم من العدوان الأمريكي، لافتاً إلى أن أعظم الجهاد في سبيل الله هو ضد الطغيان الإسرائيلي والأمريكي الذي بلغ أسوأ مستوى من الظلم والإجرام والجبروت.
أولى الكلمات كانت مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة الذي وجّه التحية إلى “كلّ الشهداء الذين استُشهدوا في معركة طوفان الأقصى، والرجال البواسل الذين قاتلوا العدو ببسالة لا مثيل لها”، كما وجّه التحية إلى “القادة الشهداء الذين أكّدوا بشهادتهم صدق وعدهم لله ولشعب المقاومة”.
وقال: “أهدافنا كبيرة وكرامتنا عالية، واليهود القتلة وحلفاؤهم لن يستطيعوا إذلالنا وكسر إرادتنا، وسنخرج كل مرة لهم أشدّ بأسًا”، مؤكدًا أنّ “المقاومة وشعبنا يصنعون التاريخ اليوم، وشعبنا أثبت أنّه قوي ولا ينكسر رغم كل المؤامرات العالمية”.
وشدّد النخالة على أنّ وحدة قوى المقاومة في المنطقة ستبقى قائمة ومتكاملة مهما كانت التضحيات، وعلى أنّ القدس كانت أكبر من كل أسلحة العالم وحشوده.
بدوره، توجّه نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر بالتحية إلى مجاهدي غزة والضفة، وإلى جبهات المقاومة من لبنان واليمن وإيران.
وأكّد مزهر أنّ منبر القدس يُعبّر عن الموقف الموحّد لجبهات المقاومة، لافتًا إلى أنّ القادة الشهداء جسّدوا بتضحياتهم نموذجًا في مواجهة المشروع الصهيوني.
وشدّد مزهر على أنّ فلسطين وفي قلبها القدس، ستبقى بوصلة الأمة في مواجهة الأعداء، لافتًا إلى أنّ دول لبنان واليمن والعراق وإيران قد وقفت إلى جانب فلسطين، وأثبتت أنّها ليست وحدها في هذه المعركة.
وقال: “نؤكّد من منبر القدس أنّ الحقوق لا توهب بل تنتزع، ومستمرون في المقاومة حتى تحقيق التحرير”.
من ناحيته، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية: “نفتقد اليوم القائد الكبير الشهيد إسماعيل هنية، وسماحة السيد حسن نصر الله الذي وعد فصدق بوعده حتى اصطفاه الله شهيدًا على طريق القدس، وقائد الطوفان يحيى السنوار، والشهيد القائد صالح العاروري”، مؤكدًا أنّهم كانوا شهودَ صدق في هذه المعركة.
وأضاف: “نحن في ظلال يوم القدس العالمي الذي نادى له الإمام روح الله الخميني الراحل (رض) وسار على دربه السيد علي الخامنئي”.
وأكّد الحية أنّ المقاومة نجحت في كشف الوجه الحقيقي للاحتلال كعدو إستراتيجي للأمة، وأنّ معادلات الصراع لن تعود إلى الوراء، مشددًا على أنّ المقاومة أثبت قدرتها على المبادرة وأظهرت عجز العدو.
وتابع: “لقد بذلنا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر كلّ الجهود لبوصلة واضحة وخطى وأهداف واضحة، أولها وقف العدوان ومحاولات التوسع الاستعماري، وتهجير أهلنا في غزة والضفة”،
وأكّد الحية أنّه لن نحيد عن درب قادتنا الشهداء حتى النصر أو الشهادة، وأنّ القدس ستظل عنوانًا لهذا الصراع، معتبرًا أنّ أي محاولة للتنازل عن شبر واحد منها هي خيانة للأمة.
وجدّد الحية جهوزية حركة حماس لاستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على أنّ الاحتلال هو الذي انقلب على الاتفاق الذي وقعه مع حماس ورفض الانتقال للمرحلة الثانية وواصل عدوانه.
بدوره، تحدّث الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، فأكّد أنّه مرّ 75 عامًا من الاحتلال ولم تتمكن “إسرائيل” من إلغاء الهوية الفلسطينية.
ولفت سماحة الشيخ قاسم إلى أنّ طوفان الأقصى جاء ليَقلب المعادلة منذ 18 شهرًا، مؤكدًا أنّ القضية الفلسطينية تتألّق في العالم وتبرز كحقيقة لا يمكن أن يلغيها أحد.
وشدّد على أنّ “إسرائيل” تنكشف بأعمالها الإجرامية العدوانية، وأنها تعيش أزمة وجود، ولا يُمكن بهذا الاحتلال أن تكرّس حضورها.
كما توجّه الشيخ قاسم بتحية “إجلال واحترام للشعب الفلسطيني الذي قدّم قيادته في سبيل الدفاع عن أرضه”، وقال: “نُحيّي الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، ورغم 50 ألف من الشهداء وأكثر من 100 ألف جريح، ورغم الإبادة، نجده صامد وواثق بأنّ نصر الله آتٍ”.
وأشار إلى أنّ “شعار العام هو: “على العهد يا قدس”، لأنّنا سنستمرّ، ولأنّ الشعب الفلسطيني لن يتوانى بل هو في المقدّمة لاستعادة القدس”.
كذلك شدّد الشيخ قاسم على أنّ المخطط الأميركي كبير وخطير جدًّا وغرضه إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين “واحتلال أراضٍ في لبنان وسورية ومصر والأردن، والتحكّم بالشرق الأوسط الذي يُريدونه على شاكلتهم”، وقال: سقط القناع الإنساني عن وجه أميركا.
وأكّد أنّ “هذا المشروع ستُسقطه التضحيات والعطاءات المستمرة”، وأضاف: “نحن نثق بأنّ النصر سيكون للمؤمنين بهذه القضية الفلسطينية”.
وتوجّه الشيخ قاسم لدول محور المقاومة بالقول: “لقد أكرمنا الله بالإمام الخميني (قده)، حيث دعا لتضافر الجهود من أجل القضية وليوم القدس، وبالإمام الخامنئي (دام ظله) الذي يدعم محور المقاومة في وجه العدو”، لافتًا إلى أنّ محور المقاومة مَدين لإيران بكلّ أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي.
وقال إنّ: “حزب الله ساند غزة في معركة أولي البأس، وكانت أبرز تضحياتنا شهادة السيد نصر الله والسيد صفي الدين، وكلّ الشهداء في لبنان”.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ “إسرائيل” لم تحقّق هدفها في لبنان في إنهاء المقاومة، ولم تتمكن من الوصول إلى الليطاني، مضيفاً: “نحن في مرحلة دور الدولة في تطبيق الاتفاق”.
وأشار إلى أنّ على الدولة أن تقوم بمسؤوليتها في الوصول إلى الانسحاب وتحرير الأسرى، والضغط على القوى الفاعلة لإلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار.
وتابع الشيخ قاسم قائلاً: “لن نقبل باستمرار الاحتلال، ويجب عليه أن يفرج عن الأسرى”، مشددًا على أنّه لا محل للتطبيع والاستسلام في لبنان.
وقال إنّ: “المقاومة مستمرة، وتعمل حيث تقدر أن تعمل، وهي خيار ثابت وتتحرك بحكمة”.
كذلك، وجّه الشيخ قاسم التحية لـ”اليمن العزيز بقيادة السيد الحوثي، والشعب اليمني الذي يتحمّل التضحيات في مواجهة أميركا و”إسرائيل””، مؤكدًا أنّ اليمن أبدع في التصدي للاستكبار العالمي، مشددًا على أنّ “إسناد اليمن حُجّة على دول المسلمين الذين لو أرادوا المساندة لاستطاعوا”.
ووجّه أيضًا التحية للعراق الذي “قدّم الإمكانات والصمود والدعم وإلى وقيادته ومرجعيته وتضحياته”.
قائد فيلق القدس العميد إسماعيل قاآني توجه بالتحية لـ”روح الإمام روح الله الخميني (رض) الذي دعا لهذا اليوم، وأطلق عليه اسم يوم القدس العالمي”، وتوجه بالتحية أيضًا إلى آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الذي سار على نهجه”.
وأكّد قاآني أنّ عملية طوفان الأقصى أكملت معاني المقاومة في الميدان والمقاومة الشعبية، كما أنّ طوفان الأقصى شكّل ظاهرة حديثة لوحدة الساحات، والتي تجلّت من خلالها صلابة وتلاحم قوى المقاومة.
ولفت إلى أنّ الشهداء أثبتوا عزة وكرامة المقاومة، مؤكدًا أنّ المقاومة أصبحت أكثر ثباتًا وقوة رغم كل التضحيات.
وأضاف: “نُحيّي يوم القدس وقد أدركت الأمّة الإسلامية أهمية القضية الفلسطينية، وتعرّفت الشعوب الحرة في العالم على هذا المفهوم، وأصبحت حاضرة لتأييد الشعب المظلوم عبر مظاهرات شعبية”.
وأشار قآاني الى أنّ المسار والنهج الحق سيتواصل حتى النصر النهائي، مشددًا على أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما في السابق، تقف إلى جانب فلسطين دفاعًا عن القدس الشريف، من خلال دعم المجاهدين في جبهات المقاومة، ومن خلال عمليات عسكرية مثل الوعد الصادق.
وأكّد أنّ صمود إيران وثباتها سيستمران حتى تحقيق الهدف النهائي، وهو تحرير القدس الشريف.