البطل الذي كشف زيف “ثوار” السعودية وقطر
سامي رمزي*
يبدو أَن استشهادَ البطل اللبناني المناضل والأسير المحرر سمير القنطار، نزَل َكالصاعقة على رؤوس الرجعية العربية، التي تقف وراء أدعياء “الجهاد والمقاومة” من التكفيريين، في سوريا غيرها، فلم يجدوا شيئاً يمكن أَن يخفوا وراءَه خيبتَهم وخزْيَهم، إلَّا تبني الموقف الصهيوني بحذافيره دون زيادة أَوْ نقصان.
المتتبعُ للإعلام العربي، الذي تهيمن عليه السعودية وقطر، يتلمسُ بوضوح حجم “المصيبة” التي أنزلها استشهاد القنطار، بهذا الإعلام الرخيص والطائفي، الذي أوصلته فضيحته، بدعمه شذاذ الآفاق من التكفيريين والمجرمين، وتسويقهم على أنهم “ثوار”، أَن يستخدموا أساليبَ رخيصة، للنيل من الشهيد القنطار، كما فعلت قناة “العربية” السعودية، سيئة الصيت، عندما جلبت مطلقةَ الشهيد القنطار، وأعطتها فُسحةً لتطلق ما في قلبها من حقد أخرق على الشهيد واصفة إياه بـ ”القاتل”، عسى ولعل، أَن تخففَ من فضيحة ما نزل بالسعودية وقطر و”مرتزقتهم” من تكفيريي “داعش” والقاعدة، الذي كان القنطارُ يقاتلهم ويقاتل أسيادهم الصهاينة في آن واحد.
صحيحٌ أَن الإعلامَ السعودي والقطري، هو المهيمن على الأثير، بعد أَن تحوّلا إلى غرابين ينعقان على خراب الأمة، إثر إغلاق السلطات السعودية لكل الفضائيات التي كانت تعكس جانباً من الحقيقة المُرة التي تعيشها الشعوب العربية والمنطقة، بعد اختطاف الرجعية العربية للقرار العربي والجامعة العربية، ولكن رغم كُلِّ ذلك لا يمكن لهذا الإعلام الطائفي الرجعي، أَن ينالَ من قمة نضالية كبرى مثل الشهيد القنطار، الذي استشهد على يد “إسرائيل” الحليف الأقوى للسعودية وقطر والرجعية العربية في سوريا، فمثلُ هذه القمة لا يمكن التعتيم عليها أَوْ تشويهها فالجميعُ يعرفَ أَن القنطار:
– حمل السلاحَ وهو في الخامسة عشرة والتحق بالمقاومة الفلسطينية.
– شارك وهو في السابعة عشرة بعملية فدائية نوعیة داخل الأراضي الفلسطينية مع رفاق له، استشهد البعضُ وأُسر الباقي، فكان من بين من أُسروا جريحاً.
– حُكم بأكثر من خمسمائة عام قضى منها 29 عاماً، قضاها شامخاً عنيداً أمامَ عنجهية سجاني العدو.
– خرج القنطار من السجن بعد أَن قضى نحو 30 عاماً، بأمر من سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، الذي أرغم الصهاينة على طلاق سراحه في عملية تبادُل للأسرى.
– بعد خروجه من الأسر جدّد عهدَه للمقاومة والتحق في صفوف حزب الله ليبدأ في وضْع حجارة الأساس للمقاومة الشعبية في الجولان المحتل، مع رفاق له تعرض بعضهم للاغتيال.
– انطلق بعمله المقاوم من بلدة الحضر وشمال القنيطرة، لیحولَ دون قیام الجماعات التكفيرية المدعومة من الكيان الصهيوني للسيطرة على هذه المنطقة الحدودية وتحويلها إلى منطقة آمنة.
القنطارُ لبناني المولد، إلَّا أنه عاش أكثر سنوات عمره في فلسطين، في سجون الاحتلال الصهيوني، واستشهد في سوريا على يد أشرس عدو للعرب والمسلمين، فتأريخ الرجل ومواقفه أخرست الإعلام العربي العربي الذي اضطر أَن يكررَ مقولة الصهاينة، لصعوبة اتهام القنطار بأنه ينطلق من دوافعَ طائفية أَوْ مذهبية أَوْ دينية فقد كان وجوده يهدد “إسرائيل”، التي حاولت أكثر من ست مرات اغتياله، وفي الأخيرة تمكّنت منه، وهي تظنُّ أنها ستتنفس الصعداء بعده، وسيكون المجال أكثرَ أمناً لـ ”ثوار” السعودية وقطر وتركيا، من الدواعش والقاعدة، ولكن فات “إسرائيل” أَن المقاومةَ مدرسة تخرج كُلّ يوم المئات من أمثال القنطار، سيكونون لها ولمرتزقتها بالمرصاد ليس في سوريا والعراق واليمن ولبنان فحسب، بل في داخل فلسطين نفسها.