في رحاب القائد.. خلفيات وتداعيات الوحشية الصهيونية وأساليب المواجهة
تتجلى في كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والتي القاها اليوم، حول العدوان المتواصل على غزة ولبنان قدرة تحليلية عميقة تعكس واقع الصراع الدائر في المنطقة. حيث تأتي هذه الكلمة في وقت تتزايد فيه التحديات التي تفرضها العصابات الصهيونية، مدعومةً بدعم هائل من القوى الغربية، التي تسعى لتقويض الحقوق الفلسطينية وتحقيق أجنداتها التوسعية. عكس السيد القائد في خطابه سردية غنية تتناول الصورة المعقدة للمشهد الإقليمي والدولي، مشددًا على أهمية الصمود والمقاومة والجهاد كسبيل واقعي وحيوي لمواجهة هذا العدوان.
تناول السيد القائد في كلمته الجذور التاريخية للصراع ودور المجاهدين في غزة ولبنان، مبرزًا أن ثبات هؤلاء الأبطال هو ما يحول دون تحقيق أهداف العدو التوسعية. كما تطرق إلى أهمية الوعي العربي، محذرًا من مغبة التقاعس والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، الذي يُعتبر بمثابة تمكين لعوامل الخيانة وتهديد مباشر للأمن القومي العربي.
في وقتٍ تتعاقب فيه المواقف الدولية وتظهر فيه محاولات ربط المنطقة بمصالح العدو الإسرائيلي، يُعد خطاب السيد القائد دعوة ملحة للتوحد واليقظة في مواجهة المخطط الصهيوني، محذراً من أن الانقسام والضعف لا يؤديان إلا إلى مزيد من التهديدات. إن التحليل الدقيق الذي يقدمه السيد يمثل أكثر من مجرد موقف سياسي؛ بل هو تجسيد لرؤية شاملة تعبر عن طموحات وحقوق أمة تتطلع إلى التحرر والانعتاق من براثن الاحتلال.
طبيعة العدو الإجرامية
كلمة السيد القائد تضمنت تحليلاً عميقاً للواقع الحالي الذي يواجه لبنان وفلسطين تحت وطأة العدوان الإسرائيلي. يُبرز السيد القائد التهديد المستمر من العصابات الصهيونية، مسلطاً الضوء على ضرورة الوعي المتزايد للمسلمين والعرب تجاه ما يجري، إذ يعتبرهم الأكثر استهدافاً. تطرق السيد القائد إلى أساليب الإجرام التي ينتهجها العدو الإسرائيلي في كل من غزة ولبنان، مشيراً إلى استهداف العدو غير المُميّز لكل فئات المجتمع بدءاً من المدنيين وصولاً إلى العاملين في القطاعات الحيوية مثل الصحافة والتعليم. يوضح أن الصورة التي تُرسم من خلال مشاهد الجرائم تُعبر عن بشاعة العدو الصهيوني، مما يعكس واقعاً مروعاً يتجلى في مأساة إنسانية حقيقية.
يتناول السيد القائد أيضاً الأبعاد الدولية والإقليمية المتعلقة بتلك الجرائم، مشيراً إلى أنها تعكس انحيازات مفضوحة وتساهم في تجذر الوعي لدى الأمة حول عدوها. مؤكدا على أهمية استشعار حجم الخطر الذي يهدد الأمة، ويؤكد أن الخطاب المدافع عن المدنيين لم يعد كافياً، حيث أن الهجمات لا تستثني أحداً.
واستشهد السيد القائد بأصل العداء الموروث ضد المؤمنين كما جاء في القرآن الكريم، مما يعزز دعوته إلى توصيف العدو وكشف حقيقته والتي تُظهر أن العدو ليس إلا تجسيداً للعداء للكثير من القيم الإنسانية والإسلامية. وبالتالي، يُدعو السيد القائد إلى ضرورة تعزيز الوعي والتضامن لمواجهة هذا التهديد الكبير.
خطورة التشتت والضياع
وعن الأبعاد الأوسع للصراع مع الصهيونية، يبرز السيد القائد كيف تشكل العصابات الصهيونية تهديداً دائماً للبنان من خلال ممارساتها الوحشية، مشيراً إلى أن هذا الرصيد الإجرامي ينبغي أن يكون دافعاً لصنع وعي جماهيري كافٍ تجاه العدو اليهودي. مؤكدًا أن التجارب التاريخية والوقائع المروعة يجب أن تُسهم في بناء الوعي حول الخطر الحقيقي المتمثل في العدو الإسرائيلي. ويوضح أن عدم الوعي بذلك يُظهر حالة من التشتت والضياع، مما يعزز من قناعة العدو بأن العرب والمسلمين عاجزون عن فهم مخاطر وجودهم، وهو ما يُعتبر إهانة لهم.
ويشير إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استهدف المدنيين دون تمييز، مما ينسف أي ادعاء بأن هذا العدوان له سياق سياسي أو عسكري. ويؤكد السيد القائد أنه في ظل هذا الإجرام، كانت الولايات المتحدة دائمًا شريكًا أساسيًا، حيث يُعتبر الدعم الأمريكي دعامة رئيسية لاستمرار الاحتلال.
ويُظهر السيد القائد كيف أن الأهداف المشتركة بين الأمريكيين والإسرائيليين تعزز من موقفهم ضد العرب وتدفعهم نحو إضعاف الهوية الإسلامية والعربية للشعوب في المنطقة.
استهداف الهوية العربية والإسلامية
في سياق متصل بالأبعاد الاستراتيجية لهذه الشراكة، يتناول السيد القائد هذه الشراكة مُشيرًا إلى أن الهدف هو إبقاء الشعوب العربية بلا حرية أو استقلال، بل مستعبدة لمصالح العدو، مما يؤدي إلى طمس هويتها الإسلامية. ويُلقي الضوء على كيف يسعى العدو إلى الاستيلاء على الموارد والتوجهات السياسية بما يخدم مصالحه وبالتالي محو أي شكل من أشكال الوجود الحضاري المستقل.
وتعزيزا للوعي بالمخاطر المحدقة، سواء كانت من العدو الإسرائيلي أو من الشراكة الاستراتيجية التي توفرها الدول الكبرى، لتأطير رؤية مستقبلية للشعوب العربية قائمة على الحق في الهوية والحرية، سلط السيد القائد الضوء على الدور الكبير للولايات المتحدة والغرب في دعم العدو الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذا الدعم ليس مجرد تمويل أو تسليح، بل يتعدى ذلك ليشمل التبريرات السياسية التي تترافق مع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.
مستعرضا كيف أن الأحداث الجارية ليست صدفة، بل نتيجة تسلسل زمني من المعاناة الطويلة للشعب الفلسطيني تخطت المائة عام، إذ بدأ الاحتلال البريطاني والصهيوني يفرطان في الوحشية منذ اليوم الأول. ويشير إلى الحالات المتكررة من الجرائم التي ارتكبت على مدى 75 عامًا، مما يعد تخليًا عن القيم الإنسانية ويعكس طبيعة الكيان الصهيوني المجرمة.
الوعي والهوية
وفي واحدة من الرسائل الأساسية التي تقدمها كلمة السيد القائد، هي ضرورة أن يدرك الجيل الجديد ما تم إغفاله في الماضي. تعتمد هذه الفرضية على أن الأحداث الأخيرة أبقت الذاكرة الجمعية حاضرة، مما يسمح للشباب بالتعرف على فظائع العدو واستعادة الوعي والهوية. وبالتالي، تصبح هذه اللحظة فرصة ليست فقط للاستياء بل للتعبئة والتوعية.
كما يعبر السيد القائد عن بؤس المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، التي لم تعد كفيلة بوقف العدوان، بل يرى أن الأمر يتطلب حراكًا شعبيًا وعربيًا يكون مسؤولًا عن حماية الأمة من المخاطر المحيطة. كما يؤكد على أهمية صمود المجاهدين في غزة ولبنان، مبينًا أن تماسكهم واستبسالهم يشكلان جزءًا أساسيًا من المقاومة، حتى في ظل الخذلان الذي قد يتعرض له المحيط العربي.
ويشير إلى أن العدو يلجأ إلى أساليب إجرامية شاملة، مثل القتل الجماعي أو الاغتيال، خصوصًا عندما يواجه صعوبات في المواجهات الميدانية المباشرة. من هنا، يطرح السيد سؤالًا مهمًا: ماذا لو كان للمجاهدين الدعم المناسب وما الذي قد يحدث إذا تحركت الأمة ككل لدعم هذه المقاومة؟ مؤكدا على أهمية الوعي الإسلامي وضرورة فهم ما تناولته النصوص الدينية حول الأعداء، موضحًا أن واجب المسلمين هو أن يتسلحوا بهذه المعرفة لمواجهة التهديدات ولتصحيح المسارات المغلوطة. يعتبر القرآن مرشدًا عالميًا يُشير إلى ما يواجه الأمة من مخاطر، ويقدم الحلول التي تحتاجها لمواجهة تهديدات العدو، مما يعكس أهمية الموقف الإيماني في التصدي لهذه التحديات.
الوحشية الهمجية ضد المدنيين
من خلال استعراض الأحداث الأخيرة، فقد تمحور حديث السيد القائد حول الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، مما يبرز المستجدات الإقليمية والدولية وتأثيرها.
تتضمن الكلمة بتفصيل الهمجية التي مارسها العدو الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، حيث يشير السيد القائد إلى تدمير أكثر من 50 ألف وحدة سكنية باستخدام البراميل المتفجرة والروبوتات المدمرة. يُعبر هذا الوصف عن استراتيجية العدو الإسرائيلي في محاولته القضاء على معالم الحياة بشكل متعمد، مما يؤدي إلى تشريد السكان وتعرضهم لاستهداف مباشر أثناء محاولتهم الهروب. يُظهر السيد القائد كيف أن العدو يعتبر تسريب الغذاء والماء وسيلة لتعزيز العنف والإجرام، مما يعكس وحشيته الهمجية الممارسة ضد المدنيين.
كما تناولت الكلمة تأثير الدعم الأمريكي والغربي على هذه الجرائم، حيث يعتبر أن هذا الدعم بات يشكل شراكة فعلية في الإجرام، مع توضيحه لطبيعة المواقف الرتيبة من بعض الدول الإسلامية. ينبه السيد القائد إلى أن هذه التصريحات والقمم، التي تعبر عن استنكار المجازر تتسم بعدم الفاعلية ما لم تُترجم إلى خطوات عملية، وبالتالي يبقى الوضع كما هو عليه.
وفي سياق دعم المجاهدين في غزة، يشير السيد القائد في كلمته إلى أن المقاومة هي الخيار الوحيد الفعال، ويؤكد أن العرب جربوا التنازلات والمساومات ولكنها لم تؤدِ إلى أي نتائج ملموسة. فالتنازلات لم تكن سوى سراب، مما يجعل من الواضح أن التحرك الفعلي هو السبيل لتحصيل الحقوق.
كما يطرح تساؤلات حول مدى مسؤولية الدول العربية في تقديم الدعم العسكري والمادي للإخوة في غزة، مشيرًا إلى أن الفارق بين الدعم الغربي المقدم لإسرائيل والتقاعس العربي تجاه فلسطين هو فاضح للغاية. بل إن السيد القائد يتساءل عما كان قد يمكن أن يحدث لو قدم العرب الحد الأدنى من الدعم للشعب الفلسطيني، مما يعكس مدى أهمية الوحدة والتعاون الإقليمي.
استنهاض همم الشعوب لرفع الظلم
إن رسالة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، تدعو إلى استنهاض همم الشعوب لرفع الظلم عن الإخوة في فلسطين، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، وهو ما يمثل دعوة لتعزيز العمل الجماعي في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية والإسلامية، حيث ركز السيد على الأثر السلبي للاحتلال الإسرائيلي والتهديدات التي تواجهها لبنان في ظل الدعم الغربي الممنوح لهذا الكيان.
وأبرز في تحليله الحرب النفسية التي يشنها العدو الإسرائيلي بالتعاون مع الولايات المتحدة، بغية خلخلة الوضع اللبناني الداخلي وإشعال الفتن لغايات سياسية. هذه الإستراتيجية بدت واضحة، حيث يسعى العدو إلى تغيير المعادلة السياسية في لبنان لصالحه عبر إثارة الانقسام بين القوى السياسية المختلفة. ويعبر السيد القائد عن رؤية واضحة بأن العصابات الصهيونية، منذ نشأتها، تشكل تهديدًا مستمرًا للبنان، وهو تهديدٌ يتجاوز الحدود الإقليمية ليصب في مجرى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
في سياق تاريخي، أوضح السيد القائد أن المعتقدات والثقافة الإسرائيلية تستهدف لبنان كجزء من طموحاتها التوسعية. ويرى أن المقاومة اللبنانية، ممثلة في حزب الله، لها دور محوري في التصدي للاحتلال الإسرائيلي وطرده، مما يعزز من هوية لبنان الوطنية ويضعه في موقع الصمود أمام المخاطر. هذه التجربة التاريخية تمنح المجاهدين في حزب الله ثقة في قدرتهم على مواجهة تهديدات العدو المتزايدة.
القيادة والسيطرة الفعالة للمقاومة
كما استعرض التحضيرات الإسرائيلية العسكرية للاجتياح البري للبنان، مشيرًا إلى أن العدو كان يتصور أن الاغتيالات التي ينفذها ستضعف الروح المعنوية للمجاهدين. لكن التصورات الإسرائيلية والأمريكية تفاجأت بصلابة المقاومة وثباتها، مما يعكس فشل تقديراتهم في تقييم قدرة اللبنانيين على الدفاع عن بلدانهم.
الخطورة تكمن في أن العدو الإسرائيلي كان يخطط لتبرير أفعاله بزعزعة الاستقرار في لبنان، ولكن المقاومة أظهرت تماسكًا وتنسيقًا عسكريًا عالياً، يعكس الكفاءة والاستعداد في مواجهة التحديات. فالثبات والصمود الذي أظهره مجاهدو حزب الله أكد موقفهم القوي في الميدان، مشيرًا إلى أن القيادة والسيطرة الفعالة موجودة، مما يحفز الإيمان الشعبي بأن الساحة اللبنانية قادرة على التصدي لأي عدوان.
ويرى السيد أن الإمكانات التي قدّمها حزب الله وحقيقة الواقع تدعمان هذا الصمود الثابت. القوة التي يستمدها المجاهدون من إيمانهم وقوتهم الداخلية تجعلهم قادرون على مواجهة التحديات، مما يبرز أهمية الوحدة والوعي في صفوف الأمة لمواصلة التصدي للأخطار المحدقة.
وتكشف الكلمة العديد من الجوانب المرتبطة بالعنف الممارس من قبل العصابات الصهيونية في فلسطين، مستعرضًا كيف شكلت هذه الجماعات تهديدًا للبنان منذ بداية توافدها إلى المنطقة. فضلا عن أن واحدة من النقاط البارزة في كلمته هي الإشارة إلى الزخم الصاروخي المتزايد لحزب الله، الذي يعكس مستوى الثبات والجاهزية في الميدان. يبرز السيد القائد أن العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله تجري وفق خطط مدروسة وإدارة متماسكة، مما يدل على تنسيق عالٍ بين جميع فصائل المقاومة. كما يُظهر أنشطة حزب الله في الساحة اللبنانية انسجامًا سياسيًا كافيًا رغم الضغوط التي تفرضها المساعي الإسرائيلية والأمريكية لإعادة تشكيل الواقع السياسي في لبنان.
تؤكد رؤية السيد القائد أن هناك وعيًا تامًا داخل معظم المكونات اللبنانية، وهو ما يعزز من تماسكهم وحذرهم ضد محاولات التلاعب بالساحة الداخلية. يشدد السيد القائد على أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق محور الجهاد والمقاومة في دعم الشعب اللبناني ومجاهديه، معتبرًا أن دعم العرب أيضًا هو جزء أساسي من هذه المسؤولية.
خيبة العدو الصهيوني
واستعرض السيد بوضوح فشل العدو الإسرائيلي وخيبته، خاصة تجاه العمليات البرية، مشيرًا إلى محاولاته المتكررة للتعتيم على خسائره. ويظهر في هذا الجانب كيف أن العدو يعتمد على سياسة الحرب النفسية، ولكنه يواجه صعوبات في إخفاء الواقع المؤلم على الحدود اللبنانية.
وبيَّن أن العدوان الإسرائيلي على لبنان لا يختلف عن سياسته في قطاع غزة، ويؤكد أن حزب الله ما زال يقف بالمرصاد للعدو. إنه يسلط الضوء على ثبات المجاهدين في الحزب، الذين، بعد فقدانهم لقادتهم، زادوا من وفائهم واستبسالهم في مواجهة التحديات. هذه المسألة تحمل دلالات على قوة الارتباط الروحي والسياسي الذين يتمتع به المجاهدون، مما يعزز من فاعليتهم في ساحات القتال.
كما تناول الأبعاد الإقليمية للصراع، مشيرًا إلى تحركات جبهة الإسناد العراقية التي شهدت تصعيدًا ملحوظًا، ويعتبر أن تفاعل الشعوب العربية يجب أن يتصاعد كلما زادت اعتداءات العدوان الإسرائيلي. يعبر السيد القائد عن قلقه من أن العراق مُستهدف ضمن خطة “إسرائيل الكبرى”، مما يعيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
خيارات التنازل والاستجداء للسلام
وفي سياق أعمق، يتناول السيد القائد الفشل التاريخي للسياسات العربية التي اتبعت خيارات التنازلات والاستجداء للسلام، ويشير إلى أن هذا لن يؤدي إلا إلى ضياع الأمل في السلام الحقيقي. ولفت إلى حديث العدوان الإسرائيلي على المرجعية الدينية في العراق، ويؤكد السيد القائد أن هذا التصرف يعكس حجم الحقد الذي تكنه “إسرائيل” لكل ما يمثل القوة في الأمة.
في المجمل، تعرض كلمة السيد القائد رؤية متكاملة حول المعركة القائمة، مستندا إلى قراءة تاريخية وسياسية شاملة، تعكس العزيمة والثبات في مواجهة التهديدات الخارجية، مقدما دعوة للتضامن العربي والإسلامي لمواجهة هذا الخطر المشترك.
ويُبرز السيد الأبعاد الإقليمية والدولية للمعركة مع العدو، حيث يشير إلى التهديدات المستمرة التي شكلتها العصابات الصهيونية منذ تواجدها في المنطقة، وارتباطها الوثيق بتقويض الأمن والاستقرار في لبنان.
ويشدد على أهمية التحركات في العراق، ويعبر عن أمله في استمرار الدعم الفاعل للعرب، سياسيًا وإنسانيًا، تجاه غزة ولبنان. يتساءل عن السبب الذي يمنع الدول العربية من تقديم الدعم الكافي للشعب الفلسطيني، مقارنة بما يُصرف في القضايا الداخلية الموصوفة بالعبثية. يؤكد السيد القائد أن دعم الدول العربية لمنطقة تتعرض للاحتلال سيسهم في تعزيز موقف الفلسطينيين، وتمكينهم من مواجهة الاعتداءات.
تجريدنا من حق الدفاع عن أنفسنا
وتناول السيد بطريقة تحذيرية الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرًا إلى أن رد إيران على تلك الاعتداءات يُعتبر من وجهة نظر الغرب تصعيدًا. يؤكد أن الموقف الغربي يسعى إلى فرض معادلة غير مقبولة، تُجرد الشعوب من حق الدفاع عن النفس، بينما تُشرع للعنف الإسرائيلي تحت مسمى “الدفاع عن النفس”.
تسلط الكلمة الضوء أيضًا على المفارقة في المواقف العربية تجاه المقاومة الفلسطينية، حيث ُصفت تلك الدول تحركات حماس والجهاد الإسلامي بالإرهاب، مما يعكس استجابة مقلوبة لمعادلة القوى الغربية. يؤكد السيد القائد على حق إيران و ضرورة التصدي للعدوان الإسرائيلي كواجب ديني وأخلاقي. يتساءل بقوة عن ملائمة عدم الجهاد في ظل الاعتداءات المستمرة والمخططات التوسعية التي تستهدف المسلمين في دينهم ودنياهم.
تشير الكلمة بشكل جلي إلى الأطماع الصهيونية المعلنة ضد منطقتنا، موضحة أن المخططات الإسرائيلية تهدف إلى السيطرة على دول عربية أساسية. يربط السيد القائد الزخم الصاروخي المتزايد لحزب الله بالاستراتيجيات المدروسة والفعالية الميدانية، مُظهرًا أن المقاومة هي المحدد الأساسي في إعاقة المشاريع الصهيونية.
يلفت السيد الانتباه إلى أن وجود المجاهدين في فلسطين ولبنان هو ما يمنع العدو من تحقيق طموحاته التوسعية نحو السيطرة على الشام، والأردن، وأجزاء من العراق ومصر والسعودية. هذه الرسالة تحمل دلالة قوية على الارتباط بين النضال ضد العدو الصهيوني والدفاع عن المقدسات الإسلامية، مثل مكة والمدينة، وهو ما يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من المشروع الصهيوني التوسعي.
بشكل عام، تعكس كلمة السيد القائد قراءة تحليلية لخطورة الوضع الراهن وعلى أهمية الجهاد والتضامن بين الشعوب الإسلامية، مشددًا على أن مقاومة العدو الصهيوني ليست مجرد واجب سياسي، بل هي مسؤولية دينية وأخلاقية تستدعي تكاتف جميع القوى الحية في المنطقة لمواجهة التحديات الماثلة.
الأهداف التوسعية للعدو الإسرائيلي
يتناول السيد القائد في كلمته دور العصابات الصهيونية في فلسطين كتهديد دائم للبنان، مشيرًا إلى أن صمود المجاهدين في غزة وفلسطين ولبنان، ممثلاً في حزب الله، هو ما يعوق تحقيق الأهداف التوسعية للعدو الإسرائيلي.
يبرز أهمية الوعي العربي حول الخطابات الصهيونية، محذرًا من أن عدم فهم الكثيرين للكلمات التي تصدر عن المسؤولين الصهاينة يعود لجهلهم بما ورد عنهم في القرآن. فالعدو الإسرائيلي يسعى للتعتيم الإعلامي، فحجم الخسائر التي لحقت به على الحدود اللبنانية بدأت تظهر بشكل جلي للعالم.
تعتبر الخطة الإسرائيلية التوسعية، التي يدعمها النظام الأمريكي، تهديدًا لأمن الأمة العربية. ومن هنا، يعزو السيد القائد للعدوان المستمر على غزة الدور الذي تلعبه الأطماع الغربية، مشيرًا إلى أن اللجوء إلى المنظمات الدولية لم يحقق أي نتيجة ملموسة. حيث يعرض السيد القائد تصورًا حول الفشل الذريع لخيارات المفاوضات والسلام التي حاول بعض الفلسطينيين اللجوء إليها، خاصة في ظل سياسات نتنياهو الذي يسعى لإلغاء وجود فلسطين من الوعي العالمي، حتى محو ما تم الاتفاق عليه سابقًا.
يؤكد السيد القائد أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي خيانة لحقوق الشعب الفلسطيني، و تمكينًا للعدو لتحقيق أهدافه العدوانية بتكاليف أقل. كما يشير إلى المعادلة الغريبة التي تسعى القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى فرضها، وهي السماح للمنطقة بأن تبقى دون ردة فعل حقيقي لتلك الاعتداءات.
يتناول السيد القائد أيضًا القمة الخليجية الأوروبية، واصفًا المشاريع الجديدة التي طُرحت بأنها تشير إلى محاولة جديدة لربط المنطقة بالسيطرة الإسرائيلية، مؤكدًا على أن التوجهات الأمريكية والأوروبية تهدف إلى ضمان خضوع الدول العربية للمصالح الإسرائيلية. ويختتم برسالة تحذيرية لكل من يظن أنه بمأمن من المؤامرات الإسرائيلية، محذرًا من أنه لا أحد في المنطقة يمكن أن يظل بعيدًا عن تلك المخططات.
بجميع هذه النقاط، يسعى السيد القائد إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي والدولي في سياق النزاع، مع التأكيد على أهمية التمسك بالمقاومة والصمود كأدوات فعالة في مواجهة التحديات التي تطرحها الأطماع الصهيونية والنفوذ الأمريكي.
الموقف اليمني شاهد على جدوائية التحرك
يختتم السيد القائد حديثه بتقديم الشواهد الحية لأهمية التحرك الجاد لمواجهة العدو الأمريكي الإسرائيلي والتغلب على كل العوائق، بأقل الإمكانيات، والمتمثل في الموقف اليمني الذي أثبتت المعارك فاعليته، حيث بلغ عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي والبريطاني إلى 196 سفينة.. مع استمرار الاسناد بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى فلسطين المحتلة، فعمليات هذا الأسبوع نُفذت بـ 25 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة. وعلى الجهة الأخرى يبرز الموقف اليمني الفاعل في خروج شعبنا اليمني في ذكرى طوفان الأقصى وهو الأكبر على مستوى العالم تلبية لدعوة إخوتنا في حركة المقاومة الإسلامية حماس.
يؤكد السيد أن كل المحاولات في إخضاع الشعب اليمني والحد من عملياته العسكرية قد فشلت بعون الله وستفشل مستقبلا، فالعدو الأمريكي والبريطاني يواصل قصفه الجوي والبحري ضد بلدنا آخرها الأمس على العاصمة صنعاء ومحافظة صنعاء والتي شنت بأحدث الطائرات الأمريكية. يحول العدو الأمريكي بأكثر من وسيلة لإيقاف عمليات اليمن، منها محاولة توريط الآخرين بالحرب علينا ولكن هذا الخيار فشل أيضا.
في إطار الحرب على بلدنا يضيف السيد القائد أن العدو اتجه إلى الحملة الدعائية والإعلامية ضد شعبنا العزيز لاستهداف جبهته الداخلية خدمة لأمريكا و”إسرائيل”.. مؤكدا أن شعبنا العزيز على درجة عالية من الوعي ويدرك الهدف من وراء الشائعات والدعايات والحرب النفسية ومساعي الأعداء لخلخلة الجبهة الداخلية.
ورغم محاولات العدو المستميتة للتأثير على موقفناـ إلا أن الشعب اليمني العزيز مستمر في موقفه لإسناد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وضد عدو الله وعدو الإنسانية العدو الصهيوني اليهودي وأعوانه.. كما انهُ مستمر في جهاده عسكريا وسياسيا وإعلاميا وبالأنشطة الشعبية. كما أن شعبنا العزيز مستمر في خروجه المليوني الأسبوعي كجزء من جهاده وتعبيره عن وفائه ومصداقيته وثباته الذي لا يتزحزح. والشاهد على ذلك سيشاهده الجميع يوم غد في مسيرات مليونية في مختلف المحافظات جهادا في سبيل الله تعالى ونصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.