اليمن تخرج بالملايين غضباً وتحدياً وثباتاً في مواجهة العدو الأمريكي البريطاني
نشر في يناير 13, 2024
لأنه شعب مؤمن مجاهد، له هوية إيمانية، فقد سطر شعب اليمن مواقف بطولية تفرد بها عن غيره من شعوب العالم، حين وقف وحيداً في الساحات، وخرج إليها بالملايين يهتف بأعلى صوته: والله لا يدعنا كتاب الله أن نسكت، وهب مسرعا ليعلن عن موقفه في نصرة الشعب الفلسطيني ومهما تكن التبعات والتحديات، فنصرة المظلوم من شيم المؤمنين.
واصل شعبنا كل أنشطته واستمر في التعبئة والتدريب القتالي، والمظاهرات والمسيرات، والفعاليات المتعددة والمتنوعة، والتبرع بالمال، بالرغم من الظروف الصعبة، وكذلك استمر شعبنا في إطار نشاطه الإعلامي دون تردد ودون تراجع.
ضاق الأعداء ذرعاً بتحرك شعبنا وسعوا بكل ما أوتوا من قوة لثنيه عن مواقفه، وطيلة الفترة الماضية استخدم الأعداء كل أساليب الترغيب والترهيب ولكن دون جدوى، وحينما أيقن العدو بثبات شعبنا، حشد أسلحته ونفذ عدواناً غاشماً متخطياً كل القوانين والأعراف الدولية وذلك من أجل تركيع الشعب اليمني ولكن كالعادة لم يجنِ العدو سوى مزيد من الخيبات، حيث سارع الشعب اليماني بعد ساعات من العدوان لقول كلمته ليسمع العالم أجمع أنه مع الشعب الفلسطيني حتى تحرير كل فلسطين وأنه من أجل هذا الموقف جاهز لخوض غمرات القتال.
إنه شعب اليمن الأصيل، السبّاق إلى نصر الحق، المتميز بإخلاصه في السير على الهدى طول أمد التاريخ، فشعنا الذي ناصر رسول الله صلوات الله عليه وآله قبل أن يبعثه الله، وناصر الرسول الأكرم حينما خذلته القبائل العربية، وشعبنا العظيم الذي دخل في دين الله طوعاً دون قتال وحارب من أجل الإسلام وقدم الشهداء، وشعبنا الذي سجد الرسول تعظيما لله حينما سمع بإسلام أهل اليمن لما يعرفه عنهم من النخوة والشهامة، فإنه في آخر الزمان لا يمكن له أن يتراجع أو يتخلف عن نصرة المظلومين في غزة وهو يرى الأطفال تقتل والنساء تقطع إلى أشلاء والمدنيين يعدمون في الشوارع والطرقات وتدوسهم الدبابات الإسرائيلية، لا يمكن بحال من الأحول أن يحدث هذا وفي الشعب اليمني عرق ينبض.
ومن هذا المنطلق تحرك الشعب اليمني إلى الساحات ليقول لطغاة الأرض: كفوا عن إجرامكم وطغيانكم واتركوا الشعب الفلسطيني لينعم بأرضه ويحرر أرضه، وإن لم تصغوا فعليكم تحمّل التبعات والنتائج.
لا القصف يرعبنا ولا التهويل
ومن العاصمة صنعاء حيث السيول البشرية متدفقة في مشهد عظيم قل نظيره في زمن التخاذل والتفريط، لم تثنهم أصوات الطائرات ولا الانفجارات ولا الوعيد الأمريكي والتهويل الغربي، فالإيمان راسخ، والقدس هي البوصلة والميدان هو الحكم، وذو العزة والجبروت هو المتحكم فيما يجري، وأنّى لشعب أن يهزم، وعماده الله سبحانه وتعالى.
مسيرات اليمن الكبرى حملت شعار “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وفي مضامين هذا العنوان تحرك الشعب المجاهد الذين أحبهم الله وأحبوه وجندوا أنفسهم له فاصطفاهم على العالمين ليكون عنوان المشروع الإلهي في مواجهة طواغيت الأرض الذين عاثوا في الأرض الفساد.
وهتفت الحشود الجماهيرية الهتافات المؤكدة على مواصلة الاستنفار والتحشيد لمواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وجددت التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ـ يحفظه الله ـ، في اتخاذ كل قرارات وخيارات الردع في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”.
ورفعت الجماهير المحتشدة، العلمين اليمني والفلسطيني واللافتات والشعارات المؤيدة والمباركة للعمليات العسكرية البطولية التي تنفذها القوات المسلحة في القوات البحرية والصاروخية والطيران المسير للدفاع عن سيادة اليمن واستقلاله.
وأكدت استمرار خروج الشعب اليمني وثبات مواقفه الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية ونصرة مظلومية الشعب الفلسطيني وتأييد معركة “طوفان الأقصى”، وإسناد المجاهدين في غزة وفلسطين المحتلة حتى تحقيق النصر ودحر الكيان الصهيوني الغاصب.
نفير عام وثبات على المواقف
المشاركون في المسيرات الكبرى، أعلنوا النفير العام والاستعداد الكامل للجهاد وخوض المواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني، برا وبحرا وجوا.. مؤكدين أن الشعب اليمني لن يتراجع ولن يكل أو يمل أو توقفه وتخيفه تهديدات واعتداءات أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، وسيكون الردع قويا على عدوانهم السافر على اليمن.
وفي المسيرة أشار عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، إلى أن أبناء الشعب اليمني هم رجال الله السند والمدد لإخوانهم في فلسطين .. وقال: “يحق لكم بأن يقال عنكم إنكم السند والمدد لأبناء غزة وفلسطين”.
وأضاف: “نحن هنا نقول كما قال قائد الثورة بأنه يرحب بالمواجهة المباشرة مع الأمريكيين الذين اعتدوا على بلدنا لتسع سنوات وحاصروا شعبنا واعتدوا عليه بطائراتهم وقنابلهم وصواريخهم وهم من اعتدى على اقتصاده، فأمريكا هي الشيطان الأكبر وهي الإرهاب كله”.
وتابع: “نقول للأمريكي والبريطاني: عد إلى بلدك لحمايته من العنصرية ولا تحمي السفن الإسرائيلية فأنت اليوم تقف ضد الإنسانية وتقتل كل من يحمي الإنسانية”.
وأشار عضو السياسي الأعلى، إلى أن “موقف الشعب اليمني اليوم هو من أجل حماية الإنسان في غزة ونصرة لإخواننا في غزة وتحالفكم اليوم ليس من أجل حماية الملاحة البحرية، لأن من يحميها هو نحن، أما الأمريكي هو من يعمل على إشعال البحر الأحمر ويهدد البحر الأحمر، والأمريكي نفسه هو من يعمل جاهدا على أن ترتفع أسعار التأمين البحري”.
وأضاف: “نقول للأمريكي: قبل أن تزعم أنك أتيت لحماية القانون الدولي، احمِ دستورك الذي انتهكته بالضرب والقصف لبلدنا، تحت مزاعم حماية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ المحتلة بمبرر القانون الدولي الذي تدوسه بقدمك في كل العالم”.
ومضى قائلا: “نقول للأمريكي من هنا اقرأ جيدا وتمعن خطاب قائد الثورة جيدا فهو بالأمس تحدث بأن أي اعتداء على الجمهورية اليمنية فإن الرد سيكون أقوى من عملية الـ 24 طائرة مسيرة التي جعلت جنود العدو يعيشون الرعب”.
ولفت محمد الحوثي، إلى أن اليمن لم يهاجم شواطئ أمريكا ولم يتحرك في الجزر الأمريكية حتى يأتي الأمريكي ويزعم حق الرد.. وقال: “أنتم نازيون وضرباتكم على بلدنا إرهابية ومن يثير العالم اليوم هم الأمريكيون والبريطانيون الذين يدعمون الشذوذ والمثلية ومثل هؤلاء لا يمكن أن يحققوا العدالة للإنسانية”.
وأكد أن الشعب اليمني وهذه الجماهير المحتشدة في الساحات يعون جميعا بأن أمريكا إرهابية ولا تدافع عن نفسها كما تدعي، كما يعلمون بأن الأمريكي قاتل والبريطاني قاتل وكلٌ يقف في بحار اليمن لا يرجو منا إلا النكال.
وأفاد بأن “الجمهورية اليمنية بجيشها وشعبها وأجهزتها الرسمية تقول للسيد القائد: فوضناك ونحن جندك وسيفك الذي سينال من العدو ورهانك هو الرهان الأمضى وشعبك هو الشعب الأقوى ولن نيأس ولن نكل أو نمل وسنبقى طوع أمرك فامض بنا حيث شئت وأنى شئت وسنواجه كل طواغيت العالم، فالنصر والعزة لنا والتحرير للفلسطينيين ونحن بإذن الله جيشك الماضي حتى تصل إلى فلسطين وتنتصر على اليهود”.
وأكد أن الضربات التي شنها الأمريكي والبريطاني على اليمن لن تنال من معنويات وقوة الشعب اليمني.. وقال: “لقد كان البريطاني وهو بكامل قوته بينما كان شعبنا لا يحمل سوى البندقية ولا يملك التكنولوجيا التي تمتلكها القوات المسلحة، أما اليوم فها هي الساحة ترفع شعارها وبنادقها وتقول الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام.
وتوجه عضو المجلس السياسي الأعلى بالشكر لكل الدول العربية والإسلامية التي رفضت العدوان على اليمن.. داعيا إياهم إلى التحرك كما دعاهم إلى ذلك السيد القائد من أجل فلسطين، أما الشعب اليمني فهو لا يأبه بهم بعد أن واجههم لتسع سنوات، في حين أن الغارات التي استهدفت اليمن بالأمس فهي نفس الغارات ونفس الطائرات التي هاجمت اليمن منذ العام 2015م ولم يأت الأمريكي بجديد بل إن الشعب اليمني هو من سيأتي بالجديد.
لا تراجع عن نصرة غزة
بيانات المسيرات المليونية التي خرجت في مختلف المحافظات الحرة أكدت أن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن لمنعه من الاستمرار في نصرة الأشقاء في فلسطين ودعما منهم للكيان الصهيوني للاستمرار في جرائم القتل والتدمير والإبادة التي يرتكبها في فلسطين إنما يزيده إيمانا وإصرارا على موقفه الإيماني والمبدئي في نصرة إخوانه في فلسطين.
كما أكدت البيانات أن أمريكا وبريطانيا تورطتا بشكل مباشر في هذا العدوان وورطت بعض الدول معها وهذا لن يعفيهم من تبعات هذا العدوان.. معلنة تأييد ومباركة انطلاق (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس)، وتفويض قائد الثورة في كل الخيارات والقرارات المناصرة والداعمة للمعركة المقدسة.
وعبرت بيانات المسيرات المليونية عن تأييد “الموقف الوطني والديني المسؤول الذي أعلنه المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة في اجتماعه بالقيادات العسكرية بأن العدو الأمريكي والغربي الذي يرى نفسه ملزما بحماية إسرائيل فإننا ملزمون بالدفاع عن فلسطين وهذا موقف يمثل كل اليمنيين ويعبر عنهم”.
وباركت العمليات العسكرية للقوات البحرية والصاروخية والطيران المسير المستمرة في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة من المرور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والسفن الحربية التي تعمل على حمايتها.
واستعدادا للمعركة القائمة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي والغربي حتى تحقيق الفتح الموعود بإذن الله تعالى.
وأعلنت البيانات الاستمرار في التعبئة العامة واستقبال المقاتلين إلى مراكز التدريب والتأهيل العسكري والنفير الشعبي المسلح استعدادا للمشاركة الفاعلة مع الجيش اليمني في خوض أي معركة قادمة سواء في البر أو البحر.
وطالب شعبنا اليمني بفتح ممرات برية آمنة لنذيق العدو الصهيوني بأس الله فينا ومدى ثقتنا الكاملة به سبحانه وتعالى”… مؤكدين على الاستمرارية في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لها وتوسيع دائرة المقاطعة وخصوصا في الشعوب العربية والإسلامية.. مشيدا بالتفاعل الشعبي والرسمي مع حملة المقاطعة في اليمن والتي يجب أن تتحول إلى ثقافة مستمرة وليس تفاعلا لحظيا لما يترتب عليها من نتائج إيجابية في مواجهة الأعداء.