الإنتاج المنزلي: نواة تحقيق الاكتفاء الذاتي
دون أدنى شك فإن المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرون للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي هي محاضرة مهمة جداً واستثنائية ومحورية وذلك لبناء اقتصاد ووطني قوي ومستقل، من خلال الإنتاج الداخلي والتركيز على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية ودعم الأرياف وتوفير الخدمات بما يضمن حماية الأمن القومي اليمني.
ويتضح ذلك بجلاء ووضوح، فعند المقارنة بين النظريات الاقتصادية التي قدمت التنمية الاقتصادية تحت يافطة الهيمنة بأفكار استعمارية مسمومة، وبين ما يقدمه السيد القائد من رؤية عمليه للتنمية الاقتصادية يتضح عظم الفرق الشاسع بين ما ذهبت اليه تلك النظريات المخادعة وما يقدمه ذلك القائد الحكيم.
وفي هذا الصدد، يؤكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرون، أن الكثير من الأسر تسعى إلى أن تنتج في المنزل الكثير من الأشياء من احتياجاتها الأساسية، ومنها المواد الغذائية، وأيضاً تنتج العديد من مواد التنظيف، ويؤكد أنتلك الأسر تكون مساعدة في تحقيق عملية لاكتفاء الذاتي في توفير أكثر الأشياء، حيث يقول:
“نصل إلى نقطة تتعلق بالإنتاج المنزلي: الإنتاج المنزلي، هذا حاصل في كثير من الدول، يعني تسعى الكثير من الأسر إلى أن تنتج في المنزل الكثير من الأشياء، تنتج الكثير من المواد الغذائية، تنتج الكثير أيضاً من مواد التنظيف، تنتج أشياء كثيرة من احتياجاتها الأساسية، وبالتالي تكون في عملية إنتاجها محققةً للاكتفاء الذاتي في توفير أكثر الأشياء، يعني: يمكن أن يكون لديك بقرة، وأن تنتج من حليبها الزبادي، وأن تنتج من حليبها الزبدة، وأن تنتج من حليبها الجبنة، وأن تنتج مختلف المنتجات، يعني: حتى الحلويات ممكن أن يكون لديك مزرعة، وتنتج منها أشياء كثيرة، بل يمكن أن تشتري بعض المحاصيل الزراعية، وتنتج منها في المنزل المربيات، ومختلف الأشياء، أشياء كثيرة، عملية الإنتاج يجب أن تدخل حتى إلى الاهتمامات المنزلية، وهذا سيوفر الكثير للأسر، يوفر للكثير من الأسر.
الأعمال المتنوعة، البعض من الأسر مثلاً: تنتج أغراض أخرى غير المواد الغذائية، أغراض أخرى، وتمثل مصدر دخل لها، نحتاج إلى أن يتوفر التوجه، ومع التوجه تأتي الرؤى، الأفكار، المبادرات، الورش”.
وضمن سلسلة الحاضرات الرمضانية، 1440هـ، يُشير السيد القائد في المحاضرة الرابعة عشرة، إلى أن البعض من الأُسر تُنتِج أشياء كثيرة في المنزل على مستوى المُنتجَات الغذائية، يقول:
“البعض من الأسر تنتج على مستوى الصناعات الغذائية والمنتجات الغذائية، تنتج أشياء كثيرة في المنزل، تنتج المربيات، تنتج الفواكه المجففة، تنتج مشتقات الألبان، الجبنة، الزبادي، تصنع في المنزل، الخَل كذلك يصنع في المنزل، أشياء كثيرة تصنع في المنزل ويتم إنتاجها في المنزل، أدوات التنظيف، أدوات التنظيف تصنع بمختلف أنواعها، الصابون، سواء الصابون المسحوق أو الصابون الآخر، أنواع كثيرة، أغراض كثيرة يتم إنتاجها في المنزل…”.
ويُضيف بالقول:
“في الريف يمكن للأسرة أن تقتني الدجاج والبيض والغنم والماعز والحليب وأشياء كثيرة في الريف ممكن اقتناؤها، وتمثل حالة مهمة جدا في توفير الاحتياجات الضرورية، تساعد الناس على توفير احتياجهم من المواد الغذائية الأساسية، البعض اليوم، بعض الأسر كم ستكون كلفة شراء البيض في العام؟ البيض لوحده، تصل مبالغ لو تحسبها أسرة معينة كم اشترت خلال سنة كاملة من البيض، كم كلفتها ماليا، وكم كانت هذه الكلفة ستستفيد منها في شيء آخر لو بقي لديها دجاج يتوفر لها البيض مجانا، وهكذا البعض ماعز، ثنتين ماعز قد تكفي أسرة، أو ماعز واحدة وهي حلوب تكفي لأسرة توفر لها الحليب أو توفر لها اللبن، العملية التنموية بدءا من الأسرة والتركيز عليها في واقع الأسرة، أشياء كثيرة تتوفر لهذا أو ذاك، هذا بشكل وهذا بشكل آخر، هذا بمستوى وهذا بمستوى آخر في واقع الأسر، التعود والتعلم على إنتاج الكثير من الأشياء، هذه مسألة مهمة وإيجابية، يمكن إنشاء المؤسسات التي تساعد هذه الأسر ويمكن أن توسع مؤسسة بنيان وغيرها من المؤسسات، يمكن الجانب الرسمي ينشئ مبادرات وكذلك مشاريع عملية تساعد الأسر المنتجة”.
وفي الوقت الذي يشهد فيه المستوى الرسمي وبعض المؤسسات المزيد من الاهتمام بهذه الأمور، يؤكد السيد القائد في المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرون 1442هـ أنه يجب أن يكون هناك اهتمام من الناس أنفسهم أيضاً بهذه المسألة، إذ يقول:
“هناك في بلدنا- إن شاء الله- على المستوى الرسمي سنشهد المزيد من الاهتمام بهذه الأمور، على مستوى أيضاً مؤسسات، مثل: مؤسسة بنيان وغيرها، تساعد الناس، مؤسسات رسمية- إن شاء الله- تنشأ وتساعد الناس في ذلك، نحن ندفع مع الجانب الرسمي إلى أن يكون هناك اهتمام بهذه المسألة، ولكن يجب أن يكون هناك اهتمام من الناس أنفسهم أيضاً بهذه المسألة، وأن يشهد العام القادم بإذن الله، ما بعد شهر رمضان المبارك، اهتماماً بعملية الإنتاج الداخلي على كل المستويات، مع اهتمام الناس بالتخلص من الربا، بالتخلص من المعاصي الكبيرة جداً، المعاصي في الجانب الاقتصادي، وسعي الناس للاعتماد على الله، والتوكل على الله، والثقة بالله “سبحانه وتعالى”، والرجوع إليه وإلى فضله الواسع الكريم”.