العدوان على اليمن يقصم ظهر آل سعود عسكرياً وأمنياً وأقتصادياً
لم يدر في خلد النظام السعودي والدول المتحالفة معه في عدوانهم على اليمن أنه وبعد أكثر من ستة أشهر من التدمير والقتل في اليمن أن الأصوات التي سترتفع ستتحدث عن مخاوف من انهيار النظام السعودي وليس انهيار اليمن.
هذا ما حدث بالفعل إذ ظهرت ملامح القلق من انهيار النظام السعودي على أكبر المؤسسات الموجهة للإدارة الأمريكية والسياسية ولم تكن مصادفة أن يخرج تقريرين أمريكيين متشابهين أحدهما عن مجلة الفورين بوليسي والآخر صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات.
حيث نشرت المجلة الأمريكية تقريراً بعنوان:” حان وقت قلق أميركا من انهيار النظام السعودي” اعتبرت فيه التحديات التي تواجهها السعودية داخلياً وخارجياً كافية لتكون الإدارة الأمريكية قلقة على حليفها السعودي من انهيار نظامه. وسارت مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات على نهج المجلة لكنها ذهبت إلى ما هو أبعد بقولها إن الإدارة الأمريكية تشعر فعلاً بالقلق من انهيار النظام السعودي لنفس الأسباب التي أوردتها مجلة الفورين بوليسي.
- الحرب على اليمن تتحول إلى كابوس سعودي
عندما حدد التقريران التحديات التي تواجهها السعودية والتي قد تؤدي لانهيار النظام فيها كان من أول تلك التحديات هي تداعيات “الحرب على اليمن” التي فيما يبدو أنها تحولت إلى كابوس يهدد وجود النظام السعودي.
وتتهم الفورين بوليسي وزير الدفاع السعودي نجل الملك بالتسرع في خوض جرب اليمن من دون استراتيجية أو خطة واضحة للخروج، مما أدى إلى تصاعد التكاليف في الدماء والأموال، واتساع الأزمة الإنسانية وتزايد الانتقادات الدولية.
وحول ذلك ترى المؤسسة الأمريكية أن الحرب على اليمن “تستمر من دون أفق للحل، وتنذر بتحولها إلى مصدر انقسام داخلي” والخروج عن سلطة الملك سلمان ونجله اللذان “يقودان البلاد في مسار نحو خراب سياسي واقتصادي وعسكري خطير”.
- صراع آل سعود يقودهم إلى الهاوية
ترى مؤسسة الدفاع الأمريكية أن من بين التحديات التي تهدد النظام السعودي تتمثل في أن الرياض لم تجد السعودية حلولا لها تتمثل في النزاعات القائمة بين عائلة آل سعود الحاكمة وأن ذلك يضع البلاد على الهاوية.
واعتبرت الفورين بوليسي ان “التحدي الاول الذي تواجهه السعودية يتمثل في التصدع الذي بدا يظهر في العائلة المالكة مستشهدا بذلك الى الرسالتين اللتين نشرتهما صحيفة “الغارديان” لأمير سعودي تم توجيههما إلى كبار الأعضاء في العائلة المالكة داعيا لهم للقيام بانقلاب قصر ضد الملك “سلمان”. وترى الرسالتان أن الملك سلمان ونجله الثلاثيني نائب ولي العهد قد انتهجا سياسة خطيرة تقود البلاد نحو الخراب السياسي والاقتصادي والعسكري منوها الى ان دعوته لتغيير القيادة تلقى دعما متزايدا، ليس فقط داخل العائلة الحاكمة ولكن بين صفوف الشعب السعودي ايضا.
- الانهيار الاقتصادي يهدد آل سعود واليمن حاضرة أيضاً
وإذا كان قد أمكن القول إن السعودية لم تتخيل أن عدوانها سيترتب عليه مخاوف من انهيار النظام فيها وليس في اليمن فإن ذلك ينطبق على الوضع الاقتصادي إذ أصبح التراجع في عائدات النفط وتكلفة الحرب تهددان بانهيار النظام السعودي اقتصادياً وليس اليمن.
حيث ترى مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات الأمريكية أن العجز في الموازنة السعودية نتيجة الحرب على اليمن “وانخفاض اسعار النفط وارتفاع معدلات البطالة وتراجع احتياطيات النقد الاجنبي يثير قلق الاسواق العالمية، ويسهم في هروب رؤوس الاموال” من البلاد. مشيرة إلى التحدي غير المسبوق لشرعية “أي ملك سعودي “نتيجة أحداث منى مما يقوض دعائم “الشرعية السياسية والدينية للنظام الملكي برمته”.
أما مجلة الفورين بوليسي فتوسعت في تفصيل الأزمة الاقتصادية السعودية التي تهدد بانهيار النظام السعودي حيث وبحسب التقرير “انخفضت أسعار النفط بنسبة 50% خلال العام الماضي بفعل السياسة السعودية، لكن هذه السياسة لم تنجح تماما، أو على الأقل لم تعمل بالسرعة التي توقعها السعوديون بحسب التقرير. ويضيف أنه وفي حين استندت ميزانية السعودية لعام 2015 على أن النفط سيتم بيعه عند سعر 90 دولارا للبرميل. اليوم، تبدو الأسعار أقرب إلى نصف هذا الرقم. وهو ما ادى الى تكبد السعوديين سلسلة من النفقات لم يخططوا لاستيعابها، بما في ذلك تلك التي ترتبط مع صعود الملك “سلمان” على العرش (تأمين الولاء للملك الجديد عمل مكلف ماديا) والحرب في اليمن.
والنتيجة كما تقول المجلة “هي عجز في الميزانية يقترب من 20%، أو بما يزيد عن مائة مليار دولار، مما يتطلب من السعوديين استنزافا ضخما لاحتياطيات النفط الأجنبي بمعدل قياسي (حوالي 12 مليار دولار شهريا) بينما تتسارع أيضا مبيعات السندات”. وبحسب ما ورد، فقد قام السعوديون بتبديد أكثر من 70 مليار دولار من أصولهم العالمية خلال الأشهر الستة الماضية.
صدى المسيرة
#فج_عطان: