على وقع «اتفاق الرياض» رقعة الخلافات في الجنوب تتسع وعدن على المحك

تشهد المحافظات الجنوبية الواقعة تحتل الاحتلال السعودي الاماراتي  تصعيدا خطيرا لا سيما بعد عودة مسلسل الإغتيالات التي زادت حدتها خلال الأيام الماضية، ضمن مخطط خارجي تم صياغته بين قادة تحالف العدوان بشكل سري ضمن ما يعرف بإتفاق الرياض .  وشهدت محافظة عدن خلال الأسبوع الفائت، 10 عمليات اغتيالات لضباط أمنيين..  محافظ محافظة عدن طارق مصطفى سلام اوضح من جانبه أن تنامي أعمال الاغتيالات في عدن وتصاعد الاقتتال بين فصائل المرتزقة في أكثر من محافظة جنوبية، يأتي في اطار المخطط السعودي الاماراتي الجديد الذي بدأ تنفيذه الشهر الماضي وتحديداً عقب الاعلان عما يسمى بإتفاق الرياض.”  وقال سلام في تصريحه لموقع “انصار الله” إن محافظة عدن تشهد وقوع حالة أو حالتي اغتيال يوميا فضلاً عن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا نتيجة المواجهات المسلحة بين فصائل المرتزقة في عدد من المناطق المحتلة والذي بلغ نحو 400 شخص.  وأضاف : الوضع في المحافظة خطير في ظل التحشيد المستمر لفصائل المرتزقة وكذا حالة النزوح للسكان جراء الاقتتال الدائر بين المرتزقة.”  وعادت الإغتيالات إلى الواجهة كمقدمة لتفجير الأوضاع عسكرياً في محافظة عدن وهو ما يتضح ايضاً من خلال قيام حكومة المرتزقة بالدفع بعناصر تابعة لها ضمن ما يسمى بقوات اللواء الأول حماية رئاسية للعودة إلى عدن.  ومع رفض ميليشيا الانتقالي الجنوبي لقوات الخائن هادي من دخول المدن الرئيسية، لجأت الاخيرة الى الحرب الباردة عبر فرض وجودها العسكري على تخوم المحافظات الواقعة تحت سيطرة “الانتقالي” المدعوم من الامارات.  ومع تمركز مليشيات الخائن هادي في محافظتَي شبوة وأبين فقد ادى ذلك إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة.  وأدت الاشتباكات إلى مقتل نائب قائد “الانتقالي” في أحور و4 آخرين، إضافة إلى مقتل وإصابة 6 من عناصر القوات الموالية للخائن “هادي” التي قدمت باسم “اللواء الأول حماية رئاسية”، مسنودة بأكثر من 50 عربة وآلية عسكرية، بقيادة أحد مشايخ مأرب وكانت في طريقها نحو عدن.  عقب ذلك، دفع “الانتقالي” بتعزيزات عسكرية ضخمة لقوات الحزام الأمني التابعة له إلى الخطوط الأمامية في منطقة الشيخ سالم بمدينة زنجبار بمحافظة أبين؛ خشية اقتحام قوات الفار “هادي” المدينة والسيطرة عليها.  كما استدعى “الانتقالي الجنوبي” ميليشيات تابعة له من محافظة الضالع لتغطية الفراغات في خطوط التماس مع قوات حكومة الفار “هادي” في منطقة شقرة بأبين.  وبالتزامن، أعلنت قيادات محسوبة على “الانتقالي الجنوبي” أنها ستحرق أي قوة تتقدم نحو عدن، وستقاتل أي قوة تمنعها من ذلك.  كما هددت باعتقال رئيس وزراء حكومة المرتزقة والوزراء الموجودين في عدن حال تقدّم أي قوات صوب عدن.  من جهتها استعانت مليشيات الخائن هادي بعشرات من مسلّحي قبيلة الصبيحة، من اجل الدخول إلى عدن من مدخلها الشمالي ما دفع ميليشيات «الانتقالي» إلى استدعاء العشرات من منتسبيها، ونشر عدد كبير من الدبابات والمدرعات، لمواجهة مسلحي الصبيحة ومنعهم من اقتحام عدن.  ويعزز التصعيد الحاصل من تقديرات “الأزمات الدولية” التي توقعت باتساع نطاق مناهضة اتفاق الرياض على الأرض من قِبَل تكتلات جنوبية متعددة.  وقالت «مجموعة الأزمات الدولية» ان الاتفاق يضع إطاراً زمنياً «غير واقعيا» لدمج القوات العسكرية والأمنية المتنافسة، وهو سيعجز عن الصمود بسبب أزمة الثقة بين الطرفين، حسبما توقّعت المجموعة.   وما يعزز تقديراتها هو اتساع نطاق مناهضة الاتفاق على الأرض من قِبَل تكتلات جنوبية متعددة، مثلما يحدث في محافظة المهرة حيث بدأ يتشكل تحالف عريض في هذا الاتجاه وهو ما أثار امتعاض الرياض.