يبدو ان اعلان روسيا عن استعدادها ارسال قوات عسكرية الى سوريا في حال طلبت الحكومة السورية ذلك، والاستدارة الحادة في الموقف الامريكي من الازمة السورية، بعد ان سحبت واشنطن شرط رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، في اي حل سياسي، قد يغير كثيرا من معالم الازمة السورية التي ألفناها منذ نحو خمس سنوات.
تزامن الاعلان الروسي والاستدارة الامريكية ، مع الكشف عن وثيقة جديدة لوكيليكس تحدثت عن خطّة أمیرکیّة لزعزعة الاستقرار فی سوریا منذ العام 2006 ، بهدف الضغط على الاسد ، لا لاسقاطه بل ليفقد توازنه ، عبر:”اللعب على الخوف السنّی من النفوذ الإیرانی ..والتبشیر الشیعی” ، يجعل احتمال دخول الازمة السورية في مرحلة جديدة، هو الارجح.
محور المقاومة الى جانب روسيا، لم يكونا بحاجة لوثيقة ويكليكس، ليقفا على المخطط الامريكي ضد سوريا، والذي يصب بمجمله في صالح “اسرائيل” ، فكل تفاصيل هذا المخطط كانت واضحة منذ اليوم الاول ، فالاعلام الخليجي وخاصة السعودي والقطري ، تكفل باشعال نيران الفتنة “السنية الشيعية” ، في سوريا والمنطقة ، ومازال ، وساهم دخول تركيا على الخط، في تسعير نيران هذه الفتنة.
كان واضحا منذ اليوم الاول ان الجماعات التكفيرية المُحَرّضة والمُمولة والمدعومة ، عسكريا وماليا وسياسيا ، من السعودية وقطر وتركيا ، يمكن ان تُوصل سوريا الى ما وصلت اليه الان ، الا انها لم يكن بمقدورها ان تهيمن على سوريا ، لاسباب معروفة ، منها قوة وتماسك الجيش السوري ، والتفاف الغالبية العظمى من الشعب السوري حول جيشه ، وهذه الحقيقة لم تكن غائبة عن امريكا ، التي ارادت من خلال هذه الجماعات التكفيرية ، ان تضغط على الحكومة السورية لدفعها للرضوخ للارادة الامريكية ، كما اكدت ذلك ويكيليس ايضا ، فيما كانت ادوات امريكا في المنطقة ، تتصور ان بالامكان اسقاط الحكومة السورية ، بالجماعات التكفيرية.
وقوف محور المقاومة وروسيا ، الى جانب سوريا ، بالشكل الذي لم تتوقعه امريكا ، افشل المخطط الامريكي ، في اطالة امد الصراع ، عبر اللّعِب بعامل الزمن ، والاستفراد بسوريا والضغط عليها ، بهدف دفعها للرضوخ للارادة الامريكية.
ان مقاومة الجيش والشعب السوري ، في وجه الحلف الامريكي الصهيوني التركي العربي الرجعي ، و وقوف محور المقاومة وروسيا الى جانب سوريا ، بشكل قاطع في هذه المواجهة ، هو الذي اضطر امريكا ، في نهاية المطاف ، الى ان تلملم مخططها ، وتسارع للدخول في حوار مع روسيا ، في كيفية محاربة “داعش” في سوريا ، بعد ان انقلب السحر عليها .