التدخل الأمريكي في المسار السياسي اليمني.

تقارير | 22 نوفمبر | طالب الحسني: أحداث ألفين واحد عشر وما بعدها وصولاً إلى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ساهمت في تشكيل خارطة سياسية جديدة في اليمن، خارطة ابتعدت كثيراً وتغلبت على الهيمنة الأمريكية والخليجية.

تحولات ما بعد ثورة واحد وعشرين سبتمبر تضمنت تشكيل خارطة سياسية جديدة وانحسار الدور الأمريكي والخليجي، وتنامي الدور الشعبي في المسار السياسي والتأثير عليه بالإضافة إلى عودة الدور القبلي كفاعل رئيس ومؤثر وهام في صناعة القرار.

هذه الخارطة السياسية والتحول الكبير والمفاجئ  الذي اعقب ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ألفين واربعة عشر دفع الادارة الامريكية لمحاولة البحث عن إعادة الهيمنة  وإعادة وفرض تأثيرها على المسار السياسي  للحفاظ على مصالحها التي استمرت لعقود من الزمن.

العدوان على اليمن الذي أعلن من واشنطن كشف عن السخط الأمريكي من التحول السياسي في وقت كانت تعمل الإدارة الأمريكية باتجاه الدفع نحو تقسيم اليمن إلى أقاليم تضمن الحفاظ على تأثير السعودية في القرار اليمني وإبقاء اليمن دولة تابعة.

فشل العدوان ولجوء أطرافه إلى الذهاب لتفاوضات متعددة تحت مضلة الأمم المتحدة والانفتاح على المسار السياسي حمل معه التدخل الأمريكي لمحاولة توجيه مسار التفاوضات نحو تحقيق ما لم تحققه العمليات العسكرية، متجها نحو التأثير على قرارات الأمم المتحدة والعمل الدائم في التعنت لتطويل أمد التفاوضات التعمد في وضع شروط تعقد الحل السياسي.

سير المعارك الميدانية التي لم تكن تخدم العدوان وتحقق أي تقدم تمنحهم مضاعفة شروطهم وتأثير الدور الامريكي على المسار السياسي وتصاعد الرد اليمني على السعودية دفع بواشنطن إلى الدفع بالمفاوضات بما يلبي إنقاذ السعودية بدءاً بخطة كيري التي تتجه نحو التخلي عن ما تسمى الشرعية والبحث عن تسوية تضمن إيقاف استهداف السعودية ووضع بعض الشروط التي تضمن دوراً طفيفاً للتأثير الأمريكي والسعودي.