ماذا وراء الاستنفار الأمريكي لما يسمى معركة الرقة السورية؟..

تقارير/ 10نوفمبر /محمد فايع: تخطط الولايات المتحدة مع حلفائها لإقامة دويلة طائفية عرقية على الحدود السورية العراقية، هذا ، وتندرج إقامة هذه الدويلة كأداة في يد واشنطن بالشراكة المباشرة مع كيان العدو الصهيوني وذلك في إطار رسم خارطة جديدة للمنطقة تستند إلى تقطيع أوصال الدول العربية.

ويجمع  المتابعون وخبراء الاستراتيجية العسكرية على أن فتح أمريكا لمسارات آمنة لخروج مجاميع ( داعش) من الموصل العراقية الى الرقة السورية، يهدف في الدرجة الاولى الى اقتطاع مساحات واسعة من أراضي البلدين لإقامة دويلة طائفية، تثير المشاكل وتشعل الحروب بين الدولتين العراقية والسورية، والابقاء على حالة عدم الاستقرار الى ما لا نهاية في ساحتين تتصدان للتكفير الممول خليجيا والمدعوم اسرائيليا وتركيا، وبقيادة الولايات المتحدة.

ويوضح المتابعون أن الولايات المتحدة ستواصل خططها وترتيباتها لتقسيم الدول العربية وفتح جبهات جديدة، تشعلها العصابات الإرهابية ما دامت الجهات الممولة موجودة وتنفق بسخاء على  الجماعات التكفيرية.

فيما يؤكد المراقبون بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى الى جانب حلفائها وداعمو المشروع التكفيري وبمشاركة العدو الصهيوني إلى تنفيذ مخطط لإقامة منطقة حظر جوي جنوب وشمال سوريا ،وفي إطار المخطط  لا يستبعد المراقبون بأن يتم تجنيد ونقل عناصر من التكفيريين إلى مناطق في شمال أفريقيا كالجزائر وموريتانيا، وإسناد المجموعات التكفيرية في شبه جزيرة سيناء، بتعاون مع ما يسمى بالإسلام السياسي الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، وتشير الدوائر هنا، إلى أن لبنان أيضا هي في دائرة الاستهداف الإمريكي الخليجي التكفيري.

وعليه تأتي معركة الرقة السورية كمنطلق وقاعدة لتنفيذ مخطط التحالف الصهيو أمريكي الذي سيعتمد تنفيذه على استخدام داعش واخواتها من جهة والأنظمة الداعمة من جهة ثانية ووعلى استخدام الاكراد انفسهم من جهة ثالثة وذلك بهدف عزل المساحة الجغرافية بين الحدود السورية والعراقية.

وعليه فإن أمريكا بحسب الخبراء العسكريون وبحسب متابعين تسعى إلى اعتماد خطة إنشاء كيان كردي في الشمال الشرقي السوري في منطقة يقطنها 700 ألف سوري كردي و معهم و يحيط بهم أكثر من 3 ملايين سوري عربي، و تمكين الأقلية الكردية بدعم أمريكي و حماية أمريكية علنية و مباشرة من وضع اليد على المنطقة و تنفيذ تطهير عرقي فيها لمصلحة الأكراد و تهجير العرب بشكل خاص من الحسكة و المناطق العربية الأخرى مستعيدة بذلك خطة تقسيم فلسطين و إحلال الصهاينة مكان العرب فيها.‏

و يرى مراقبون أن امريكا تسعى إلى تكرار ما حصل في فلسطين في الشمال السوري وهذه المرة بأداة كردية فهل تنجح؟ وهل يكون للأكراد دولة منفصلة عن الدولة الأم انفصالا كليا كما حصل في جنوب السودان أو انفصالا مقنعا كما حصل في كردستان العراق.‏

إلا أن خبراء بالشأن الكردي  أشاروا إلى أن الأكراد السوريين ليسوا جميعا مؤيدين أو ملتزمين بالمشروع الأمريكي التقسيمي الانتحاري، وأن الفئة التي انخرطت في هذا المشروع تكاد لا تصل إلى الأكثرية المطلقة منهم وتمثلت في قوي كردية مسلحة مدعومة أمريكيا وإسرائيليا إنخرطت مؤخرا في المشروع والمخطط الأمريكي وأتخذتها أمريكا مطية وأداة تنفيذية بيديها جاعلة منها رأس حربة لتنفيذ مخططها التقسيمي تحت ذريعة محاربة “داعش” وإقامة وطن قومي للعنصر الكردي إلا أن  هذا المشروع والمخطط الأمريكي بحسب مراقبين يفتقر إلى مقومات النجاح وتواجهه عقبات وصعوبات لا يستطيع أصحابه تخطيها.‏

وفي النتيجة فإن الهدف الحقيقي هو أن أمريكا تسعى إلى فرض “إسرائيل” كردية في سورية، تماما كما فرضت في زمن الغفلة ككيان غاصب في فلسطين فيما يرى خبراء استراتيجيون بأن الظروف اليوم تغيرت وموازين القوى اختلفت وبالتالي فإن هناك من إمكانات المواجهة وقدرات إجهاض المشروع ما لا يستطيع أصحابه تجاهله او تخطيه، فمحور المقاومة مع ما يملك من قدرات عسكرية إلى جانب وعي شعبي عربي إسلامي متنامٍ لن يسمح بتمرير المخطط الأمريكي الصهيوني التكفيري التقسيمي والخطير على أمن المنطقة والعالم الاسلامي ووحدة بلدانه وأقاليمه.