جرائم العدوان تفضح ازدواجية المجتمع الدولي المتمترس خلف السعودية.

محمد الحاضري: بعد مباركة البرلمان للمجلس السياسي الأعلى بعث الأخير برسائل لطمأنة المجتمع الدولي في ظل مؤشرات بدأت تلوح في الأفق لحلحلة الموقف الدولي ونظرته للعدوان والحصار على اليمن، فيما تستمر السعودية في ارتكاب الجرائم.

في أول خطاب له بعد تأديته اليمين الدستورية أكد رئيس المجلس صالح الصماد تحت قبة البرلمان على “مد يد السلام”، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، داعيا “المجتمع الدولي لمراجعة مواقفه من العدوان على اليمن والتي تتعارض مع المرجعيات والمواثيق الأممية واحترام إرادة الشعب اليمني وخياراته السياسية”.

الآراء المعارضة لهذا المسار السياسي لم تشكك في شرعية البرلمان باعتباره أقوى سلطة شرعية منتخبة في البلاد، حتى الفار هادي أقر بشرعية البرلمان وانحصر الخلاف فقط على مدى صحة “إعادة انعقاد المجلس في دورة جديدة”.

أمام التطورات السياسية في صنعاء بدأت مؤشرات لحلحة الموقف الدولي المؤيد لتحالف العدوان باعتبار أن هدف الحرب على اليمن لم يكن إعادة الشرعية كما يزعم العدوان وأدواته.

وأبرز هذه المواقف حضور القائم بأعمال السفير الروسي لجلسة أداء القسم الدستوري في البرلمان، وكذلك حضور دبلوماسيين من سوريا وإيران وإفريقيا، حيث يرى مراقبون يرون أن ذلك يعد مؤشر لدعم روسيا لهذه الخطوات، وفي سابقة هي الأولى صرح وزير الخارجية الروسي أمس الإثنين أن “الغرب يمارس ازدواجية المعايير في تقييمها الوضع الإنساني في سوريا واليمن” بسحب ما أفاد موقع “روسيا اليوم”.

يبدو أن هذه التطورات التي شهدتها صنعاء لم ترق لتحالف العدوان الذي جدد الحديث عن تحرير أبين من “القاعدة” التي أعلن تحريرها أربع مرات سابقا خلال هذا العام، في خطوة يرى مراقبون أنها تأتي لسرقة الأضواء من صنعاء وبعث رسائل للغرب مفادها أن التحالف يقوم بمحاربة القاعدة في اليمن بالإضافة إلى دعم شرعية هادي.

في غضون ذلك استمر العدوان في تصعيده مستغلا فترة الـ 72 ساعة الإضافية التي منحتها له الأمم المتحدة مرتكباً مزيدا من الجرائم بحق المدنيين لم يكن أخرها مجزرة طيران العدوان السعودي الأمريكي على منزل مواطن بمديرية نهم بمحافظة صنعاء والتي خلفت 26 شهيدا و جريحا أغلبهم نساء وأطفال، وجريمة استهداف مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في منطقة عبس مخلفا أكثر من 40 شهيدا وجريحا بينهم طبيبة اسبانية، بعد أقل من يوم من شن متحدث التحالف هجوما على المنظمة في مقابلة له على قناة “بي بي سي” بسبب إعلانها أن مستشفياتها استقبلت جثث 10 أطفال قتلوا نتيجة غارة جوية.

كما أن هذه الجرائم تأتي بعد نصف شهر من تبييض صفحة السعودية ورفع اسمها من قائمة قاتلي الأطفال في اليمن، وعقب موقف بارد من قبل الأمم المتحدة التي أكتفى أمينها العام بان كي مون كعادته بالإدانة والدعوة للتحقيق في جريمة الأحد التي استشهد وجرح فيها أكثر من 30 طفلا في صعدة.

يبدو أن السعودية التي دأبت على شراء المواقف الدولية ومن حيث لا تدري بدأت تسلط الضوء على جرائمها في اليمن عقب مقتل الطبيبة الاسبانية في المستشفى وهو ما سيدفع الإعلام الغربي للتسائل “كيف قتلت” كما أن مقتل الطبيبة سيساهم في جعل اسبانيا تأخذ موقف مضاد من العدوان، و(طفح الكيل) للنائب في الكونغرس الأمريكي، تيد ليو، وصرح الإثنين بأن بلادة (تحرض) على قتل المدنيين في اليمن مؤكدا أنه سعى “لمنع الولايات المتحدة من مساعدة المملكة العربية السعودية في القتل العشوائي للمدنيين في اليمن”.