زيارة مأرب الساعاتية مؤشر على قرب التخلص من ورقة هادي.

محمد الحسني: مشهد جديد في فصول مسرحية الشرعية الباهتة للعدوان السعودي الأمريكي تمثلت بزيارة الفار هادي بمعية قيادات من المرتزقة لمحافظة مأرب اليوم الأحد.

حملت الزيارة الساعاتية التي كانت كالعادة لالتقاط الصور رسالة تتلخص باتخاذ العدوان لقرار التخلص من ورقة هادي بعد أن أصبح عبئا ثقيلا وقريبا سيصبح شيئا من الماضي الجالب للعار والخزي.

وبعيدا عن سعي قوى تحالف العدوان السعودية، قطر، الإمارات للملمة صفوف مرتزقتها المتقهقرة في محافظة مأرب يتحدث هادي ومن معه من القيادات العسكرية للمرتزقة في هذه الزيارة عن أضحوكة الحسم العكسري كماهي عادتهم لكن هذه المرة ظهر هادي هزيلا ضعيفا كما لو أنه الظهور الأخير.

تقول المعطيات باحتدام صراع القسمة بين قوى تحالف العدوان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم أكثر من أي يوم مضى، وما يبدو قريبا هو التخلص الوشيك لعدد من أوراقها في سبيل الخروج من مأزق الصراع والحصول على نصيب مناسب من الكعكة، كما تحلم بذلك قوى العدوان.

وفي خضم الصراع السعودي الإماراتي القطري تتبادل قيادات المرتزقة التهم بالفشل والخيانة واستمرار التراجع في الجبهات، لاسيما بعد استهداف القوة الصاروخية للجيش واللجان ليل السبت معسكر تداوين الذي يعد أهم القواعد العسكرية لتحالف العدوان السعودي بصاروخ باليستي أحدث خسائر كبيرة في العتاد والعدة.

مشهد زيارة مأرب الذي حمل عنوان التخلص من ورقة هادي والجنوح للقبول بخيار الاتفاق السياسي في الكويت تحليل ذهب إليه الكثير من المراقبين والساسة من بين هؤلاء الصحفي المقرب من دوائر صنع القرار في القيادات الجنوبية فتحي بن لزرق الذي يقول” المُخرج أراد وعبر هذه الزيارة منح عملية الخروج شيء من المشروعية بحيث يكون الشارع قد وصلت إليه فكرة أن هادي وصل إلى مأرب وغادرها ولم تدخل قواته إلى صنعاء بسبب عدم قدرتها على ذلك وبالتالي تهيئة الشارع لقبول خروج هادي من المشهد السياسي والانتقال صوب التسوية السياسية” .

ويضيف”كما لانستبعد أن يتم إخراج هادي عبر تصفيته جسديا من هنا أو هناك مثلما حدث للقوات الإماراتية في مأرب وبالتالي يكون خروج هادي من المشهد قضاء وقدر” .

ويشير بن لزرق في صفحته على “فيس بوك” أن زيارة هادي” تعني تأكيد رسمي وضمني منه وإدارته والتحالف العربي استحالة دخول صنعاء عسكريا وبالتالي اللجوء إلى تسوية سياسية ابرز ملامحها خروج هادي من المشهد السياسي اليمني بشكل أو بآخر” .

ويرى مراقبون أن تهديد الفار هادي بعدم العودة إلى مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت، إذا حاولت الأمم المتحدة فرض رؤيتها الأخيرة، عبر مبعوثها الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مؤشر على وصول العدوان إلى قناعة أخيرا بعدم جدوى مرتزقته على الأرض واتخاذ قرار إخراجه من المشهد السياسي.

ميدانيا تأتي الزيارة لمحاولة منع انهيار وشيك للمرتزقة في جبهة مأرب بعد أن تصدعت بسبب الخلافات المستمرة على المال والعتاد ووصولها إلى المواجهات المسلحة كما تكرر ذلك مؤخرا.

وتعود الاشتباكات المسلحة بين المرتزقة إلى استحواذ قيادات المرتزقة في معسكر الخشينة على مستحقات عدد الجنود المرتزقة والذين تم التحاقهم مؤخراً بمعسكر الارتزاق الممول من قبل السعودية .

وذكرت مصادر مطلعة أن أزمة مالية تصاعدت بين المرتزقة وقياداتهم داخل أروقة مكاتب المرتزقة بمحافظة مأرب ، فبعد ممارسة النصب من قبل قيادات المرتزقة على الجنود ونهب مستحقاتهم التي يتقاضونها من السعودية ، تطور الخلاف إلى مواجهات مسلحة وقطع الطرقات ومنع مرور التموينات الخاصة بالمعسكر احتجاجاً على المماطلة في صرف مستحقاتهم وإسقاط أسماء عدد منهم من كشوف الرواتب.

في المقابل تحقق قوات الجيش واللجان الشعبية في جبهات نهم ومأرب والجوف تقدماً عسكرياً كبيراً أجبر تحالف العدوان على إعادة الكثير من حساباته.