الخلاف السعودي الإماراتي مشاكسة أم هزيمة.

طالب الحسني: إيحاءات الامارات مشاكسة للسعودية أم خلاف عميق على أطلال هزيمة عسكرية مدوية؟

مشاكسة إمارتية للسعودية، تعليل بارد لخلاف حاد وعميق بين أطراف العدوان، ليس على أنقاض خلاف أجندات سياسية متضاربة بل على أطلال هزيمة عسكرية مدوية، أو قل فشل ميداني في الوصول إلى الأهداف المعلنة قبل أربعة عشرة شهراً.

لا تبدوا النكسة السعودية الإماراتية من هذه الزاوية وصلت إلى منتهاها بل لا تزال في بدايتها فانسحاب الامارات كليا لم يعلن رسميا حتى اللحظة وان كان الذي أعلن هو توقف الامارات عمليا عن استمرار العمليات العسكرية والتوجه نحو الحل السياسي وبلغة أكثر وضوحا لقد وصلنا الى طريق مسدود.

ولكن ما أبعاد هذه النكسة بعيدا عن الخلاف السعودي الاماراتي الذي ابتدأ منذ اعلان ابوظبي انسحاب قواتها من تعز والانكفاء على التواجد العسكري في عدد من المحافظات الجنوبية مرورا بالخلاف بين أطياف مرتزقة العدوان وانقسامهم بين الرياض وأبو ظبي وصولا الى تنامي لغة التخوين والاتهامات لسرقات مرتزقة العدوان في الداخل والمتاجرة وتحويل القضية الى منافذ للاكتساب على حساب التدمير والفوضى وانتهاء بالفشل في تطويع اليمن للعودة مجددا تحت الوصاية.

هذه المعطيات الميدانية والسياسية والاخفاق في تحقيق أي انجاز عسكري او اختراق أي انتصار سياسي وإعلامي رغم دفع دول العدوان كل ثقلها في هذه الاتجاهات جوهر الخلاف السعودي الاماراتي الذي يدخل منعطفا جديدا.

وبحسابات بعيدة فان توبيخيات واشنطن لأدواتها في المنطقة نتيجة هذا الإخفاق بعد منحها للعدوان كل وسائل القوة بدء بالقرارات الدولية مروراً بالتمويل العسكري اللامحدود وصفقات الأسلحة وصولاً الى المشاركة الفعلية توبيخ يضع لمسته الأخيرة على بقعة الهزيمة السعودية الامارتية التي تزداد اتساعا ولعل هذه بدايتها وليست النهاية.