بين رمضانين .. اليمن وبانوراما الانتصار.

إبراهيم الوادعي: يطل شهر رمضان للعام الثاني على التوالي واليمنيون يقبعون في ظل حصار مشدد وعدوان مستمر تشنه السعودية عليهم منذ أكثر من خمسة عشر شهرا, ولئن كان رمضان الفائت عاشه اليمنيون في ظل قصف متواصل على المدن اليمنية وسقوط مئات الضحايا من المدنيين.

رمضان هذا العام استقبله اليمنيون بحرب سعودية جديدة عمدت من خلالها الجارة المعتدية إلى استهداف الصغير والكبيرعبر العبث بالورقة الاقتصادية وتشديد الحصار لمنع دخول الدواء والمواد الغذائية خلال الشهر الفضيل, وهو تحرك عدواني فرضته الوقائع على الأرض منذ عام.

وباستعراض الخريطة العسكرية منذ رمضان الفائت يكاد السيطرة على عدن وجوارها الانجاز اليتيم وغير المكتمل, وعانى التحالف تراجعا في مختلف الجبهات ففي جبهة باب المندب تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية وسيطروا على معسكر العمري بعد أن أوقعوا مجزرة القرن في القوات الغازية وأجبروا القوات الأميرية التجارية “بلاك ووتر ” على إعلان هزيمتها والانسحاب مهزومة من اليمن .

وفي جبهة مأرب والجوف عاد الحديث عن اقتراب الجيش اليمني واللجان الشعبية من مدينة مأرب, فيما تلقت قوات المرتزقة ضربات موجعة في حزم الجوف والمناطق التي تسللوا إليها بينهم قادة صرعوا في تلك المعارك .

وفي منطقة ميدي وحرض أسفرت المعارك هناك عن اندحار المرتزقة والجيش السعودي من خلفهم.

أما على جبهة الحدود فتمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من بسط السيطرة على مدينة الربوعة وعشرات القرى والمواقع العسكرية الحدودية .

وعلى طول الساحل البحري عجزت قوات التحالف عن إحداث خرق يذكر والاقتراب من السواحل اليمنية, وخسرت في محاولاتها تلك بوارج وزوارق حربية جرى إغراقها قبالة المخاء وسواحل الخوخة.

فيما تفيد الأنباء باستعداد الجيش واللجان الشعبية لتطهير ما تبقى من جبال فرضة نهم التي أضحت مصيدة للمرتزقة ومشغليهم .

ومابين رمضانين أيضا صورة ناصعة من الصمود الأسطوري اظهر الشعب اليمني بتكاتفه وتعاضده ومده الجبهات بقوافل الكرم والبذل, فغدا سمة العام بحق, وتمكنت اللجنة الثورية العليا من الحفاظ على أسس الدولة واستمرت في صرف رواتب الموظفين, تجاوزت ذلك لإطلاق عجلة المشاريع التنموية في قطاعات الطرق والتربية والصحة.

وعلى الصعيد السياسي نجح الوفد الوطني منذ جنيف 1 في تعرية وفد العدوان وإظهاره على حقيقته لا يملك قرار, ولا يقف على اتفاق ,وهاهي مفاوضات الكويت تقطع شهرها الثاني دون أن يتغير شيء في صورة هذا الكومبارس الذي أضحى مثار سخرية العالم, وبات مشغليه يلاحقون بتهم ارتكاب مجازر حرب وقتل الأطفال, وغير ذلك من الشوائن.