اخفاقات الأمم المتحدة وتقارير المبعوث الدولي.
طالب الحسني: تتوسع دائرة إخفاق الأمم المتحدة في تثبيت أي من التزاماتها المبدئية تجاه نجاح مفاوضات الكويت التي تدخل شهرها الثاني على التوالي.
إخفاق يتعلق بانحيازها شبه الكامل مع أطراف العدوان وتغاضيها التام عن التدمير المنهجي وجرائم الإبادة والحصار المفروض على اليمن من أكثر من 14 شهرا.
تقارير المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ المقدمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن الأوضاع في اليمن ومستجدات التحركات الدبلوماسية والسياسية لإيقاف العدوان تتضمن الكثير من الضبابية والتضليل والمغالطات المغايرة للواقع.
وتعتمد الأمم المتحدة كما ونوعا على ما يقدمه مبعوثها الخاص، متجاوزة تقارير منظمات حقوقية دولية وإنسانية تجاه ما يتعرض له اليمن من عدوان بربري وحصار خانق، في الوقت الذي تتماهى مع دول العدوان وتتغاضى عن استمرار القصف الجوي والتحليق وتحشيد المرتزقة وتزويدهم بالسلاح خلافا لاتفاق العاشر من أبريل تحت رعايتها وإشراف مبعوثها الأممي.
تصريحات بان كيمون الأخيرة جاءت أيضا خلافا لما يتطلبه الوضع الحالي في الملف اليمني وما تتطلبه المفاوضات الدائرة في الكويت، فبدلاً من إلزام أطراف العدوان على تثبيت وقف إطلاق النار وتقديم رؤية حقيقية للحل السياسي والتعاطي بجدية على طاولة التفاوضات والكشف عن المعرقلين دعا بان كيمون إلى تزويد البعثة الأممية وتكثيف عناصرها.
دعوة تنم إلى سوء التشخيص ووضع مزيد من التعقيدات والتغاضي عن الأسباب والمسببات الحقيقية في إفشال جهود الحل السياسي.
المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ وخلال خطاب طويل قدمه للصحفيين عن آخر مستجدات تحركاته والجلسات المغلقة كرر كعادته ديباجته الفضفاضة حول ما توصل إليه مع الأطراف دون أن يلامس ولو شزرا أبرز معوقات الجهود المبذولة أمام الحل، مكتفيا بإعطاء مزيد من الغطاء على استمرار العدوان واستمرار التحشيد والتصعيد العسكري.
وعلى الرغم من تكراره الحديث عن الوضع الاقتصادي لم يعلق المبعوث ولو لمرة واحدة على الحصار الذي تفرضه السعودية والعدوان على اليمن، وهو أبرز عوامل الأزمة الاقتصادية والكارثة الإنسانية.
وبالجملة تتكشف مغالطات المبعوث الدولي سواء على الصعيد الدبلوماسي وما يجري من تعقيد تتبناه السعودية وسفراء عدد من الدول على طاولة التفاوضات أو على الصعيد الميداني، وتهرب أطراف العدوان من الالتزام بوقف إطلاق النار وإيقاف العمليات العسكرية.