تقرير بالارقام والتفاصيل والتواريخ …. التاريخ الدموي لإخوان طروادة في اليمن (فبراير 1948م – 2016م) …
قبل أن تكملوا طريق قرائتكم، سأعطي كل واحدِ منكم بندقية محشية بالرصاصات، ولتأخذوا حذركم جيداً فالطريق ليس بها لافتات عابرة تُمحى أو تنسى، و أمامنا الكثير من المواقع والإشتباكات والإلتحامات المباشرة مع إخوان طروادة في اليمن .. فلنُكمل الطريق ولنصطحب معنا زوامل جيفارا اليمن الشهيد إبن القحوم لطف، ونردد ألحان العبسي أيوب قسماً لن ينال من ثورتي دخيلاٌ أو يبيع المكاسب العملاءُ …
باطلاً إخوان مسلمين، وحقاً المسلمون إخوة، والصلح بينهم واجب والتقوى إجتناب الباطل واتباع الحق والحق قول الله سبحانه وتعالى في الحجرات “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” .. فالمسلمون إخوه، والمسلمون كل أفراد المجتمع من نَطق الشهادتين، وأقام الصلاة، واتى الزكاة، وصام رمضان، والحج حسب الإستطاعة، أما “الإخوان المُسلمين” تسمية إستعمارية إنجليزية لجماعة من الأفراد خصُّوا أنفسهم بالمسلمين وبقية أفراد المجتمع أصدقاء وغافلون أو ضالين أو كفار، مالم ينظمُّوا في تنظيم حزب الباطل العالمي الإخوان، والخالق لهذا المخلوق ” التنظيم الإخواني” هو الإستعمار الإنجليزي، الخالق لنسختين طبق الأصل من الإخوان، فالنسخة الأولى من الإخوان خلقها ضباط المخابرات البريطانية التابعين لمكتب شركة الهند الشرقية الإنجليزية، والنسخة الثانية مكتب الخليج الذي خلق جيش الإخوان المسلمين بالعقيدة والفكر الوهابي، وضابط المخابرات البريطانية الكابتن اليهودي “ديفيد شكسبير” هو أول قائد لهذا الجيش، وثاني قائد هو “جون فيلبي”، والثالث والأخير “فيصل الدويش”، الذي أقام عرش بني سعود، وثم التخلص من الجيش وقائده فيصل الدويش، لإنكاره نظام الملوك فتولت البوارج والطائرات الإنجليزية سحقه، وبلا رحمه، وإلقاء القبض على الدويش وتسليمه إلى بني سعود لقتله …. اما النسخة الثالثة المطورة من النسخة الأولى خالقها المخابرات الأمريكية والصهيونية القاعدة وداعش واخواتها، والنسخة الثانية خُلقت في السفارة البريطانية بالقاهرة 1928م، فأستحق الخالق العبادة وواجب المخلوق الطاعة العمياء، فمن يدعم القضايا العربية عدو كافر مثل الإتحاد السوفييتي سابقاً وحالياً إيران، ومن يدعم إسرائيل والإستعمار صديق بريطانيا وامريكا والسعودية وتوابعها وحلفائهم زاهد يغشاه النور والإيمان!
فقال مؤسس الإخوان نُسخة القاهرة “حسن البنا” (إن الشيوعية أخطر من الإستعمار) .. “البردوني – الثقافة والثورة في اليمن”
فانتهى الإتحاد السوفييتي الشيوعي الملحد الكافر فكان (الشيعة أخطر من اليهود) والفرس المجوس كفار!.. وأعداء الإخوان دائماً وأبداً هو الداخل الوطني المقاوم للإستعمار والصهيونية والرأسمال الغربي المتوحش وحلفائهم، بغض النظر عن الإنتماء السياسي والحزبي والطائفي، ويدرك إخوان طروادة تماماً بأنهم إخوان الإنجليز والصهاينة والأمريكان لذلك فهم يتسترون ويتخفّون خلف أسماء وشعارت ملونة جاذبة للشعوب كطروادة تماماً، وباطنياً تفرقة وفتنة وحروب ودمار، وفي اليمن وبكل المحطات الدموية والصراعات السياسية والمسلحة كان هناك حضور فعَّال لإخوان طروادة بشكل أو بآخر .
وفي كل محطة من المحطات الدموية كان للإخوان إسم طروادة ويافطة يتلطى خلفها، تتلائم مع المحطة الدموية فكانوا أولاً “النفط الذي طغى على أرض اليمن بدون خبراء ومعدات”، ثم “الثورة الدستورية”، ثم “المنشقين الجمهوريين”، و “الدولة الإسلامية”، “مجلس الشورى”، “جماعة سبأ”، ثم “الجبهة الإسلامية”، “التجمع اليمني للإصلاح”، “ثورة الربيع”، “دستور الأقاليم”، “شرعية هادي” والخلافة الإسلامية، وأخيراً “التحالف العربي” عدوان عربي صهيوني وإحتلال مناطقي (2015-2016)
اولا “النفط الذي طغى على أرض اليمن بدون خبراء ومعدات”
الفُضَيل الورتلاني جزائري الجنسية ((الفضيل الورتلاني عضو جماعة الإخوان بمصر)) ..”المصدر السابق للبردوني” …
والإخواني “الفضيل الورتلاني” كَتَبَ رسالة ودية للإمام يحيى في عام 1947م قال فيها : ((يا مولانا إن أرض اليمن حُبلى بالكنوز ومن صالح جلالتكم وصالح الإسلام الإستعانة بالخبراء المسلمين لإستخراج المعادن والنفط فقد بلغني أن الغاز “الكورسين” طافٍ على سطح الأرض في أكثر من منطقة في أرض اليمن وأن الناس يغترفون منه لإضاءة مصابيحهم)) .. “المصدر السابق للبردوني” ..
لا أخفيكم أنني أحببت هنا أن أُعلّق على رسالة الإخواني وهممتُ بأخذ بندقيتي، لكن سرعان ما رأيتُ البردوني يُعلِّق بنفسه على هذه الرسالة وضعتُ بندقيتي جانباً، وشرعتُ أستمتع بإشتباك مدفعية “عبدالله البردوني” مع بيادق الرسالة والتي سرعان ما إنهارت، فقد كان ازيز المدفعية عنيفاً .. حينما دوّت صوت مدفعيته قائلةً : ((بأنه لم يشهد أحد رؤية هذا “الكورسين” ولا أحد رأى من ينتفع به أو يغترفه أو يبيعه في السوق، والغاز لا يطفوا بدون لمسة يد علمية ويتساءلون عن خبراء مسلمين في إستخراج النفط ونفط السعودية أستخرج من قبل شركات إنجليزية وامريكية ولم يقم بهذا العمل خبراء مسلمين في ظل بيت الله الحرام)) .. إنتهى إشتباك البردوني هُنا، وظهر بعد ذلك صراع سياسي باليمن بين بيت الوزير والإمام يحيى ..
يقول البردوني في نفس المصدر: ((بَدَءَ “علي الوزير” يتصل بالإخوان المُسلمين بمصر .. واتضح هذا أكثر في إنقلاب شباط 1948م)) ويقول أيضاً بنفس المصدر: ((الفضيل الورتلاني هو المُنظر السياسي لإنقلاب شباط 1948م))
وفي 17 شباط/فبراير 1948م، حَدث إنقلاب على السلطة بصنعاء، واغتيل الإمام يحيى وهو بالسن الثمانين من عمره، وبحضور الإخواني الورتلاني نَصَّبَ “عبدالله الوزير” نفسه إماماً على اليمن وبلقب الإمام الهادي، واطلق على إنقلاب 17 شباط 1948م، بـ “الثورة الدستورية”، والدستور ألّفه وكتبه الإخواني “الفضيل الورتلاني” وكان الإستعمار البريطاني في عدن ينقل مقاتلين جواً من عدن إلى صنعاء للدفاع عن ثورة الإخوان .. ((وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدداً من الفدائيين كان قد تطوع في عدن للدفاع عن ثورة 1948م ونقل بعضهم جواً إلى صنعاء)) .. “كتاب الوحدة اليمنية حاضراً ومستقبلاً لخالد بن محمد القاسمي” .. وفَشِلَ الإنقلاب وهرب وفرَّ الإخواني ودستوره من اليمن .. ((وتمكن الفضيل الورتلاني من الفرار)) ..”المصدر السابق للقاسمي”، وفي 9 مارس 48 إنتهى الإنقلاب واستعاد الأمير أحمد الحكم بعد معارك دموية طاحنة، والسبب الربيع الإخواني الدستوري المبكر في اليمن، وبدعم من الإستعمار البريطاني ولمصلحة دخول الشركات الغربية لليمن لنهب النفط، وهو ما كان يعارضهُ وبشدة الإمام يحيى لخطورة الشركات الغربية الناهبة لثروات العرب والعالم النامي بصفة عامة
وتلك نقطة البداية الدموية المُبكرة لإخوان طروادة في اليمن، نفط وثورة دستورية، تحالف مع الإستعمار البريطاني لقلب نظام حكم وطني كل ذنبه أنه يرفض رفضاً قاطعاً دخول الشركات الإستعمارية الغربية لبلاده، حسب قناعاته بخطورة ما بعد دخول هذه الشركات، والمفارقة المضحكة المبكية أن معظم الدول العربية في ذلك التاريخ كانت محتلة من الإستعمار، واليمن صنعاء كانت مستقلة، والإخوان يتحالفون مع الإستعمار البريطاني لقلب نظام وطني وبشعار رنان طنان “الثورة الدستورية” .. والعقل والفطرة والأخلاق والمسلمون أخوة، كان يفترض بإخوان طروادة التحالف مع الأنظمة الوطنية المستقلة لتحرير فلسطين المحتلة من عام 1917م من بريطانيا و 1947م من الكيان الإسرائيلي، لكن هكذا هم إخوان طروادة، إخوان للإنجليز والصهاينة والأمريكان، وتلك المحطة الدموية الأولى للإخوان المسلمين في اليمن، والمحطة الأخيرة باليمن بثورة الربيع وتداعياته الدستور الأقاليمي وشرعية هادي والتحرير المناطقي الدموي بالأجنبي .. هذا أولاً .
وثانياً .. الدولة الإسلامية هي الحل :-
أغسطس 1965م إنشقَّ مجموعة من المشائخ والساسة عن جمهورية سبتمبر 1962م، ورحلوا إلى السعودية وأيدوا مؤتمر الطائف 10 أغسطس 1965م، والذي أقر قيام “الدولة الإسلامية”، مكان النظام الجمهوري والنظام الملكي .. “كتاب مؤتمر حرض ومحاولات السلام باليمن لمحمد الشعيبي”، وبهذا الإنشقاق ومؤتمر الطائف ولاحقاً إتفاقية جدة 25 أغسطس 1965م بين مصر والسعودية وتصفية ثوار سبتمبر بتهمة العناصر الحزبية، تحكَّم رموز الإخوان بالسلطة والقبيلة معاً وبالوصاية السعودية.
ثالثاً .. جماعة سبأ الإخوانية ..
في 5 نوفمبر 1967م، قام إنقلاب في صنعاء أطاح بالجمهورية، والذي وصفه البردوني في كتابه “الثقافة والثورة في اليمن” : ((هذا المظهر الحزبي تلاشى في ساعات إذ لاحت إلى جانبه قوة مشيخية أحتلت القصر الجمهوري، وتبدى خليط مشائخي، تكوَّن كحزب 1968م وتَسمَّى “جمعية سبأ” وكان خليط من السياسيين المرموقين والسياسيين المحترفين والشيوخ المتحالفين مع بعض الضباط، إما بواحدية المنطقة، واما بواحدية المصلحة أيام شدة تنازع المصالح، وكانت السلطة الحقيقة بيد أربعة شيوخ يصلون إلى المرام على يد السلطة الخارجية للسلطة، واظهر نظام الفترة أعنف مقاومة فكرية ضد الحزبية بكل أشكالها وذلك بعد إنقلاب نوفمبر بثلاث سنوات، مع أن بطانة السلطة من جماعة سبأ)) .. قانون واسلام الإخوان الحزبية حلال لهم وحرام لغيرهم.
وخالد بن محمد القاسمي وفي كتابه “الوحدة اليمنية” يكتب عن الإنقلاب ((فتم في الأيام الأولى تسريح الجيش النظامي المدرب على أيدي المصريين واعتقال بعض أفراده البارزين خاصة ذوي الإتجاهات اليسارية منهم وتم بالفعل سحق هذه الإتجاهات التي كانت تموج بين صغار الضباط في بداية 1969م)) .. وهذا نفس ما يتعامل به إخوان طروادة هذا الزمان مع الجيوش الوطنية، يسعون لتصفية الجيش اليمني بتهمة “الحرس العائلي” ويستعينون بجيوش كل الأنظمة الملكية العائلية، او جيوش “كوكتيل” من جميع مرتزقة العالم !.. ويكتب القاسمي في ذات المصدر حول تسمية الدولة اليمنية رسمياً “بدولة إسلامية” واسترضاء للسعوديين وافق اليمنيون على إنشاء واجهة إسلامية للحكم هي “مجلس الشورى” والشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” هو رئيس مجلس الشورى الإسلامي وأحد المشائخ الأربعة ورئيس الجبهة الإسلامية لاحقاً وتالياً رئيس التجمع اليمني للإصلاح الإخواني، الذراع العسكري للعدوان في الداخل (2015م-2016م)
ونصت المادة (37) من دستور إنقلاب 67 على أن الحزبية بجميع أشكالها محظورة، وتم اغتيال بطل حرب السبعين يوماً الشهيد عبد الرقيب عبدالوهاب في ابريل 1969م، وكانت تلك محطة دموية كان لإخوان طروادة دوراً بارزاً فيها حتى قيام حركة 13 يونيو 1974م، بقيادة المُقدَّم الشهيد “إبراهيم الحمدي”، الذي حاول إسترداد جمهورية سبتمبر وتحقيق الوحدة اليمنية والتخلص من الشيوخ والمشائخ المسيطرين على السلطة والقبيلة معاً وبوصاية سعودية.
رابعاً : (يونيو 1974م – يونيو 1978م) فترة الحمدي والغشمي ..
تسلَّم المُقدَّم إبراهيم الحمدي السلطة في 13 يونيو 1974م، وحينها ومباشرةً قدَّم أربعة شيوخ إستقالتهم فأستقال الشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” من رئاسة مجلس الشورى، والنقيب “سنان أبولحوم” من محافظة الحديدة، والشيخ “على محمد المطري” من عضوية مجلس الشورى، والشيخ “نعمان بن قايد بن راجح” من عضوية مجلس الشورى .. “البردوني الثقافة والثورة في اليمن”
علماً بأن الثلاثة المشائخ الأخيرين من المنشقين الجمهوريين، الذين حضروا مؤتمر الطائف 10 أغسطس 1965م، ونادوا بالدولة الإسلامية
يقول الحمدي: ((منذ فترة ألتقيت بالشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” شيخ مشائخ قبائل حاشد ومعه العميد السابق “مجاهد أبو شوارب” وقُدمت مطالب من جانبهما، والنظام في صنعاء قام بحركته التصحيحية ليستجيب لمطالب وأماني الشعب اليمني في الوحدة والتقدم والإنفتاح على روح العصر، لا لقبول مطالب الوصاية على الشعب أو على النظام)) .. “القاسمي كتاب الوحدة اليمنية”
وعندما عقد المشائخ مؤتمر عمران ((قررت القبائل في مؤتمر عقدته قرب صنعاء إسقاط النظام في مقابل التعاون الكامل مع اليسار)) .. “المصدر السابق للقاسمي”
واتفق المُقدَّم “إبراهيم الحمدي” مع “سالم رُبيع علي” في 15 فبراير 1977م، على تشكيل مجلس تنسيق برئاسيتهما على طريق الوحدة اليمنية ((إلا أن التوقيع على الإتفاق توقف بسبب إغتيال “إبراهيم الحمدي” في 11 اكتوبر عام 1977م، وقبل ان يتوجه إلى عاصمة الشطر الجنوبي بيوم واحد)) .. ” المصدر السابق للقاسمي”
وتولى “أحمد حسين الغشمي” السلطة (أكتوبر 77 – يونيو 1978م) .. ((تصالح الغشمي مع المشائخ واعادهم إلى صنعاء وعلى رأسهم الشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” الذي عُين عضواً في المجلس الإستشاري وفي مجلس الشعب)) .. “المصدر السابق للقاسمي”
وبذلك طُويت صفحة الشهيد الحمدي بأدوات داخلية حسب تصريحات رماد الناصرية “عبدالملك المخلافي” لقناة الميادين الفضائية، وبعدها بأشهر أصبح المخلافي عبدالملك وزيراً لخارجية حكومة العدوان والوصاية السعودية، والأدوات الذي ذكرها المخلافي لاشك أنها بأن إخوان طروادة إحدى كبارها ..
وللأمانة وللإنصاف ليس كل المشائخ إخوان بل احدهم فقط وهو الشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” حسب ما نعرفه .. وحسب التاريخ اللاحق وحسب توصيف البردوني ((واحدية المنطقة أو واحدية المصالح)) وهي الرابط التي يستغلها الإخوان في تمرير تحالفاتهم واجنداتهم، ولاحقاً يُوضِّح البردوني بأن الخلاف مع الإخوان هو سياسي وليس إسلامي، فالمجتمع اليمني كله مسلم ((إذ ليس في اليمن كنائس ومساجد ولا نزاع ديني … فالذين يختلفون مع جماعة الإصلاح يرجعون إلى الوجهة السياسية بدلاً عن الوجهة الإسلامية التي تتجه إلى قبلة واحدة)) .. “البردوني الثقافة والثورة في اليمن”
خامساً : فبراير 1979م – نوفمبر 1989م …
وهي الفترة التي شهدت الصدام العسكري مع الجنوب والجبهة الوطنية حتى إتفاقية الوحدة 30 نوفمبر 1989م
((بعد إغتيال الحمدي برز الشيخ “عبدالله بن حسين الأحمر” على المسرح السياسي كزعيم لجبهة إسلامية تضم جبهة عريضة من القبائل المعادية للسلطة المركزية ومن لاجئي الجنوب .. ومن جماعة من العلماء تواصل توجيه الإتهام إلى الحكم في الجنوب بأنه “كافر ملحد” على مآذنها كما انها تهاجم “الكفار” في الشمال، وتشكل الجبهة الإسلامية في الحقيقة وضمن تركيبها الحالي مجموعة ضغط مدعومة وممولة بهدف تخريب التقارب مع الجنوب ومع دول شرق اوروبا)) .. “صحيفة الوطن الكويتية 28 ديسمبر 1980م”
((الجبهة الوطنية الديمقراطية تأسست عام 1977م، برئاسة “سلطان احمد عمر العبسي” وتضم مجموعة من الماركسيين المثقفين والبعثيين والناصريين … وأصبحت أكبر حجماً بعد إنضمام الكثير من العسكريين الذين أنشقوا بعد إغتيال الرئيس الحمدي 1978م .. وازداد نفوذ الجبهة بعد أن تَمكنت من تكوين خلايا لها في بعض القبائل الشمالية وخاصة قبيلة بكيل .. أما التواجد العسكري للجبهة فيتركز في المناطق الجنوبية حيث تشرف على العديد من القرى المحررة، وقد ادت محاولاتها لتوسيع دائرة نفوذها إلى إصطدامات عسكرية عديدة مع ميليشيات “الجبهة الإسلامية” التي تدافع عن مصالح شيوخ القبائل .. وقام رجال هذه الجبهة بالعديد من عمليات الإغتيال في صنعاء ضد ضباط يقال أنهم مؤيدون للجبهة الوطنية)) .. “الوحدة اليمنية حاضرا ومستقبلاً للقاسمي”
والجبهة الوطنية الديمقراطية إنتهى نشاطها العسكري في مايو 1983م بإتفاق بين الرئيس السابق “علي عبدالله صالح: والرئيس “علي ناصر محمد” وبموجبه تم إشراك عناصر من الجبهة في سلطة صنعاء، واصدار صحيفة الأمل تمثل الوجبة السياسية للجبهة الوطنية الديمقراطية التي تخلت عن الكفاح المسلح
((بعد أشهر قليلة من تولي علي عبدالله صالح رئاسة الشمال نشبت الحرب في فبراير 1979م مع الجنوب وكانت المفارقة : فالذين ورطوا الرئيس في هذه الحرب كانوا يريدون أن يبعدوه عن عدن وعن الإتجاه عن الوحدة … وحين كان وزراء خارجية الدول العربية مجتمعين في الكويت لبحث في كيفية حل المشكلة والتوصل إلى قرار بوقف إطلاق النار كان هناك في صنعاء من يتداول في الأسماء التي يمكن أن تخلف الرئيس، والذين يتداولون الأسماء هم ذاتهم الذين ورطوا الرئيس في الحرب وفرضوها عليه، ثم تخلوا عنه فور أن أطلقت الرصاصة الأولى … وفي 3 مارس 1979م أعلن وقف إطلاق النار في الكويت في حين كانت السعودية تعلن حالة الطوارئ لقواتها العسكرية وتستدعي قواتها المشتركة في قوات الردع العربية في لبنان … في 29 مارس تم عقد قمة بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح إسماعيل في الكويت برعاية امير الكويت، وعبدالفتاح إسماعيل يعلن في التاسع والعشرين من مارس 1979م ومع إنعقاد مؤتمر القمة مع رئيس اليمن الشمالي بالكويت إستعداده الكامل لتقديم إستقالته كي يتيح للمقدم “على عبدالله صالح” رئيس اليمن العربية أن يصبح رئيساً لليمن الموحد، لتخطي العقبات التي تقف حائلاً دون توحيد شطري اليمن)) … “المصدر السابق للقاسمي”
والصدام المسلح بين الشطرين فبراير 1979م إنتهى إلى إتفاق للوحدة وهذا مالا تريده السعودية وحلفائها في الداخل والخارج فالسعودية أعلنت حالة الطوارئ في مارس 1979م .. والولايات المتحدة الأمريكية قامت بعد شهر واحد من حرب فبراير 1979م بين البلدين بإرسال أسلحة إلى اليمن الشمالية بقيمة 400 مليون دولار وبدون إنتظار موافقة الكونجرس .. “التقرير السياسي لجريدة الخليج العدد 9 أبريل 1982م ” ..
فأينما حل إخوان طروادة ستجد أمريكا والصهاينة مهرولين للدعم والتسليح والمؤازرة وبأشكال إستثنائية، تؤكد لنا وبما لا يدع مجالاً للشك الوجه الحقيقي لهذه الكيانات .. وكانت قد ذكرت صحيفة الرأي العام الكويتية في 18 أغسطس 1980م أنه جرى قتال بين الجبهة الوطنية الديمقراطية وبين تجمعات مسلحة من الإخوان المسلمين قريباً من محافظة “إب” .
أرجوا منكم أخذ جولة إستطلاعية في السطور التالية، سترون فيها القواعد العسكرية والمتارس ومئات الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية، التي يمتلكها إخوان طروادة المُسلّطة تجاه الشعب اليمني من أفكار وقناعات، ولن أعلق على الإقتباسات كثيراً فما بين السطور محاكم شرعية غير قابلة للطعن تشير لنا بأصل الحكاية وكل الرواية، فهذه الكلمات من النوع التي لا تموت، وكل إقتباس يكفي أن يكون قائداً لمحور بكامله، ولا تحتاج للتعريف عن نفسها، بل ربما ستسألك من أنت ؟!..
((الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشائخ حاشد يرفض فكرة الوحدة مع الجنوب بل أنه يرفض الوحدة الوطنية داخل الشطر الشمالي نفسه، فهو لايقبل فكرة الميثاق الوطني الذي طرحه الرئيس على عبدالله صالح، والجبهة الوطنية التي تضم الأحزاب اليسارية في الشمال، وكذلك المثقفون هم “مجموعة صعاليك” مرتبطون بعدن وموسكو لأنهم يطالبون بقطع العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي تقدم لنا المساعدات لما فيه خيرنا وتقدمنا)) .. “الوحدة اليمنية حاضرا ومستقبلاً للقاسمي”
((الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم قبائل حاشد ويرأس الجبهة الإسلامية … طالب في مارس 1982م بتشكيل جيش شعبي من رجال قبائلهم لمحاربة الجبهة الوطنية وتصعيد المواجهة مع اليمن الديمقراطية)) .. “التقرير السياسي لجريدة الخليج العدد 9 أبريل 1982م”
((وأخيراً جرت محاولة إغتيال فاشلة إستهدفت الرئيسين حينها “علي عبدالله صالح” و”عبدالفتاح إسماعيل” بعد الإتفاق الأخير للوحدة مارس 1979م)) .. “الوحدة اليمنية للقاسمي”
سادساً : نوفمبر 1989م – 1994م ..
في نفق جولدمور بعدن أتفق الرئيسان -حينها- “علي عبدالله صالح” و “علي سالم البيض” على الوحدة الإندماجية، وفي 30 نوفمبر 1989م أُتفق على الوحدة والدستور الذي عارضه بشده رموز الإخوان، واقره الشعب اليمني شمالاً وجنوباً وبالإستفتاء الشعبي وقامت الوحدة في 22 مايو 1990م
يكتب البردوني في كتابه الثقافة والثورة في اليمن (( وكان أهم ثمار الوحدة علنية التعددية وصدور صحف تمثل التعدد … إن هذه التعددية حديثة العهد على الصراع الحزبي، بشروطه المعاصرة فهي أشد إختلاف مع جماعة الإخوان الذين إنضافت إليهم قوى مشيخية وتجارية فأصبح إسم جماعة الإخوان “جماعة الإصلاح” لكي تدل التسمية على الحزبية وعلى نهجها المحافظ، ولابد أن هذه الخصومات تقوي كل الفرقاء، لأنها إصطراع مفاهيم لا محاربة عشائرية لهذا بدأت جماعة الإخوان تنكمش من كل جوانبها بعد فقدان تفردها على الميدان الشعبي، وعلى المراكز الخلفية في السلطة وقد سبقت الإشارة إلى أن جماعة من الشيوخ والضباط تسمّوا بـ “جمعية سبأ” في مطلع السبعينات، ولما كان المراد أكبر منهم أنضموا إلى الإخوانيي
وكالة يقين للانباء – تقرير : جمال أنعم