أكاليل العرفان للجنة التحضيرية لمليونية ميدان الحرية جنوب الكلية الحربية.

عابد المهذري

رغم ان مساحة ميدان تظاهرة اليوم جنوب الكلية الحربية بروضة العاصمة اليمنية صنعاء يوازي نصف مساحة دويلة قطر .. كان من الطبيعي جدا عدم اتساعها لحشود اليمنيين الذين بلغ عدد المشاركين في فعالية عام من الصمود ضد العدوان  ضعفي عدد مواطني دويلات الامارات والبحرين والكويت مجتمعين .
لذا لا مبرر للغضب واللوم على اللجنة التحضيرية المنظمة للاحتشاد المليوني جنوب الكلية الحربية .. فالساحة لم تكن صغيرة .. انما الحشود الهائلة هي التي جعلتها في نظر المعاتبين ضيقة واشبه بعلبة كبريت .. فهل نلوم اللجنة ام نعاتب طوفان الجماهير المتدفقة !!

لا داعي لهذا ولا ذاك .. والشكر اقل الواجب اللاثق تقديمه لكتيبة لجنة التنظيم والتحضير والاعداد والتجهيز لميدان الفعالية حتى وان لم يكونوا هم الذين اختاروا المكان الذي كان من اختاره موفقا جدا .. اذ لا مكان في امانة العاصمة اوسع من هذا الموقع الا مطار صنعاء الدولي .. واسالوا مهندسي الاشغال والتخطيط لتعرفوا بالارقام والرسوم البيانية والخرائط التوضيحية ان ما يسمى بشارع الستين جنوب الحربية اكثر اتساعا من ميدان السبعين بحسابات امتار الطول والعرض ومن يحب التأكد فليذهب اليوم بسيارته الى هناك ويمر فقط بشارع غرب الكلية الحربية الاصغر من شارعها الجنوبي طولا وعرضا ويفعل نفس الشيئ في شارع ميدان السبعين حيث سيجد شارع الكلية الغربي يوازي في الامتداد اتساع شارع السبعين من جولة جامع الصالح الى جولة الرئاسة الاوسع قليلا في العرض فقط .

اما ستين جنوب الكلية بمساراته الخمسة وكليومتراته المتسعة ونصف المسفلتة فيبلغ ضعف ساحة السبعين لو قمنا بالمقارنة الدقيقة .. وبما ان غرب وجنوب الحربية والشوارع المتفرعة منها باتجاه شارع المطار من بوابة وجسر الكلية وجهة الروضة شرقا وصولا لتقاطع السائلة وشارع النصر الجراف قد اكتظت بالجموع البشرية المتلاطمة حد عجزها عن الوصول لميدان التظاهرة وعدم تمكن قوافل قادمة من ارياف صنعاء من الوصول للمكان نيجة الازدحام ففي ذلك خير وفخر وبركة ومثار اعتزاز غامر بوفاء المستضعفين اليمنيين لنداء الواجب وتلبية دعوة القائد والثناء والامتنان لمن حضر – ومنهم وعبرهم وباسمهم ونيابة عنهم – لمن لم يحالفه القدر بالحضور ؛ عرفانا بموقف وطني عظيم سجله الجميع سيترك بالغ الاثر في نفوس الاحرار الذين اثخنوا قلوب الاعداء والعملاء من قهرا وغيظا عبر تلك الاضافات التاريخية التي شاهدها العالم صباح وعصر سبت السادس والعشرين من مارس .

هل كان على اللجنة التحضيرية اخلاء ثلاث محافظات سعودية لاستيعاب ملايين المتظاهرين من ابناء اليمن ام كان عليها -كي تنال رضى المنزعجين – نقل موقع الفعالية لصحراء الربع الخالي التي يتفاخر مرتزقة وديوثي حكام وحكومة الشرعية الافتراضية سيطرتهم على اراضيها بنسبة ال85 % المثيرة للسخرية .
جدير بالافتخار ان ميدانا للحرية افتتح بصنعاء بمحيط الكلية الحربية .. وبدلا عن ميدان واحد جهزته اللجنة التنظيمية صار لدينا اربع ساحات منبثقة عن موقع واحد .. كما وان استجابة الاضعاف المضاعفة من الجماهير الغفيرة لاحياء الفعالية كان بقدر المفاجأة وبحجم فاق التوقع المخطط له بمساحة مكان محدد ليصير أمكنة متعددة وهذا يحسب ايجابا لا سلبا .

يكفي ان فرق التصوير وعدسات كاميرات الديجتال والتلفاز  عجزت هي الاخرى عن حصر المتجمهرين في صورة واحدة عندما اصبحت كل زوايا الالتقاط مفتوحة على مئات الاف المتدفقين كالسيول من شتى الجهات والاتجاهات .. ولا حاجة لعناء تغطية الفراعات باللافتات والاعلام ولا لتباعد الصفوف لاظهار الحضور  افقيا وعموديا بشكل أضخم من الواقع كحيلة تصويرية متعارف عليها في جميع الاقطار .
اما اللجنة التحضيرية المكلفة بالتنظيم والترتيب فقد نجحت بامتيار .. حين انجزت مهامها في وقت قصير ومستوى اعلى من المطلوب تنفيذه .. بفضل جهود جنود مجهولين لا يعرف اسمائهم وشخوصهم الا القلة ولا يبحثون عن اضواء ولا شهرة .. لكن بصمات رجال نكران الذات والايثار ستظل عنوانا (محفوظ) في ذاكرة المستقبل وصفحات تاريخ التوثيق لعطاءات الكوادر الفذة والقيادات المخلصة .

وتجنبا لظلم الأخرين بتهمة التقصير ورمي الاتهامات بلا بصيرة -بحسن نية وتحمس وحمية – للجنة التحضير والتنظيم لفعالية ميدان جنوب الحربية .. ينبغي الاحاطة علما بان مسئولي وافراد اللجنة التي اثارت اعجابنا وثنائنا في الاشراف والتنظيم لفعاليات قريبة مثل المولد النبوي بالاستاد الرياضي وغيرها من النماذج المشهودة .. هي نفس اللجنة التي كانت اشرافا وتحضيرا معنية بمليونية النصر في اول عام من الصمود بوجه العدوان وليسأل المعاتبين معارفهم ليعلموا الاجابة الكفيلة بتغيير الرأي الناقد وتصويب النظرة الخاطئة بمعرفة الحقيقة .