الديموقراطية الأمريكية وإستخدام السعودية الملكية في العدوان على اليمن
برزت الولايات المتحدة الأمريكية كداعمة للديموقراطية وراعية للحقوق والحريات ، ورغم الأنشطة التي كانت ولازالت تقوم بها أمريكا عبر المنظمات الحقوقية المختلفة والتي كانت تنتشر في الدول العربية ومن ضمنها اليمن إلا أن التحذير الذي كنا نسمعة من السيد/ حسين بدر الدين الحوثي وبعدة من السيد/ عبدالملك الحوثي كان يثير الإستغراب لدى البعض ،وكان التساؤل: كيف لنا أن نعادي أمريكا وهي التي تسعى لإقامة ودعم الأنظمة الديموقراطية ونشر الحريات وهي التي تعمل على حماية الشعوب من أي إنتهاكات قد تطالها بتدخل هذه المنظمات الحقوقية لرفع الظلم وإرساء العدالة !
إلا أن هذا التفكير أو التساؤل كان يتوقف عندما ننظر للنظام السعودي الملكي ولعلاقة أمريكا بالسعودية ونتساءل إذا كانت من تدعي إرساء النظام الديموقراطي في الدول العربية وتظهر كحامية للحقوق والحريات لماذا لا تمارس أي ضغوط لإنقاذ الشعب السعودي من حكم أسرة ملكية تقيد الشعب السعودي وتكممة حتى إن المرأة السعودية ممنوعة من قيادة السيارة ، وما أن بدأ العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م إلا وتكشفت هذه الإدعاءات وظهرت حقائق أمريكا وتضليلها على الشعوب بهذه الإدعاءات ،،،
بإختصار ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية راعية لمصالحها الخاصة ولتنفيذ أجندتها حتى ولو على حساب الشعوب التواقة للنظام الديموقراطي وأتضح أن هذه المنظمات التي كانت تنتشر في العديد من الدول ماهي إلا عيون لأمريكا لجس النبض ولمعرفة مدى مقدرة أمريكا على تنفيذ أجندتها في هذا البلد أو ذاك إي أن هذه المنظمات المعنونة بالحقوقية لا تقوم إلا بالدور الإستخباري فقط ولم نلمس لها أي نشاط حقوقي إلا ما ندر.
وهنا نجد الجرائم التي مورست وتمارس بحق الشعب اليمني والمتمثلة في إستهداف المواطنين الأبرياء والمنشآت المدنية منها المدارس والمستشفيات والطرق والمصانع والإبادة الجماعية لأسر بأكملها وآخرها ما حدث لأسرة الصحفي والمخرج التلفزيوني/منير الحكيمي والذي أستهدف منزلة بغارة جوية من قبل الطيران السعودي يوم الأربعاء 10 فبراير 2016م والذي نتج عن هذه الغارة إستشهادة وإستشهاد زوجتة الصحفية/سعاد حجيرة وأطفالة الثلاثة ، ولم نجد من هذه المنظمات أي صوت يدين أو يوقف هذه الجرائم ،،،
أمريكا بوقوفها على رأس النظام العالمي تهيمن على المنطقة العربية وتفرض قراراتها لتنفيذ أجندة صهيونية إستعمارية وظهر ذلك جليا في تصريحات وزير خارجيتها/ جون كيري وإعترافة بوقوف دولتة مع العدوان السعودي على اليمن ، ولو تساءلنا ماهي الأسباب التي تدفع أمريكا لهذا الموقف العدائي لليمن سنجد الإجابة في المحاولات المستميتة والتي تبذل بكل الوسائل للسيطرة على مضيق باب المندب والموانئ اليمنية ، وما شعار إستعادة شرعية هادي إلا عذر أقبح من أن يقال ولو كانت تهدف لإستعادة الشرعية كما تدعي فلماذا لا تضع وزنا وتنظر بعين الإعتبار للجماهير الغفيرة والتي تخرج في المسيرات وآخرها الحشود التي ظهرت في الإحتفاء بثورة 11 فبراير اليمنية ، بالرغم إن هذه الجماهير تحتشد في هذه الساحات وسط تحليق طيران العدوان ومخاوف الأعمال الإرهابية ، ولو كانت الإدارة الأمريكية جادة وحريصة على الشرعية فالشرعية هي في مطالب هذه الحشود الكبيرة ،،،
من كل هذه الممارسات الأمريكية المتناقضة والتورط الواضح في العدوان على اليمن يتضح نوايا الإدارة الأمريكية في إستخدام العناصر الإرهابية ودعمها لهم وإستخدام النظام السعودي كطرف واضح في الحرب لنشر الفوضى وتعزيز الإنقسامات الداخلية والصراع العربي العربي لتسهيل إحتلالها أو الإستمرار في فرض الوصاية على قرارات حكام هذه الدول ، اليمن اليوم وبعد أن وجه الإتهام المباشر للإدارة الأمريكية خصوصا بعد إعتراف جون كيري بدعم بلادة للسعودية في عدوانها على اليمن أحرج الإدارة الأمريكية وفضحها ، ولاحظنا كيف بدأ وزير خارجيتها بالتراجع عن مواقفة المعلنة ويحاول اليوم أن يظهر بدور الساعي للسلام وهذا يعود للحملة الشعبية التي يقوم بها اليوم الشعب اليمني ضد أمريكا والمتمثل بهشتاق:
#أمريكا_تقتل_الشعب_اليمني
ومع هذا لابد أن نضع هذه التحولات في الموقف الأمريكي بعين الإعتبار بحيث تستمر هذه الحملة لفضح سياسة أمريكا ودورها الذي تريده أن يتجدد ويستمر في المنطقة عموما واليمن خصوصا تحت قناع زائف بإسم السلام ..
وكالة يقين للانباء – تقرير – نايف حيدان