مخاوف السيسي من ذكرى ثورة 25 يناير

تزايدت مخاوف نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من ذكرى ثورة 25 يناير بشكل لافت للانتباه وتزايد معها في المقابل حملات الترويع والوعيد التى يطلقها إعلام السيسي لكل من يرغب في التظاهر بهذه المناسبة.

يأتي ذلك وسط تكثيف السلطة من إطلاقها المسكنات الخادعة من مشروعات وهمية لزيادة الأمل لدى الفقراء في غد أفضل ما يجعلهم يترددون في الانحياز للثورة فضلا عن زيادة القمع الأمنى الذى تمارسه السلطة وزيادة عدد المخطوفين قسريا شهريا عما كانت عليه من قبل رغم تكدس السجون.

وكان السيسي قد قال في كلمة له مساء أمس، بمناسبة حلول الذكرى الخامسة لـ”ثورة 25 يناير”، إن “ثورة 30 يونيو” صححت مسار “25 يناير”، محملا جماعة “الإخوان المسلمين”، دون أن يذكرها بالاسم، مسؤولية انحراف “ثورة يناير” عن المسار الذي أرداه الشعب.

واعتبر السيسي أن مصر تحولت من “وطن لجماعة” إلى “وطن للجميع”، ووجه رسالة إلى الشباب قائلا: ” إذا كان الشعب المصري هو سلاح الوطن لمواجهة التحديات.

فأنتم ذخيرته، ووقود عمله، وكل ما تحرص الدولة على إحرازه فإنما هو لكم ولأبنائكم في المستقبل”.

في سياق آخر، تسببت حالة الذعر الشديد التي تنتاب نظام السيسي في مِصْر من تظاهرات الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، ودفعها بمئات الآلاف من الجنود والآلات العسكرية، في زيادة الطلب على الدولار وارتفاع سعره بالسوق السوداء.

وقفز سعر الدولار بالسوق السوداء، أمس الأحد، إلى 8.61 جنيهات، مقارنة بـ8.57 جنيهات قبل يومين، بزيادة 4 قروش، وسط زيادة ملحوظة فى الطلب على الدولار بالسوق.

ويأتي هذا في وقت قرر فيه البنك المركزي تعطيل العمل بالبنوك اليوم الإثنين، بمناسبة ذكرى ثورة يناير، على أن يعود العمل بالسوق المحلية غدا الثلاثاء.

وفي السياق نفسه، قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ينفذ إجراءات أمنية مشددة قبيل الذكرى الخامسة لثورة يناير لكن التهديد الحقيقي الذي يواجهه ليس من احتجاجات الشوارع وإنما من داخل نظامه حيث ظهرت توترات جديدة في الشهور القليلة الماضية.

وأضافت أنه في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي، وتراجع احتياطيات العملة، وارتفاع معدل التضخم، وبطالة الشباب المتزايدة، يشعر المصريون بالمعاناة، ويعبرون الآن عن شكواهم بوضوح أكبر من أي وقت آخر في السنتين الماضيتين. ومع ذلك لا يظهر حماس شعبي كبير لانتفاضة أخرى. فقد مال كثير من المصريين، وربما معظمهم، نتيجة لخبرة السنوات الخمس الماضية، إلى تجنب المخاطرة سياسياً، وأصبحوا بسبب غياب بديل واضح للسيسي، يخشون أن تؤدي انتفاضة أخرى إلى زعزعة هائلة في الاستقرار.

ويزيد حذرهم بسبب الفوضى الشديدة التي سادت بلدان الربيع العربي الأخرى إذ ينظر المصريون عموماً إلى حالة الانهيار في سوريا وليبيا واليمن والعراق، ويقنعون، مع المقارنة، بوضعهم الراهن على مضض.

المسيرة نت: