هل تشكل الأدوية المنتهية الصلاحية خطرا على الصحة؟
هل فكرت مرة في تناول دواء منتهي الصلاحية لإنك لم تعد تحتمل الألم بانتظار الحصول على موعد الطبيب ليصف لك دواءً جديداً أو ليس لديك القدرة على شراء الدواء الجديد؟
ربما لا يكون انتظار الطبيب هو السبب الرئيسي لتناول هذه الأدوية في عدة بلدان بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية فيها وارتفاع اسعار الادوية، لتجعل من استشارة الطبيب أو شراء علبة من دواء جديد أمرا فوق طاقة كثيرين.
وهنا يكمن خطر احتمال لجوء الناس للدواء المتوافر في المنزل دون الاكتراث بالتاريخ، أو الاستسلام للمعاناة دون علاج.
تاريخ الصلاحية
تعود طباعة تاريخ الصلاحية إلى عام 1979 عندما فرضت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية رسمياً قانوناً يلزم شركات الأدوية بتحديده على كافة العقاقير الموصوفة أو غير الموصوفة من الطبيب. ما يعني ضمان سلامة الدواء وفاعليته التامة منذ تصنيعه حتى تاريخ انتهائه، وتتراوح مدة انتهاء معظم الأدوية بين 12 و60 شهراً.
مع الأخذ بالاعتبار الشروط المتعلقة بعلبة الدواء المفتوحة منذ زمن وغيرها مثل أدوية السعال أو قطرة العين ما قد يلحق ضرراً، أوبضرورة حفظ الدواء في الثلاجة مثل الأنسولين لمرضى السكري على سبيل المثال كي لا يفقد خاصيته العلاجية ويؤدي بالتالي إلى نتائج خطيرة.
وتفرق منظمة الصحة العالمية على موقعها بين عبارة “تاريخ الصلاحية” و”الاستخدام قبل” تاريخ معين، فحسب الموقع إن كان تاريخ صلاحية الدواء تشرين الأول، فلا يجب استهلاك الدواء بعد 31 تشرين الأول. وإن كانت العبارة المستخدمة “الاستخدام قبل تشرين الأول”، فلا يجب استهلاكه بعد 30 أيلول.
التخلص من الأدوية القديمة
تتبع الكثير من دول العالم إجراءات لإعادة الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المستخدمة إلى الصيدليات للتخلص منها بالشكل المناسب والآمن للبيئة والحيوانات.
وتفوق تكاليف الأدوية غير المستخدمة في بريطانيا مثلاً ما يعادل 350 مليون دولار أمريكي سنوياً حسب نظام الرعاية الصحية البريطاني.
خطر أم بلا فائدة؟
ولكن هل يصبح الدواء خطراً بعد مرور تاريخ انتهائه أم أنه يفقد فائدته فقط؟
قد يبدو السؤال بسيطاً، لكن الإجابة عليه ليست بهذه السهولة، فهناك الحبوب والكبسولات والأدوية السائلة والقطرات واالأبر ولا بد أن الاختلاف بالشكل الدوائي يشكل عاملاً للوصول إلى الإجابة المناسبة.
تقول الصيدلانية المصرية ريهام سلّام: “تختلف أنواع الأدوية عندما ينتهي مفعولها، فبعضها يمكن أن يتحول إلى مادة سامة أو أن يسبب بعضها الآخر أضرارا قد تؤثر على الجلد أو تسبب حساسية مزمنة أو حتى قد تودي بحياة المريض، لذا لا يجب التساهل أبداً في هذا الموضوع”.
المصدر: بي بي سي