مقابلة هــامة لرئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي “نص الحوار1” …

أكد الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا أن ما تعرض له الشعب اليمني من عدوان غاشم جريمة كبرى في حق الشعوب جمعاء وأبشع انتهاك لحقوق الإنسان في هذا العصر.

ودعا رئيس اللجنة الثورية العليا في مقابلة مع قناة سبأ الفضائية، الشعوب إلى أن يكون لها دور أكبر مما كانت عليه في السابق وأن تقف إلى جانب الشعب اليمني الذي يعاقب بسبب مواقفه مع قضايا الأمة المصيرية.

وقال الحوثي في مقابلة اجرتها وكالة سبأ إن العدوان الشرس على الشعب اليمني هو عدوان يندرج في إطار الأطماع الدولية التي تخللها التصريحات المتعددة للمسئولين الإسرائيليين، وكذلك الدفاع المستميت على استمرار العدوان من قبل أمريكا، هو يتلخص في هذه المفردة”.

وأشار إلى أن دور الأمم المتحدة سلبي في اليمن لأنها أصبحت مجرد غطاء للعدوان وفي سياق أعطاء الشرعية أو الضوء الأخضر لاستمرار العدوان على الشعب اليمني.. منوها في الوقت ذاته بما صدر من الأمم المتحدة من موقف مشجع في تصريحاتها الأخيرة إزاء استهداف العدوان لمستشفى رازح ومستشفى أطباء بلا حدود واستخدام القنابل العنقودية في قصف اليمن.

ودعا رئيس اللجنة الثورية العليا وسائل الإعلام للحضور إلى اليمن لكشف الحقيقة التي عمل العدوان على إخفائها وطمسها .. مؤكدا ترحيب اليمن بلجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها العدوان في مختلف مناطق اليمن.

وفيما يلي نص المقابلة:

القناة / لماذا هذا العدوان الشرس على الشعب اليمني؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: العدوان الشرس على الشعب اليمني هو عدوان يندرج في إطار الأطماع الدولية التي تخللها التصريحات المتعددة للمسئولين الإسرائيليين، وكذلك الدفاع المستميت على استمرار العدوان من قبل أمريكا، العدوان هو يتلخص في هذه المفردة، في أن إسرائيل تريد العدوان على اليمن، وأمريكا تريد العدوان على اليمن، لأن اليمن يحظى بجغرافيا مميزة، وأيضاً يحظى أفراده وشعبه وجماهيره بثقافة ووعي تختلف عن ثقافة ووعي أغلب شعوب العالم، فهي ثقافة وطنية تنطلق من القضايا الكبرى .. قضايا المصيرية للأمة للدفاع عن الأمة ككل، وتعرف أن القضية الأولى لها هي القضية الفلسطينية.

القناة: ما هي الأهداف المعلنة والأهداف غير المعلنة لهذا العدوان السعودي الغاشم الذي تكالبت معه معظم الدول العربية والإسلامية والغربية؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: كان الأهداف المعلنة بمجملها سواءً المعلنة أو غير المعلنة تدمير الشعب اليمني، تدمير بنيته التحتية وتدمير كل شيء يمكن أن يخدم صمود الشعب اليمني، هذه هي أهدافه، كلما تحدثوا عنه أهداف ليست من حقهم أن يقوموا بحرب أو يشنوا العدوان من أجلها.

القناة: إلى أي مدى برأيك تجد أن هذا العدوان استطاع أن يحقق أهدافه في ظل هذا العدوان المستمر منذ عشرة أشهر؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هذا ممكن أن يفهم المشاهد بين مقارنته بين العدوان على العراق عام 2003م وبين العدوان على الشعب اليمني عام 2015م، ستجدي أنه لم يحقق شيء.

القناة: استخدموا الحرب على اليمن الورقة الطائفية المذهبية العرقية حاولوا تغطيتها فترة قبل الحرب ليستغلوها في هذه الأحداث لتكون مبرراً، الغريب نجد أن مفتي المملكة أو الخطيب المكي يقول: إن لم تكن طائفية سوف نجعلها طائفية .. لماذا هذا التحريض على المذهبية وعلى الطائفية، ومحاولة إشعال هذا الفتيل في اليمن؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: نجد من يزعم أنه بلد الإسلام الأول، ومن يتحدث بإستمرار على أنه راعي الإسلام، وأنه أيضاً هو من لديه الثقافة الإسلامية الحقيقية، ويتهم الآخرين بالكفر أو الشرك، تجدهم يتحدثون بهذه اللهجة النتنة، لهجة نتنة أن يكون إمام الحرم أو شيخ الحرم المكي هو من يتحدث وأن يدعو إلى ما تدعو إليه إسرائيل وأمريكا إلى الفتنة الطائفية أو المناطقية أو المذهبية، هذا شيئ مقزز، ويدل على جهل كبير، والمفترض بالمملكة أن تغير من سياستها، وأيضاً أن تعزل مثل هذا الشخص، الذي يدعو إلى الفتنة الطائفية، بغض النظر عن الحرم، نحن في حرب وفي مواجهة، لكن أن تكون الحرب طائفية، هذه كارثة تعتبر، نحن نعتبر أنها لا زالت في حدودها السياسية، الحرب هذه هي هدفها سياسي وتطمين لإسرائيل، فلذلك المفترض أن تراجع السعودية سياستها، هذه السياسة لا تخدم المنطقة، لن يبقى آل سعود في العرش إلى يوم القيامة، لكن الشعوب العربية ستبقى إلى أبد الآبدين، تبقى حتى تقوم القيامة، فلذلك الحديث عن الورقة الطائفية حديث مقزز، ويدل على جهل، ويدل على أنه لا يوجد لديه عمق ولا فهم للتاريخ الإسلامي، ولم يدرك بعد مثل هذه المسألة، لذلك نحن نأسف على أن يكون هذا هو من يدعي أنه من ركائز الإسلام، عدم وجود الحجة والدليل يجعلهم يذهبون إلى الحرب، لو كانوا يملكون الحجة أو يملكون الإقناع بالبراهين لما احتاجوا أن يشنوا حرب لو كان لديهم مشروع يستطيعوا أن يسوقوه للشعب اليمني وأن يلتف الشعب اليمني حوله لما احتاجوا إلى حرب، هذه هي الثقافة الأمريكية التي تدعو إلى تحريك الورقة الطائفية والمذهبية والمناطقية، “أمريكا وراء كل شيء”

القناة: أستاذ محمد : ما هو المطلوب من الشعب اليمني؟ هل هو مطلوب تركيع الشعب اليمني – استغلال ثرواته – ما هو بالضبط مفهوم العدوان السعودي وايضاً تحالفه في تركيع الشعب اليمني؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هذا شيء أكيد، لأنه يعرف أن الشعب اليمني بتماسكه وتوحده لم يستطيع أن يقدم شيء، مع أنه شعب فقير، ومع أنه شعب لا يملك الترسانة العسكرية التي تملكها دول المنطقة، دول المنطقة لديها سلاح كبير، وهي ترهب هذه الشعوب كلها، وتزرع الشقاق والفتن داخل هذه الشعوب، ولذلك أضفي عليها اسم الشرعية مع أنها لا تملك الشرعية، هذه الدول ليست لديها أي مقومات للشرعية، بل لا يوجد لديها نظام ديمقراطي ولا شرعية تستمدها من الشعب، نظامها نظام معروف بتوجهها، ولا يوجد لديهم حتى الدستور، ولا يوجد لديهم أسس لإدارة الدولة، هي تدار بعقلية واحدة ومن منطلق المصالح الدولية، هكذا تدار الدولة، لكن إخضاع الشعب اليمني هو ضرب من المستحيل، وأعتقد أن عليهم أن يراجعوا حساباتهم بعد مرور هذه الأشهر الكبيرة، ونحن قلنا في لقائنا مع بعض الشخصيات من أبناء تعز، لو كان الشعب اليمني يقبل هذا المشروع، لكان المستعمر هو من يسيطر اليوم على صنعاء وعلى تعز وعلى غيرها من المناطق، لكن الشعب اليمني يعي ما هو مشروع هذا المستعمر الجديد، المستعمر الذي لا يؤمن بالآخر، المستعمر أيضاً الذي لم يعقل بعد أننا قد خرجنا من الثقافات السابقة منها الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، والمفترض أن يكون هناك استراتيجيات أخرى، أرادوا الوصاية على الشعب اليمني من خلال مبادرة الخليج، ولكن بوعي الشعب اليمني وبنجاح ثورة 21 سبتمبر أسقطت هذه الورقة، وهم الآن يحاولون أن يفرضونها من خلال السلاح، وما لم يستطيعوا أن يفرضوه من خلال الحوار، نحن نقولها بالفم المليان لن يستطيعوا أن يفرضوه بالقوة، مهما كانت قوتهم وكيف ما كانت غلبتهم.

القناة: كما ذكرت أستاذ محمد بالنسبة للإستعمار، وأنه انتهى، وهذا استحالة أنه يكون في اليمن، ونحن لاحظنا كلنا والمجتمع الدولي أيضاً أنه بعد عشرة أشهر لم ينجح أي مستعمر أو أي غازي في إخضاع اليمن أو إذلالها، لكن ما هو الآن بالنسبة للتركيز الأكبر حول الوصاية الأمريكية والسيطرة على اليمن لموقعها الاستراتيجي، فهل تجد أن هناك لا زال إصرار بعد عشرة أشهر على أن استمرار هذه الوصاية والنيل من اليمن؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: أعتقد أن الأفق معروف ماذا يدور فيه، روسيا مع أمريكا وسياسة القطب الواحد، وما يحصل من مجريات، هي ما تفرض على إطالة الحروب في هذه المنطقة، مع الأسف الشعوب العربية هي من تدفع فاتورة الحروب هذه، الحروب الدولية تدفعها الشعوب العربية، سواء من نفطها أو من بشرها أو من حجرها أو من كل مقدراتها، الشعوب العربية هي من تدفع الفاتورة، والآخرين يضعون رجل على رجل، ويمارسون انتهاك حقوق الإنسان، بل أبشع، يعتبر هذا العصر هو من أبشع العصور الذي مورست فيه الانتهاكات ضد حقوق الإنسان بالأخص في اليمن، يقصفون الشعب اليمني ليل نهار بالأسلحة المحرمة دولياً، وأيضاً في عدوان مستمر وغاشم وغير مبرر ولا شرعية له، هذه جريمة كبرى بحق الشعوب جميعاً، وبحق كل الحكومات أيضاً، الشعوب التي ناصرت أو لم تناصر، يجب أن يكون لها دور أكبر مما كانت في السابق، وأن تقف إلى جانب الشعب اليمني، الشعب اليمني يعاقب، لأنه وقف إلى جانب إخوانه في جميع قضاياه، لأنه وقف إلى جانب القضية الفلسطينية، لأنه وقف أيضاً إلى جانب العراقيين، ووقف أيضاً إلى جانب السوريين، وقف أيضاً إلى جانب الليبيين، وهو مستعد أيضاً وفي ظل هذه الظروف أن يقف إلى جانب كل الأشقاء العرب ممن يصابون بمحنة هنا أو هناك، جراء تهور بعض الأنظمة العربية، من أجل السير الحثيث في رضا أمريكا وإسرائيل.

القناة: قبل فترة وجهتم رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة شرحت له الأوضاع فيها وحال اليمن وما يتم من حصار و قصف واستهداف للمدنيين، هل كان هنالك تجاوب من الأمين العام للأمم المتحدة؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: نعم .. لقد رد علينا برسالة وتم إنزالها عبر سبأ نت، وبإمكانكم العودة إليها، لكن هذا لا يكفي، الأمم المتحدة معروفة أن دورها دور سلبي في اليمن، والدور السلبي يأتي لأنها أصبحت مجرد غطاء للعدوان، صحيح أن هناك تصريحات جيدة في الأسبوعين الأخيرين خصوصاً فيما يتعلق باستهداف المستشفيات في رازح، والمستشفى الآخر الذي استهدف تبع منظمة بلا حدود، كذلك حول الحديث عن القنابل العنقودية، كان هناك موقف مشجع ومحترم، يجب أن نعطي كل ذي حق حقه، ولكن مواقفها الأخرى، نحن نعتبرها في سياق التستر وفي سياق أيضاً أن تكون هي من تعطي الشرعية أو الضوء الأخضر للممارسة العدوان واستمرار العدوان ضد الشعب اليمني، صحيح أن أمريكا هي من أوقفت حوار جنيف، وهو من أوقفت من خلال سفيرها الحوار هناك، لكن يجب أن لا تعطي الأمم المتحدة فرصة لأمريكا وإن كانت تقف مقرها في نيويورك، لكن المفترض أن يكون حقوق الشعب اليمني هو فوق كل اعتبار، وأن تكون الرسالة الخالدة والواضحة هي العدالة، وأيضاً أن تنصر مبادئها ومواثيقها، ومواثيق الأمم المتحدة في اليمن تخترق، وقوانين الأمم المتحدة في اليمن أيضاً تخترق، لا يوجد هناك ما يمكن أن يعطي أي مبرر لسكوت أو وقوف أو جمود الأمم المتحدة على أن يكون لها موقف واضح وصريح يدين هذا العدوان، بل المفترض أن هناك قرار، قرار صارم، لأنه لا يوجد أي مبرر، حتى قرار 2216 لا يندرج في إطار الشرعية لهذه الحرب، قرار 2216 أتى بعد 18 يوم من العدوان، والمفترض أن يكون هناك موقف حقيقي وواقعي، وأن يعلن قرار بإيقاف الحرب، وإن لم يوقف الحرب فهو بالتالي من يتحمل المسئولية، طبعاً العدوان هو من يتحمل المسئولية سواء أوقفوا الحرب أو لم يوقفوه.

القناة: بالنسبة للموضوع الأممي والأمم المتحدة بشأن استمرار الحرب من عدمه، الملفت الآن أنه تم تأجيل مؤتمر جنيف، كيف تقرأ هذا التأجيل؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هي الرغبات، الرغبات الأمريكية هي من توقف، لقد أوقفوا الحوار وهو مستمر في جنيف، وكان من أوقفه السفير الأمريكي، تواصل مع المبعوث الأممي، قال كفى حوار، فلذلك هي رغبات أمريكا، أمريكا من خلال ما تعمل في هذا الوقت بالذات، من أجل إنعاش اقتصادها، تعمل لاستمرار الحرب، لأن هناك فواتير كبيرة تدفع للأمريكيين وهناك إنعاش للاقتصاد الأمريكي من خلال هذه الحرب.

القناة: أستاذ محمد، في تحاشي وفي تقلص من الدور الأممي خصوصاً في ما يحصل من عدوان شبه كوني على اليمن من تحالف همجي، نلاحظ أن هذا التحاشي يتمثل في الصمت الأممي الرهيب، رغم القرار 2216 و المبعوث الأممي حضوره إلى اليمن يتحاشى ذكر العدوان بشكل صريح، ويتكلم فقط عن الأطراف، يحاول أن يدخل اليمن بحجة أنه إطلاق أسرى، دخول اليمن لإطلاق ثلاثة أسرى أو أربعة أسرى، ويتناسى القتل والتدمير وتهديم البنية التحتية، والمجازر المروعة في الأحياء السكنية، ما تعليقك على هذا الموضوع؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: الموضوع كان في ما قبل سبعينيات القرن الماضي كان هناك أحرار، وكان هناك مفكرين، وكان هناك أيضاً إعلاميين كبار، يستطيعوا أن يمارسوا الضغط الحقيقي على الجماعات أو اللوبي في السياسات الخارجية لأمريكا، اليوم غيب هذا الدور، قد تجدي القليل جداً من الإعلاميين المخضرمين الذين يستطيعون إيصال رسالة إلى الشعوب، والحديث مع الشعوب، الصمت الدولي أيضاً هو يمكن أن يكون بسبب شيئين: أولاً : التعتيم الإعلامي المستمر على الشعب اليمني، وأنت تعرفين على انه كانت القنوات الرسمية ومنها سبأ، تم إيقافها من البث، وكذلك قنوات أخرى تستهدف، حتى لا تصل المعلومة إلى العالم العربي وإلى العالم الخارجي، هذا الاستهداف المستمر لهذا الصوت الحر والصوت الواعي والصوت الذي يمكن أن ينقل الحقيقة، جعل من ضبابية الموقف أو عدم الوضوح في الخارج وبالأخص بعض الشعوب الحرة، رؤية كاملة عن ما يجري في اليمن، هذا جانب، يقال أن هناك أكثر من مليار دولار التي سلمتها السعودية لبعض القنوات حتى لا تثير أو لشراء هذه الأشياء، لأن هناك ملايين الدولارات التي تدفع لبعض الأشخاص ولبعض القنوات ولبعض المؤسسات الإعلامية حتى لا تتحرى الحقيقة، ولا تنطلق نحو إقناع شعوبها أو إيصال الرسالة لنا حقيقة، هذا للأسف نعتبر أن هناك تفسخ في الأخلاق في هذه الفترة بالذات ولم يعد لدى الكثير من الناس نفس الهوية الوطنية أو القومية العربية، أو كذلك صدق الكلمة وحريتها في العالم الخارجي، هناك أصوات قليلة تتحدث، سواء في مصر، كما يتحدث الكاتب الشهير/ محمد حسنين هيكل حفظه الله، أو كذلك عطوان أو غيره من الكتاب القديرين، فهمي هو الذي تراجع في موقفه وبدأ ينظر إلى أن ما قيل له أو ما ظلل عليه في الماضي وكتب عنه كان خطأ، فهناك من الكتاب الجيدين والمميزين والمنصفين، وهناك آخرين لا أستحضر أسمائهم، الإعلاميين الكبار داخل مصر العربية ينقدوا حتى سياسة المصريين، سياسة دولتهم وسياسة العدوان، هذه الحرب لا تخدم أحد، هذه الحرب هي تدمر شعب حر معطاء أبي، هذا نوع من الأنواع، النوع الآخر سكوت الشعب أو الصمت الدولي يأتي من خلال سياسات الدول، لأن الدول شريت، ونحن قلنا أنها حرب الصفقات، لا أعتقد أن هناك دولة إلا ونالها النصيب الأوفر من ميزانية السعودية، ودفعت المليارات الكثيرة جداً، حتى أصبحت فاتورة الكهرباء تدفع بأكثر مما كانت، وفاتورة البترول تدفع بأكثر مما كانت، وفواتير متعددة، وأيضاً الحديث عن بيع أصول شركات عملاقة في السعودية، أشياء كثيرة جداً تحدث بها بعض مسئولي السعودية في بعض المقابلات الصحفية، الحرب هذه دمرت وهي حرب تدميرية، ومن خلال شرائهم لبعض الولاءات في الدول، سواء العربية أو الدول الأوروبية أو الأمريكية، استطاعوا أن يحجبوا الصوت عن المجتمع، وعن إيصال الحقيقة للقامات الحقوقية الحرة، لكن علينا أن لا نيئس، وأن ندعو دائماً وسائل الإعلام للحضور وكشف الحقيقة، نحن طالبنا أيضاً بلجان تحقيق، وبالأمس كان هناك تواصل معي حول أن يكون هناك لجنة تحقيق تأتي للتحقيق في ما حدث في مستشفى رازح، وفي بعض الجرائم، قلنا ليأتوا، نحن نرحب بلجنة دولية تأتي للتحقيق في الجرائم التي ترتكب، بس نتمنى أن تكون ليست لرازح فقط، وإنما تشمل كل المحافظات، إذا كان هناك إمكان، ولا زالت الأشياء تدرس، وإنشاء الله أن يكون هناك نزول هذه اللجنة لبحث الجرائم على مستوى الجمهورية، أنت تعرفين أن هناك استهداف كان للصيادين للأعراس لمناطق متعددة، مناطق ليست مكان أو محل تماس للقوات العسكرية، وأيضاً لا يوجد فيها لا هدف عسكري ولا أمني ولا قسم شرطة ولا شيئ من ذلك.

القناة: كانت معروفة أنها أهداف مدنية بحتة ، أستاذ محمد، التقيت قبل أيام بالمبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، ما كان مضمون هذا اللقاء؟ وما هي النتائج التي خرجتم بها؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: نحن تحدثنا نحن وإياه حول الحوار وما يجري في الحوار، وقلنا كنا نعول بما أنك كنت ، كانت دول العدوان هي من اختارت شخصه، كنا نعول على أن يترك له فرصة للنجاح – أن تنجح مهمته – قلت له هكذا، كان المفترض أن يتركوا لك فرصة لنجاح المؤتمر، لكن أنت لاحظت على أن هناك تعنت شديد جداً، ومحاولة لكسر الأمم المتحدة، وإفقادها ما تبقى من حياديتها أو مصداقيتها أمام شعوب العالم، وبالنسبة للشعب اليمني لقد عرى عرى الكثير من المشاريع، ولقد قلت له أن هناك بعض الأشياء، مثلاً إيقاف المتحاورين وسجنهم، عندما يتحدث عن المساجين، هنالك قد سجنوا الوفد المفاوض لنا أربعة وعشرين ساعة في مطار جيبوتي، ولم تستطع الأمم المتحدة أن تفرج عنه، فكان هناك مواضيع متعددة، كان مما تحدث بها عن إيقاف الصواريخ التي ندافع بها عن وطننا وعن بلدنا، قلنا يوقفوا العدوان ونحن مستعدين، لأن لم يكن استهدافنا بالصواريخ للمملكة إلا مقابل ردة فعل على ما يجري للشعب اليمني، لسنا عدائيين ضد أحد قلنا له، وهذه حقيقة، وأيضاً لسنا ممن يستهدف المدنيين ولم تكن ضمن قوائم أهدافنا.

القناة: أستاذ محمد، المثير للسخرية أنه تم اختيار ممثل النظام السعودي كرئيس للجنة حقوق الإنسان، المعروف للجميع، المجتمع الدولي بشكل عام، ولكل المتتبع أيضاً للسعودية، حرمان المرأة من حقوقها، مصادرة الحقوق السياسية، وكذلك مصادرة الآراء، وعدم التعبير بشكل ولو بنسبة قليلة حرية الرأي والرأي الآخر، إعدام المناهضين أو المعارضين سياسياً، كيف يمكن للمجتمع الدولي أن نثق فيه إذا كان يختار هذا النظام ممثلاً للجنة حقوق الإنسان؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هي تعتبر مكافأة له، لأنه يعمل شرطي لأمريكا، تعمل شرطي لأمريكا فيما يخص هذا الوضع، ربما أيضاً مكافأة له، لأنه استطاع أن يحرز بعض الانتخابات الجزئية أو النيابية، وهو يعتبر كفر عندهم وشرك الانتخابات، فلذلك أعلن أنه استطاع أن يخترق الطبقة المتأزمة أو الطبقة المتعنتة لديهم، والأيديولوجية الوهابية التي تحكم البلد، هم يحكمون من منظار هذا، ربما تعتبر من هذا الباب، لأنه خدم أمريكا وسياستها وإسرائيل وسياستها، وأيضاً استطاع أن يقفز على المنظور الفقهي لديهم الذي يدعي الشركية والكفر لكل من يمارس الانتخابات، ما يحصل فعلاً فيدمي القلب، عندما تلاحظين على أن البلد التي تنتهك كل الحقوق هي من تكون ممثلة والتي ترعى حقوق الإنسان في العالم، كما هي عليها أمريكا، عندما تدي حماية الحقوق وهي أكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان، فلذلك هي كما كانت أمها تعمل كما تعمل ربيبتها، لا فارق، هذا هو يعتبر أيضاً يؤكد أن هناك تفسخ في القيم والمبادئ، وأن هؤلاء ليسوا ممن يستطيعون أن يعطوا كل ذي حق حقه، لو كانت السياسة الدولية لا زالت كما كانت، أو كما يجب أن تكون، أو بما هي عليه من قوانين ومواثيق، لما شاهدنا العدوان على الشعب اليمني، ولما رأينا جرائم هنا وهناك، الجرائم اليوم التي تدار في اليمن، أو تنتهك حقوق الإنسان في اليمن، أو تنتهك في سوريا أو في العراق أو في ليبيا أو في غيرها من الدول برعاية أمريكية إسرائيلية وبثمن سعودي بدراهم معدودة تسلم من المملكة السعودية، هي الممول وأولئك هم الراعين والحامين ومن يعطوا الضوء الأخضر، فهي متلازمة بينهم، لديهم توجه واحد وسياسة واحدة، ويداروا من غرفة واحدة، فلذلك لا نتعجب نحن، ولا نعول أيضاً، ولسنا في يوم من الأيام سنتتطلع أو سيكون أبناء الشعب اليمني ممن ينتظر أن تعطى حقوقه من هذه الدول المنتهكة، نحن لا يمكن أن نعول على هذه الدول، ولا يمكن لهذا الشعب على الإطلاق أن يعتقد أن هؤلاء هم من سيعطون له حقوقه، أو سيحافظون على حقوقه، من سيحافظ على حقوقه هو الشعب نفسه، والمثل الأمريكي معروف “إذا أردت السلام فاحمل السلاح” هذه هي ثقافتهم.