مع بدء جلسات عزل ترامب العلنية مستقبل الرئاسة الأمريكية على المحك
دخل التحقيق بشأن مساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف عزله مرحلة حرجة وذلك بعد انطلاق الجلسة الساخنة التى شهدها مجلس النواب للتحقيق، فيما إذا كان الرئيس دونالد ترامب مارس ضغوطا لدفع أوكرانيا على التدخل فى الانتخابات الأمريكية 2020. وشهدت الجلسة سجالا طويلا بين نواب الكونجرس الديمقراطيين، التى بدأت مساء الأربعاء وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وكان العنوان الأبرز لها حول ما إذا كان الرئيس الجمهورى: “قد قام بدعوة أوكرانيا إلى التدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية والتى اسفرت عن فوز “ترامب” فى انتخابات الرئاسة وما إذا كان قد قام بـ”استغلال سلطته”. واستدعى الديمقراطيون الذين يقودون مجلس النواب 3 دبلوماسيين أميركيين، عبروا كلهم خلال إفادات في جلسات مغلقة عن قلقهم من تعاملات ترامب مع أوكرانيا، لتقديم تفاصيل أكثر عن تلك المخاوف تحت تغطية إعلامية واسعة النطاق. وأعلن السفير الأميركي في كييف ويليام تايلور خلال الجلسة إن ترامب كان مهتماً بفتح تحقيق بشأن خصمه جو بايدن في أوكرانيا أكثر من اهتمامه بالوضع في هذا البلد. ونقلت وكالة فرانس برس عن تايلور قوله إنه علم مؤخراً أن السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند قد أعلن ذلك في 26 يونيو الماضي بعد مكالمة مع الرئيس ترامب وبعد هذه المحادثة سأل أحد معاوني تايلور السفير سوندلاند حول موقف ترامب من أوكرانيا فقال إن السفير سوندلاند أجاب بأن ترامب مهتم أكثر بشأن التحقيق حول بايدن. وقبل هذه المحادثة بيوم طلب ترامب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن ينظر بأمر بايدن الذي يحظى بفرص كبيرة لمنافسته في السباق إلى البيت الأبيض في 2020 وبعد الكشف عن فحوى المكالمة بين ترامب وزيلينسكي منتصف سبتمبر الماضي قرر الديمقراطيون فتح تحقيق بغرض إطلاق إجراءات عزل الرئيس. وقبيل افتتاح الجلسة تساءل النائب آدم شيف الذي يشرف على التحقيق حول ما إذا كان الرئيس ترامب قام بدعوة أوكرانيا إلى التدخل في انتخاباتنا وما إذا كان قد قام باستغلال سلطته مضيفاً أن المسألة بهذه البساطة والفظاعة. وأعلن تايلور خلال الجلسة أن المحامي الخاص لترامب رودي جولياني كان يدير قناة دبلوماسية غير قانونية لخدمة مصالح سياسية للرئيس قوضت الأهداف الرسمية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. وكانت بدأت أولى الجلسات العلنية في مجلس النواب الأمريكى في إطار تحقيق بشأن مساءلة الرئيس ترامب فيما إذا كان ضغط على نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لاستهداف جو بايدن منافسه الديمقراطي المحتمل في الانتخابات الرئاسية 2020. وتزايدت ضغوط الديمقراطيين خلال الأسابيع الماضية من أجل بدء إجراءات مساءلة ترامب وعزله على خلفية الفضيحة التي أثارها تسريب مكالمة هاتفية بينه وبين نظيره الأوكرانى زيلينسكى مارس فيها ضغطاً على الأخير لإثارة قضية تتعلق بنجل خصمه الديمقراطي جو بايدن المنافس الأوفر حظاً لترامب في الانتخابات الرئاسية الأمر الذي اعتبره الديمقراطيون تهديداً للأمن القومي الأميركي. وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة أن بي سي الأمريكيتان قبل أسبوع أن أكثر من نصف الأمريكيين يؤيدون التحقيقات الرامية لعزل الرئيس دونالد ترامب. وبعد أشهر من الضغط على جزء كبير من معسكرها لإلقاء الضوء على إجراءات الإقالة، تقدمت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب، قبل أسبوعين بطلب لفتح تحقيق لمساءلة ترامب بعد الكشف عن مطالبة الرئيس الأمريكي من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضغط على نجل خصمه الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية المقبلة، جو بايدن. ويرى الديمقراطيون أن ترامب أرجأ المساعدات العسكرية وضغط على أوكرانيا للحصول على معلومات حول بايدن، وهو الأمر الذي ينفيه ترامب. قالت بيلوسى حينها إن لجان الكونجرس الست التى تحقق حاليا فى مخالفات محتملة من جانب ترامب ستواصل القيام بذلك، وبناء على النتائج التي سيتم التوصل إليها، يمكن للجنة القضائية صياغة واعتماد مواد المساءلة ضد الرئيس، والتي ستقدم أمام مجلس النواب للتصويت حال اعتمادها، سيُجرى مجلس الشيوخ محاكمة فى هذا الشأن، والأمر يتطلب أغلبية الثلثين لإدانة الرئيس وعزله. وعملية عزل ترامب من منصبه ستتطلب انشقاق حوالي 20 نائبا من من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. يبدو أن الكثير من المعلومات الإضافية حول قضية أوكرانيا بدأت تتسرب، فقد أعلنت لجنة المخابرات بمجلس النواب أن هناك من يرغب في الإدلاء بشهادته، وقد يقوم بذلك في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وهذا يعني أن الجميع سيكون على دراية بتفاصيل الادعاءات ضد ترامب واكتشاف الأدلة التي تدينه. فى تصويت نادر بالإجماع، وافق مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء على قرار يدعو البيت الأبيض إلى تسليم تقرير المبلغين عن المخالفات. وغرّد ترامب على صفحته بأنه سيصدر نصا من مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكى، على الرغم من الوعود السابقة لمحامي ترامب بأنه لن يتم الكشف عن هذا النص.