مدير مستشفى الأمل للطب النفسي يحذر من كارثة في ظل ارتفاع الضغوط النفسية التي خلفتها الحرب.
ريتاج نبيل
حذر مدير عام مستشفى الأمل للأمراض النفسية الأستاذ سامي الشرعبي من كارثة مستقبلية ترتسم ملامحها اليوم، في ظل ارتفاع عدد حالات المصابين بالأمراض النفسية كاحد تداعيات الحرب منذ اكثر من عام.
وقال ان الحرب خلفت ضغوطا نفسية هائلة لدى الكثير من الاسر اليمنية بمختلف شرائحها، موضحا ان المستشفى استقبل حوالي 4760 حالة خلال العام الماضي 2015م بفعل الصدمات التي خلفتها الحرب.
وأكد الشرعبي لـ وكالة يقين للانباء أن الظروف الاقتصادية والسياسية التي يمر فيها اليمنيون وإنسداد الأفق لدى كثيرين بسبب فقدان الكثيرون لمصادر دخلهم أدت في أفضل الأحوال إلى شيء واحد فقط وهو الاكتئاب.
وقال في حال تأخر علاج حالات الإكتئاب التي تتزايد بشكل لافت، فقد يتحول المرض إلى إنفصام شخصية، وربما يتحول إلى شخص عدواني، ويتطور المرض لاحقاً ليصل إلى مرحلة القتل، وقد إستقبلنا حالات كقتل أب لطفلته ذات الثلاثة الأشهر لسبب تافة جداً.
وقال كنا في السابق وقبل دخول بلادنا بهذه الظروف التي استجدت مؤخراً كالحصار والحرب والقصف والطيران والصواريخ، كنا نستقبل في العيادات قرابة 70 حالة يومياً، لكن الآن تضاعف الرقم بشكل قياسي ليصل إلى أكثر من 200 حالة يومية تستقبلها العيادات الخارجية فقط في مستشفى الأمل، وهذه تعتبر كارثة حقيقة بكل المقاييس.
وأشار الى ان المرض النفسي مغيب تماما في أغلب وسائل التثقيف الإعلامي والصحي، لافتا الى ان الجميع معرضين لهذا المرض وخصوصاً الأطفال.
وتسائل :”ماذا نتوقع من طفل يتبول لا إرادياً وطفل غير قادر على إتخاذ قراره، وطفل يخاف من أية أصوات أو أيه إنفجارات وحتى لو كانت أصوات ألعاب نارية”.
وأوضح مدير مستشفى الامل لـ يقين للانباء أن الحالات التي وصلت إلينا مؤخراً أغلبها حالات إكتئاب وحالات وسواس قهري وحالات إنفصام شخصية وحالات أخرى كالانتحار والإقدام على الانتحار.
وتحدث عن أهمية مساهمة عدد من العوامل في تحسن حالة المصاب باي من الامراض النفسية والتي تتمثل في العامل المجتمعي والذي يساهم بشكل او باخر في تثبيط المعنويات واضافة ضغوط سلبية، مشددا على ضرورة ان يتعامل المجتمع بطريقة لائقة مع المريض النفسي.
وأضاف “الجانب الثاني يأتي دور الأسرة المحيطة بالمريض كالزوجة والأخ والأب والأم، عليهم التعامل مع المريض بشكل إيجابي لتجنب إنتكاس الحالة الصحية”.
وتابع “بعد ذلك يأتي دور المستشفى والقطاع الصحي عليهم تقديم العلاج الصحيح والتشخيص السليم، فإذا وجدت كل هذه الأشياء من المجتمع والأسرة والمستشفى ستكون النتائج إيجابية”.