مجلس الأمن وسياسية الكيل بمكيالين

عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي: أصبح مجلس الأمن الدولي مجرد ورقة تتلاعب بها الولايات المتحدة الأمريكية.

الناشط الحقوقي سند الصيادي: مضمون تقرير مجلس الأمن بشأن حسابات التواصل الاجتماعي يوحي بأن كتابته تمت في دهاليز القرار الأمريكي والصهيوني.

 

موقع أنصار الله – محمد المطري

لم يكتفِ مجلس الأمن بالتفرج على دماء وأشلاء الطفولة التي يرتكبها العدو الصهيوني بقطاع غزة على مدى عام كامل وحسب، بل يحاول ما يسمى بمجلس الأمن الدولي تلميع صورة القاتل المجرم الصهيوني وحلفائه متجاهلًا ما يجري في غزة من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية.

وبالرغم من أن ما يجري من مجازر مروعة بقطاع غزة يصنف بجريمة القرن، إلا أن مجلس الأمن لم يرُق له بعد وضع أي توصيات أو تقرير إزاء ما يجري في غزة، بالرغم من المطالبات الرسمية والمتكررة من قبل حكومة غزة، ومطالبة النشطاء الحقوقيين من مختلف بلدان العالم.

وبدلاً من قيام مجلس الأمن الدولي بوضع حد للإجرام الصهيوني كون ذلك من صميم أعماله ومن أولوياته المناط القيام بها، يذهب خبراء ما يسمى بمجلس الأمن الدولي لرفع توصيات عن اليمن في تقرير فاضح وكاشف يدعي زورًا وبهتاناً أن اليمن يشكل قرصنة دولية على حركة الملاحة الدولية وأنه يقوم بتقديم المساعدات للجماعات والمنظمات الإرهابية!

وتأتي توصيات مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يقوم اليمن بواجبه الإنساني والأخلاقي والإيماني في مساندة غزة ولبنان، والانتصار لمظلوميتهما التي تخلى العالم برمته عنها.

ويكشف تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي مدى تواطؤ مجلس الأمن مع الجلاد الصهيوني والأمريكي وترجمته لما يتبناه الأمريكان، لا سيما وأن التقرير أتى وفق الدعاية الأمريكية المتمثلة في أن اليمن يمارس قرصنة دولية على الملاحة البحرية.

وتثبت تقارير مجلس الأمن الدولي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية بالقرارات الأممية وحرف مسارها وفق الأهداف والمصالح الأمريكية، الأمر الذي أسقط أهلية المجلس وصلاحيته في توفير الأمن الدولي.

مجلس الأمن مصدر لتخويف الدول

يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبد الله النعمي  أن مجلس الأمن الدولي لم يكتفِ ـ للأسف الشديدـ بأن يقف موقف المتفرج على الجرائم الموغلة في التوحش من قبل الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، ومن المؤسف أن يصل مجلس الأمن الدولي إلى هذا الحظيظ، وإلى هذا المستنقع.

 ويضيف في حديث خاص لموقع أنصار الله ” وصل الحد بمجلس الأمن إلى أن يفتري ويكذب، وهو يعلم أنه يكذب، ويقول: الادعاء بأن الشعب اليمني أو القوات المسلحة اليمنية أو أن اليمن يقوم بابتزاز السفن وأخذ الجبايات من السفن الإسرائيلية مقابل السماح لها بالمرور من البحر الأحمر فهذا افتراء وكذب، وهو يعلم أنه يفتري ويكذب، يعني لو كان صادقًا هل باستطاعته أن يثبت بسفينة واحدة فقط استطاعت المرور من البحر الأحمر ووصلت إلى الكيان الصهيوني مقابل مبلغ مالي أخذ منها من قبل القوات المسلحة اليمنية لا يستطيع؟!

ويؤكد النعمي أن الصهاينة والأمريكان والمجتمع الدولي والعالم أجمع يدرك جيدًا أن اليمن والقوات المسلحة اليمنية على مبدأ إيماني ثابت ثبوت الجبال في موقفهم المساند لغزة، وأنه لا يمكن المساومة على ذلك مهما بلغت الإغراءات، مبينًا أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت عروضًا مغرية جدًا لليمن مقابل التوقف عن موقفها المساند لغزة.

 ويذكر النعمي أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت ومازالت تقدم الكثير من العروض عبر المفاوضات السرية جدًا من خلال وكلائها لأقناع اليمن في التوقف عن استهداف السفن الصهيونية، وفي المقابل قوبلت كل تلك الإغراءات بالرفض الشديد، ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ خطوات عدوانية تمثلت في القدوم للبحار، وانتهاك سيادة البلد بعدوانها الجائر والجبان.

ويجزم النعمي أن مجلس الأمن أصبح مصدرًا للخوف والقلق، ولم يعد مصدرًا للأمن الدولي، مؤكدًا أنه مع ـ الأسف الشديدـ أصبح مجلس الأمن الدولي مجرد ورقة تتلاعب بها الولايات المتحدة الأمريكية بأصابعها، ولم يعد يمثل نفسه، بل أصبح يمثل مصدراً للوحش وممثلاً للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.

مغالطات مجلس الأمن

ويقول الناشط الحقوقي والسياسي سند الصيادي في تصريح خاص لموقع أنصار الله: “نظرًا للكم الكبير من المغالطات والعدائية المفرطة، وانعدام الاستقلالية والحياد كليًا، والتناغم الكلي مع الخطاب الأميركي والصهيوني في مضمون تقرير فريق الخبراء الخاص باليمن، فإن من الواجب علينا وعلى كل الأحرار إدانة التقرير وذلك كونه يدعي زوراً في عناوينه بأنه صادر من مجلس أممي”.

ويبين أن مضمون التقرير يوحي بأن كتابته تمت في دهاليز القرار الأمريكي والصهيوني، مؤكدًا أنه كان ينبغي عليهم أن يعنونوا التقرير ويجعلونه رسميًا باسم وزارة الخارجية الأمريكية أو الصهيونية على سبيل المثال، أو أي من دوائر الاستخبارات في الكيانين الصهيوني والأمريكي.

ويشير الصيادي إلى أن جميع عبارات وفقرات تقرير خبراء مجلس الأمن بخصوص اليمن لم تذكر نقطة واحدة من الإنصاف والحق والحقيقة لما يجري في اليمن والمنطقة، حيث لم تذكر وقف مجازر الإبادة الجماعية في فلسطين باعتبارها الحدث الذي ألقى بظلاله على المشهد الدولي والإقليمي عموماً وعلى اليمن بشكل خاص.

ويلفت إلى أن مضمون ومحتوى التقرير صيغ وفق الدوافع والمصالح الأمريكية والإسرائيلية، بصفتهما القاتل المجرم، وذلك على حساب الضحية،  وأكد أن التقرير مصادر قراره ودوافعه لمصلحة القاتل على حساب الضحية، كما هو حال مجلس الأمن والمنظومة الأممية التي ترزح تحت الهيمنة الأمريكية.

وعن المغالطات التي تضمنها التقرير يحكي الصيادي أن التقرير حرص على أن يظهر للرأي العام أن صنعاء تستهدف السفن وحركة الملاحة الدولية بشكل عشوائي، وتمارس سلوكيات أشبه بالقرصنة، في مسعى لتشويه الموقف المشرف الذي أثار إعجاب شعوب العالم.

ويشدد بأن   مجلس الأمن الدولي يمارس تسويق أممي للدعاية الأمريكية،   ويتطابق تماماً مع الرواية التي تصدرها واشنطن، وكذلك الحال في بقية الاتهامات التي ساقها التقرير بشكل يثير الأسف عن مستوى السقوط الحادث في القيمة الأممية لمضمون تقرير الخبراء الذي يقدم نفسه مشكّلاً من منظومة دولية جامعة، تدعي انحيازها للإنسان وللأمن والسلم الدوليين.

ويتطرق إلى أنه لطالما تحدث الحقوقيون والسياسيون عن ضعف القرار الأممي، وعدم جدوائية قوانينه ومبادئه، وضعف آلياتها التنفيذية، ولطالما شكا الناشطون من الازدواجية وسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الأزمات والصراعات الدولية بحسب ما يقوله الناشط الحقوقي الصيادي، محذرًا من تقويض الدور الذي يجب أن تضطلع به الأمم المتحدة وهيئاتها ومجالسها، وما يمكن أن يترتب على ذلك من انحدار في فاعلية المنظومة الإنسانية الدولية”.

ويختتم الصيادي بقوله: ” لكن أن تتحول هذه المنظومة وما ينبثق عنها من لجان وفرق خبراء إلى أداة تحريض وتضليل ومنبر أمريكي صهيوني مباشر في عدائيته للآخر وبغطاء أممي فضفاض فإن هذا يعني أن المسار لم يعد سلبياً وحسب، بل ومؤذيًا بذات القدر الذي تمارسه أمريكا وإسرائيل من خلال جرائم القتل ومجازر الابادة الجماعية وحروب الغذاء والدواء”.