مجازر الإبادة الجماعية في غزة تسقط دعايات “العداء للسامية”!!

 

الناشط الثقافي والسياسي الدكتور يوسف الحاضري:  الفطرة البشرية التي خلق الناس عليها جعلت شعوب العالم على وجه العموم وشعوب أوروبا خاصة يبغضون الصهاينة؛ لتماديهم في ارتكاب المجازر الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية.

محمد المطري

الدعاية الصهيونية التي اشتغل عليها الموساد الإسرائيلي منذ أربعينيات القرن الماضي المتمثلة في العداء للسامية والتي ظهرت إبان الحرب العالمية الأولى، لم تعد مجدية حالياً بعد أن خدمت الكيان الصهيوني لقرابة مئة عام محقِّقة نفوذًا يهوديًا في غالبية دول العالم.

من نافذه العداء لما يسمى بالسامية ونشر الكراهية والعنصرية سوقت الماسونية العالمية لمشروع الكيان الصهيوني في المنطقة للحد الذي امتد نفوذه في أرجاء قارة أوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية وكذا آسيا وأفريقيا.

وبعد عقود من الزمن الذي حظي به الكيان الصهيوني من التعاطف  العالمي والنظر إلى الكيان من منظور الرحمة, تأتي أحداث السابع من أكتوبر المجيدة لتكشف للعالم مدى إجرام وحقد وعنصرية الكيان الصهيوني الذي لا يحترم الإنسانية ولا يمت لها بصلة.

عام كامل وشهران والعدو الصهيوني يرتكب حرب إبادة جماعية في قطاع غزة, جعلت من الكيان الصهيوني محط أنظار العالم الأوربي والغربي باعتباره كيانًا مجرمًا ينتهك المرأة والطفولة بلا استثناء.

وبالرغم من تواطؤ الأنظمة الأوربية والغربية, وكذا غالبية أنظمة القارة الآسيوية والأفريقية إلا أن شعوب العالم باتت تدرك جيدًا مدى مظلومية فلسطين وبشاعة المجرم النازي نتنياهو و”حكومة” العدو الصهيوني.

وعلى إثر ذلك تشهد العديد من دول العالم مسيرات تظاهرية؛ نصرة لفلسطين ومطالبة للعدو الصهيوني بالوقف الفوري لارتكاب المجازر في قطاع غزة

في نوفمبر الجاري شهد الكيان الصهيوني أحداثًا مأساوية في الدول الحاضنة للكيان والداعمة لإجرامه, حيث شهدت أمستردام بهولندا وهي إحدى الدول الأوربية مباريات بين فريق مكابي الصهيوني وفريق هولندا لتختتم المباراة بأحداث عنف واشتباكات بين مشجعي الصهاينة ومشجعي هولندا وآخرين من أصول عربية أسفرت عن سقوط عشرات الصهاينة بين جريح ومفقود.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية فإن مشجعين لفريق “مكابي” الإسرائيلي تعرضوا لهجمات عنيفة في عدة مواقع بأمستردام بعد المباراة التي انتهت بفوز أياكس بخماسية نظيفة”.

ومثلت تلك الحادثة رعبًا كبيرًا لدى الكيان الصهيوني, حيث أرسل العدو  “طائرات إنقاذ” إلى أمستردام, بعد أن هاجم سكان محليون غاضبون عددًا كبيرًا من مشجعي فريق “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي لتمزيقهم الأعلام الفلسطينية، وهتافهم “اللعنة على فلسطين”، والسخرية من الأطفال القتلى في غزة، قبل مباراة دوري أبطال أوروبا ضد “أياكس ” وكان بعض المشجعين الصهاينة “جنودًا”.

وماهي إلا أيام قليلة وتبعها حادثة أخرى في فرنسا مشابهة تمامًا لحادثة أمستردام, حيث اشتبك مشجعون فرنسيون مع مشجعين صهاينة وذلك احتجاجًا على جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة.

بغض الصهاينة فطرة بشرية

ويقول الناشط السياسي والباحث في الشؤون الدينية الدكتور يوسف الحاضري ”   بطبيعة الحال أن الله سبحانه وتعالى يحدد مقاييس ومسارات الارتباط النفسي والمجتمعي بالآخرين وفقًا لما يقدمونه في هذه الحياة”.

ويضيف في تصريح خاص لموقع أنصار الله ” لذلك الله سبحانه وتعالى يقول: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا) وبالمقابل من الذين يعملون السيئات والذين كفروا والذين انحرفوا والذين دمروا والذين  ارتكبوا جرائم حرب إبادة الذين أبادوا غزة, الكيان الصهيوني وأمريكا ومن معهم, يجعل لهم الرحمن نفورًا ويجعل لهم الرحمن بغضًا  في قلوب البشرية جميعًا وليس فقط في قلوب المؤمنين, وإنما في قلوب البشرية  جميعًا.

ويوضح أن  الفطرة البشرية التي خلق الناس عليها  جعلت  شعوب العالم على وجه العموم وشعوب أوروبا خاصة يبغضون الصهاينة؛ لتماديهم في ارتكاب المجازر الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية.

وبين أن ما حصل لمشجعي كرة القدم الصهاينة في هولندا أمستردام في إحدى المباريات من سحل وضرب وتعزير, وما حصل في حادثة مشابهة بفرنسا نتاجٌ طبيعي وعقلاني من أناس يحملون الفطرة البشرية, غضبوا وانتفضوا أمام الصهاينة الذين يمارسون حرب إبادة جماعية في غزة.

ويشير الحاضري إلى أن الصهاينة سيجدون في كل بقاع العالم ما هو أشد وأشنع وأبشع, وسيجدون مثل هذه الحوادث باستمرارية وليس الموضوع فقط مجرد وضع حالي مرتبط بالوضع المأساوي التي تعيشه غزة, وإنما ستستمر معهم إلى الأبد، موضحًا أن جميع البشرية يدركون جيدًا الحقد اليهودي والبغض اليهودي للبشرية جميعًا  وليس فقط للمسلمين والعرب.

ويرى الحاضري أن  مشاهد العنف والمواجهة  ستظل تلاحق الصهيونية في مختلف بلدان العالم إلى قيام الساعة؛ وذلك نظرًا لنظرتهم العدائية والعدوانية والدونية لمختلف الفئات البشرية.

ويشدد بأن ملامح الزوال الإسرائيلي وإنهائه من المنطقة باتت تحلق في الأفق, حيث تزداد الهجرة العكسية باتجاه أوروبا ودول الغرب في مؤشر واضح وجلي على قرب الوعد الإلهي بزوال الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن تواطؤ المطبعين وانصياع الدول الغربية ممثلة بأمريكا وإسرائيل لن تنقذ الكيان الصهيوني, ولن تغير من المعادلات الإلهية مهما حدث.

 

الأشد عداوة

في العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، تجلت حقيقة اليهود كما ذكر الله عنهم في القرآن الكريم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}[المائدة:82]، برزوا هم الأشد عداوةً، والأشد حقداً، وهم يتحرَّكون وفقاً لذلك، وبما هم عليه من إجرام وطغيان، وعدم احترام لحق البشر في الحياة، ولا لأي حقوق متعارف عليها لدى البشر.

يُصرح القرآن الكريم بأن اليهود يحملون عداء شديدا جدا للمسلمين بالذات فيقول سبحانه وتعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}(المائدة: من الآية82) وهنا يقول أن اليهود هم أشد الناس عداوةً للمؤمنين، والمؤمنون هنا في هذا التعبير هو بمعناه اللغوي، المؤمنون المنتمون إلى هذا الدين، والمحسوبون لهذا الدين، والذين يدينون بالإسلام، ويقرون بالله وبرسوله وبالقرآن، الإيمان بالمعنى اللغوي وهو كثير ورد استعماله في القرآن الكريم. ناهيك عن عداوتهم الشديدة للمؤمنين الحقيقيين. ؟.

 وقد نشرت مجلة “مومِنت اليهودية الأميركية في 2009م حوارا مع الحاخام الصهيوني “مانيس فريدمان” حول الطريقة المثلى لتعامل اليهود بفلسطين المحتلة مع جيرانهم من العرب، وقد أتت إجابة “فريدمان” صريحة: “إنني لا أومن بالأخلاقيات الغربية، بمعنى أن عليك ألا تقتل المدنيين أو الأطفال، وألا تُدمِّر الأماكن المقدسة، وألا تقاتل في المناسبات الدينية، وألا تقصف المقابر، وألا تُطلق النار قبل أن يطلقها عليك الآخرون.. إن الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية: دمِّر أماكنهم المقدسة، واقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم”. وقد علَّل “فريدمان” ذلك بأنه الرادع الوحيد والحقيقي للتخلُّص من ثبات الفلسطينيين ومقاومتهم المستمرة، وأن تلك هي قيم “التوارة” التي ستجعل الإسرائيليين “النور الذي يشع للأمم التي تعاني الهزيمة بسبب هذه الأخلاقيات (الغربية) المُدمِّرة التي اخترعها الإنسان”.

 

كما شهدنا تصريحات صادمة لخامات وقادة الكيان الصهيوني في عدوانهم الأخير على قطاع غزة حيث قال الحاخام الصهيوني المعروف “الياهو مالي” والذي يرأس الحاخام المعهد الديني التوراتي “ييشيفاة شيرات موشيه” في مدينة يافا المحتلة التي يدرس بها طلاب يخدمون في “جيش” العدو الإسرائيلي. وفي مقطع الفيديو نشره يقول فيه: “في حربنا المقدسة وفي حالتنا هذه في غزة، فإنه وفق ما تقوله الشريعة “لا تُحيي كل نفس”، ومنطق هذا واضح جدا وهو: إذا لم تقتلهم فإنهم سيقتلونك”. وتابع: “هذا يعني أن هذه القاعدة “لا تُحيي كل نفس” واضحة جدا في مفهومها، فإما أنت أو هم”.

أما الحاخام عوفاديا يوسف زعيم حزب “شاس” الصهيوني فقد وصف الفلسطينيين بالثعابين والدود التي يجب قتلها ومما قاله: “اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث”.

أما وزير الحرب الصهيوني فقد وصف الفلسطينيين بالحيوانات ويجب قتلهم

فيما صرح ايلي بن داهان” ويشغل نائب وزير الحرب الصهيوني: “إن الفلسطينيين لا يستحقون الحياة”، واصفاً إياهم بـ”الحيوانات البشرية”، وأنهم لا يعدوا بشراً وأن حياتهم وموتهم واحد.