ماذا يريد ولد الشيخ من تصريحات”إحراز تقدم”.
مجددا ينفى ناطق أنصار الله ورئيس وفدها في مفاوضات الكويت محمد عبد السلام صحة تصريحات للوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي بات الأقرب إلى تنفيذ دور المقرر لوفد الرياض عن وسيط للمحادثات.
النفي الذي جاء صادما لولد الشيخ الذي زعم بوجود توافقات متقدمة بين الوفد الوطني ووفد الرياض يمكن أن تمثل أرضية مشتركة لصياغة أي خطة حل خلال الأيام القادمة يكشف إلى حد كبير عدم تساهل الوفد الوطني بتمرير أي شيء على حساب قضية الشعب اليمني العادلة.
كما يكشف كذلك حالة الضعف التي وصل إليها مبعوث الأمم المتحدة في التماهي مع ما تريده السعودية وقبل ذلك منظمته ذاتها التي لن تستطع المدارة على فضيحتها الكبرى مؤخرا بالرضوخ للضغوط السعودية والتراجع عن إدخالها في القائمة السوداء لمرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال إثر جرائم الإبادة والقتل والتدميرالتي ارتكبتها ضد المدنيين في اليمن بمختلف أعمارهم.
تشير المعطيات إلى أن الوفد الوطني في الكويت حاليا أمام جلاد يدعي أمام العالم بأنه يريد السلام أو راع له عبر مظاهر وقنوات دولية ليست أكثر من مجرد زبانية لهذا الجلاد الذي لم يصل إلى حد التشبع من سفك الدماء.
سقوط الأمم المتحدة هذه المرة كان مدوياً باعتراف أمينها العام بان كي مون، الذي أكد أن المؤسسة الدولية رضخت لتهديدات ماليّة، منحت السعودية القدرة على الخروج من دائرة “المحاسبة”، فقط لأنها تملك المال الذي يخولها شراء حق “النقض”، كي تستخدمه ضد كل ما يعارض مصالحها.
ويرى الوفد الوطني أن استمرار ولد الشيخ في تعاطيه غير المحايد وانصياعه للضغوط السعودية يهدد بنسف جهود السلام وعودة المشاورات إلى مربعها الأول.
وكان ذكر مصدر طلع أواخر الشهر المنصرم أنّ ولد الشيخ أقرّ في إحدى الجلسات بعد مطالبته بالتزام الحياد، بالضغوط التي يمارسها سفراء دول كبرى وإقليمية بقوله صراحةً: “إذا أردتم الاتفاق فعليكم العودة إلى السفراء”.
براءة الأمم المتحدة ووسيطها في المفاوضات من الحياد يأتي في وقت طار فيه ولي ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة وحصول السعودية بالمال أيضا على صك براءة أيضا من ضلوعها في أي دور في هجمات 11 سبتمبر، حيث قال مدير المخابرات المركزية الأميركية جون برينان أنه يتوقع نشر 28 صفحة سرية من تقرير للكونجرس الأميركي عن الهجمات تبرئ السعودية من أي مسؤولية عنها.
ويتوقع أن يبحث بن سلمان مع الإدارة الأمريكية فرصا وضمانات أكبر للخروج من المستنقع اليمني بأقل الخسائر فضلا عن طرق التخلص مما سيلاحقها من التزامات في التعويضات وأموال إعادة مادمره العدوان.
وبالعودة للوسيط المنحاز، يقطع الوفد الوطني الطريق أمام انتهازية ولد الشيخ ليؤكد أن الحل المقبول لليمنيين يتمثل في التوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنيه وتشكيل لجنة عسكرية وأمنية ووقف شامل ودائم للعدوان وفك الحصار الشامل.
وزاد على ذلك بالقول” إن أي حل لا يشمل وقف شامل ودائم للعدوان وفك الحصار الشامل والتوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنيه وتشكيل لجنة عسكرية وامنية فإنه لن يمثل حلاً مقبولاً للشعب اليمني”.
وللمزيد من إعاقة مسار المفاوضات التي يبرع في هندستها مبعوث الأمم المتحدة، تأتي مواقف المنظمة الدولية منسجمة مع ما تريده قوى العدوان التي تتعمد التعميق من معاناة الشعب اليمني في العدونا والحصار عبر تأجيل الخروج بأي حل توافقي خلال الأيام القادمة.
هذه الرغبة السعودية كشفت عنها وسائل إعلامها التي نشرت أخبارا عن تعليق المفاوضات إلى ما بعد عيد الفطر أي لنحو ثلاثة أسابيع معتقدة بأنها بذلك قد تمنح لمرتزقتها تحقيق شيء على الأرض.
ويرى مراقبون أن ثمة تغيرات في الاستراتيجية السعودية تظهر في الأفق، وتحركات جديدة وزيارات غير عادية ومواقف مستغربة من المراقبين والمتابعين للموقف السعودي من العدوان على اليمن بات أكثر ضبابية ستفصح عن مآلاته الأيام المقبلة.