قاتلوهم يعذِّبْهم اللهُ بأيديكم
من المؤكّـد أن اليمن حقّق انتصارًا واضحًا في العمليات البحرية ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية منذ بَدء عملية (طُـوفَان الأقصى) وُصُـولًا إلى عمليته النوعية التي استهدفت حاملة الطائرات “إبراهام”، التي تعتبر من ضمن الفئات الأقوى داخل سلاح البحرية الأمريكية، وبالتالي فَــإنَّ عودة السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر والعربي للانتشار في المنطقة تعتبر مرحلة جديدة من المواجهة.
المعركة الحاصلة تقر بأن اليمن يتصدى لمثلث الشر الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني وبدعمٍ من الخاضعين المستعربين من الدول المجاورة، وَأَيْـضًا فَــإنَّ اليمن قد غير محطة من محطات التاريخ حَـاليًّا، الذي تنعته دول العالم الكبرى بأنه من ضمن دول العالم الثالث بفقره وموارده المسلوبة، ولكنه واجه أقوى وأعتى دول العالم؛ مِن أجلِ نصرة القضية الفلسطينية، وأن هذا البلد قد جعل ممن يروا عظمة وانتفاخ العدوّ الإسرائيلي والأمريكي مَـا هو إلا عدو ضعيف وأن المتغطي به عريان ضعيف هارب.
اليمن اليوم يخوض حربًا مباشرة ضد رأس الشر الأكبر، بعد خوضه حربًا ضد أذرع الصهيوماسونية المتواجدة داخل الوطن العربي خلال 8 سنوات ماضية.
هو اليوم يقارع القوى العظمى كما تسمي نفسها ويهولها الإعلام الغربي والصهيوني المتحدث باسم الإعلام العربي ضمن حملة إعلامية ضروسة، فقد أثبتت قوات صنعاء بأن الولايات الأمريكية قوتها الخارجية ما هي إلا قشة تحَرّكها وتكسرها رياح اليمن كما أرادت، وأن الجيش الأمريكي في الحقيقة هو واهن وضعيف ولا يعتمد عليه، ولكن قدراته وإمْكَانياته العسكرية من استخباراته وَبسلاحه وعتاده المتمثل بسفنه وقطعه الحربية وطائراته الجوية هي من جعلته يهول نفسه بقوته ويتفاخر بها ليس إلا، واليوم وبفضل الله وَقوات صنعاء هَـا هي تتبخر هذه الاستعراضات، وتتناثر في الهواء لتُذر على أعين مهوليها.
وها هي قوات صنعاء اليوم أثبتت أن قطعه الحربية ومدمّـراته مُجَـرّد قطع حديدية لا طائل منها أمام بأس صواريخ ومسيّرات القوات المسلحة اليمنية، التي وصلت إلى مدمّـراته وحاملات طائراته وحقّقت أهدافها بدقة، وَأَيْـضًا أن قدرات الاستخبارات اليمنية ومعرفة حركة السفن سواء التجارية المتجهة نحو العدوّ الإسرائيلي أم المدمّـرات وحاملات الطائرات أقوى وأكثر دقة مما توقعها العدوّ، التي أقر بها العدوّ بنفسه بعد أن استهدفتها مؤخّرًا قوات صنعاء خلال عملية استغرقت 8 ساعات أعطبت بها الدفاعات الأمريكية، واستخباراتها والرصد الجوي والفضائي الأمريكي وكلّ صواريخه الدفاعية، وبالرغم من كُـلّ هذه الإمْكَانيات التي يملكها العدوّ إلا أن الأهداف العسكرية اليمنية تحقّقت بفضل الله تعالى.
هذه المعطيات تؤكّـد أن قوات صنعاء ما تزال قادرة على الاشتباك بهذا العدوّ كما وعدت مسبقًا، وكما صرحت بذلك القوات المسلحة اليمنية في بياناتها السابقة، مما يُحصّل معادلة جديدة مع الأمريكي والبريطاني ويجعله في حيرة بأن هذه الحروب التي يخوضونها مع قوات اليمن لم يستطيعوا تخطيها، وبالتالي هناك تحول كبير في الساحة العالمية ضد اليمن.
يمارس الأمريكي بعد جولة تصعيده التي شنها على اليمن إبراز قوته في كُـلّ مرة يُهزم فيها، ويعود مرة أُخرى ليُكشف عن أسلحة استراتيجية أُخرى يقدمها لمواجهة القوات اليمنية كطائرات جديدة كـ”الشبح” وحاملات طائرات كـ”إبراهام” لعله يحقّق انتصاراته من خلالها، وليختبر بها قدرات القوات المسلحة اليمنية في إعادة انتشاره في البحر الأحمر والعربي، مما يجعل أمريكا تصل إلى مرحلة العجز أمام عمليات قوات صنعاء رغم ما تملكه من أكبر أسطول بحري في العالم من قوات الحلف الأطلسي المتمثل في السفن الحربية وَحاملات الطائرات والمدمّـرات التي لطالما كانت تعتمد عليها أمريكا في حروبها مع الدول الأُخرى بشكل رئيسي، واليوم يشهد العالم مشهدًا مختلفًا أن هذا الأسطول فشل في تنفيذ مهماته وبدأ دورها يصبح تقريبًا شبه معطل أمام صواريخ ومسيّرات صنعاء.
ومع ذلك، في كُـلّ بيان للقوات المسلحة اليمنية تؤكّـد على استمرار تمسكها بالقضية الفلسطينية، مهما وسع العدوّ دائرة عدوانه على اليمن، وهذا ما أكّـده قائد الثورة -يحفظه الله- في كُـلّ خطاب له بأن ليس هناك قوة ستردعنا عن موقفنا الإنساني والأخلاقي والديني تجاه جرائم الإبادة التي تحصل في غزة ولبنان، موقفنا موقف مُستمرّ في حال استمر العدوان على غزة ولبنان، وعلى الباغي تدور الدوائر.