في ذكرى استشهاد الإمام زيد ” ع “.. الشعب يعلن الجهوزية لردع العدوان

بعدَ أسبوعَين على الحُشُودِ الغفيرة التي ملأت عشراتِ الساحات في كُـلّ المحافظات الحرة لتجديد الثورة في يوم عاشوراء، عاود اليمانيون الأحرارُ، تجمهُرَهم الحاشد والكبير المليء بالثوران في وجه الطغاة والمستكبرين والمحرفين، وعززوا من إرادَة وعزيمة ثورتهم واستقاء الدروس من محطة فارقة أُخرى تحل على الأُمَّــة، وهي ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام، حَيثُ ملأ مئاتُ الآلاف من أحرار الشعب عدداً من الساحات في عدد من المحافظات، في حين تصدرت عاصمةُ الصمود صنعاءُ على كُـلّ الساحات التي خرجت لإحياء هذه المناسبة التي تشد الأحرار إلى محطة ثورية رسخت من مبدأ الخروج على الظالمين وإصلاح الأُمَّــة وإنقاذها من بطش أعدائها، كما أحيت روحَ التضحية والفداء في سبيل الحرية والكرامة والعزة الحقيقية.

إيمان حقيقي راسخ
وفي مسيرة العاصمة صنعاء أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن أبناء الشعب اليمني بمواقفهم المشرفة والبطولية والمستمرة والثابتة، عبروا عن حقيقة إيمانهم بالله وكتابه وبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبتهم لله ورسوله ولأهل بيته.

وأشار إلى أن الشعب اليمني يحيي هذه المناسبات ويعبر بصدق عن وفائه لله وكتابه ورسوله وأهل بيته، وأنه بإحيائها لا يحيي مناسبات طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية، بل يحيي الدين العظيم في النفوس، وليجدد التمسك بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقال العلامة شرف الدين: “إننا حين نحتفل ونقيم مثل هذه المناسبة إنما نعلي من منار وشأن الإسلام ونكرس في نفوسنا تلك المبادئ والقيم التي جاء من أجلها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونزل من أجلها القرآن وضحى من أجلها صحابة رسول الله وأئمة أهل بيته عليهم السلام”.

وأضاف: “اليوم يحرق كتاب الله مرارا وتكرارا على مرأى ومسمع العالم، وولاة الأمر لم يفعلوا شيئا ولم يحركوا ساكنا ولم يجيدوا سوى الإدانة والشجب والاستنكار لا غير، وفي نفس الوقت يطبعون مع اليهود والنصارى، ويستقبلون السفير السويدي الذي في بلاده أحرق القرآن وانتهكت المقدسات الإسلامية وجرحت مشاعر المسلمين في أرجاء الكون ولن يفعلوا شيئا”.

وأكد مفتي الديار اليمنية، أنه عندما سكتت الأمة على انتهاك كتاب الله وترك عترة رسول الله، ضاعت الأمة وهانت وذلّت وانتهك العالم حرماتها.

وتابع: “أصيبت الأمة في مقتل حين تركت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ما جعل الإمام زيد بن علي عليه السلام أن يخرج”

ولفت إلى أن أمريكا بعد عجز أدواتها عن ثني إرادة الشعب اليمني، أتت بجيوشها وأساطيلها لدعم مرتزقتها، لكن هذا الأمر لن يغير شيئا في المعادلة ولن يكسر إرادة الشعب اليمني.. مؤكداً أن شعب اليمن انتهج نهج أهل البيت وحبُب في قلبه الجهاد والاستشهاد ولن يركع لغير الله.

وأوضح أن الشعب اليمني بنقاء قلبه وطهارة سريرته ووضوح أمره، حيّر العالم بصموده الأسطوري، وسيظل يحير العالم حتى يأذن الله بالنصر المؤزر والفتح المبين.. لافتا إلى تمسك الشعب اليمني بالمبدأ الذي خرج من أجله الإمام زيد.

وقال مفتي الديار اليمنية: “اليوم ظهر الحق ونحن في زمن الغربلة، انتهكت محارم الله وأحرق القرآن ولم يحرك ولاة الأمر ساكنًا تجاه هذه الجريمة”.

وأشار إلى أنه عندما صرحت كندا بأن السعودية تنتهك حقوق الإنسان قطعت الأخيرة العلاقات معها، وعندما قال وزير الإعلام بلبنان إن الحرب في اليمن عبثية قامت الدنيا في السعودية ولم تقعد، واليوم كتاب الله ينتهك ولم يفعلوا شيئا.

وأكد أن الشعب اليمني سيستمر على نهج محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته الواضحة والبينة .. مبيناً أن أهل اليمن الذين وصفهم النبي الأعظم بأنهم شعب الإيمان والحكمة ما كانوا كذلك إلا لأنهم تمسكوا بكتاب الله وعترة النبي.

على درب حليف القرآن
وفي سياق الالتفاف الشعبي الكبير حول المحطات التاريخية التي تشد الأُمَّــة نحو عظمائها لاستمداد المزيد من الدروس والعبر على مسار مواجهة امتداد الطغاة والجبابرة، أقيمت في جميع المحافظات الحرة مسيرات جماهيرية مركزية حاشدة إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد -عليه السلام-، في حين احتضنت كافة المديريات في المحافظات فعاليات مماثلة، عكست مدى التصاعد الثوري والتمسك القويم بنهج قادة الأحرار والثورات الفارقة.

وأكّـد المشاركون في المسيرات والفعاليات، السير على درب حليف القرآن والاقتدَاء به والتمسك بالقيم والمبادئ التي ضحى مِن أجلِها، وتجسيد مواقفه وأخلاقه قولاً وعملاً، داعين إلى الاستمرار في التحشيد ورفد الجبهات حتى طرد الغزاة والمحتلّين من كُـلّ شبر من أرض اليمن، معتبرين ما يتعرض له أحفاد الأنصار من ظلم وطغيان اليوم هو امتداد لجبروت الطغاة والمستكبرين.

ولفت المشاركون إلى ضرورة التمسك بنهج الإمام زيد -عليه السلام- في مواجهة قوى الباطل ورفض الذل والخنوع حتى تحقيق الحرية والاستقلال، مستنكرين الصمت الأممي المعيب تجاه ما ترتكبه دول العدوان ومرتزِقتها من خروقات للهُـدنة.

وأوضح المشاركون أن العدوانَ على اليمن باء بالفشل ولجأ إلى التهدئة لترتيب أوراقه في المناطق التي تقع تحت سيطرته، مؤكّـدين الجهوزية لتقديم المزيد من التضحيات حتى طَرْدِ الغزاة والمحتلّين.

ونوّه المشاركون إلى استشعار الإمام زيد -عليه السلام- للمسؤولية تجاه ما كانت تعانيه الأُمَّــة وعمل على إحقاق الحق وإقامة العدل، .. موضحين أن ثورة الإمام زيد -عليه السلام- تفجرت في وجه الإجرام الأموي، وأن رؤية الإمام زيد استنهضت علماء الأُمَّــة للتحَرّك لمواجهة الباطل.

جاهزون لكل الخيارات
البيان الصادر عن المسيرات الحاشدة أوضح أن خروج أبناء الشعب اليمني اليوم هو للتعبير عن مدى الارتباط برموز القرآن الكريم وأعلام الهدى كالإمام زيد عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادا لثورة جدة الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل، لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة وأعطت للحق حيويته في واقع الأمة.

وأشار إلى أن الإمام زيد بن علي قدم نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، وأعطى للحق حيويته متحركا في نصرة كتاب الله تعالى وإنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين والظالمين.

ولفت إلى أن الإمام زيد عليه السلام كان يرى أن من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل التي تستهدف الأمة في كل شيء.. مشيرا إلى أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة.
وأوضح أن المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، وكذا الامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، في مواجهة الطغاة والمستكبرين.

وذكر أن الشعب اليمني، ومن واقع انتمائه الإيماني، معني بالتحرك والتصدي للأعداء الذين يستهدفون الأمة بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدف به في عصر الإمام زيد بن علي.

وقال بيان المسيرات: “وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة”.

ودعا البيان الأمة الإسلامية في كل البلدان إلى اتخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية.

وأكد على الموقف الثابت والمبدئي للشعب اليمني تجاه القضية والشعب الفلسطيني حتى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الصهيوني.

كما أكد الوقوف إلى جانب شعوب الأمة في مظلوميتها في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.

ودعا تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على اليمن، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار والكف عن المؤامرات الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.

واعتبر الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز، عدوانا مكتمل الأركان والشعب اليمني وقيادته وجيشه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر.

وأضاف: “نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر”.

ودعا البيان أبناء الشعب اليمني إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء وردعهم وتطهير البلاد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم.. حاثا الجميع على استلهام دروس الثبات والوفاء والوعي والبصيرة من مدرسة الإسلام وأعلامه الأبرار كالإمام زيد ورفاقه.