عن بلاغ الفارغين لدعم المعتدين.. بقلم – هاشم أحمد شرف الدين
نص اتفاق السلم والشراكة على تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم أنصارالله والحراك الجنوبي، وعند تشكيل حكومة بحاح، حرص “هادي” على أن تضم أسماء يمكن حسابها على أنصارالله لا أعضاء منتمين لهم، وكان المعيار الأول في اختيارهم هو “الخلاف” مع أنصارالله.
حسن زيد أمين عام حزب سياسي محسوب رغما عنه على أنصارالله لكنه حينها أقرب إلى هادي وحزبه ضمن تكتل المشترك، وقبول محمد عبدالملك المتوكل “ابنة” شهيد سياسب بارز يمكن توظيفه كواحد من كفاءات أنصارالله، وقد قبل زيد واعتذرت قبول..
فما الذي رامه هادي من تلك الخطوة؟
لقدحاول هادي أن يضلل اليمنيين والمجتمع الدولي بكذبة مفادها: “لقد تم تمثيل أنصارالله في الحكومة إنما من تيارات محددة داخلها”..
اليوم يتكرر المشهد، تحت غطاء حوار تفاهم في مدينة عمان الأردنية تنظمه منظمة ألمانية وبرعاية ولد الشيخ المبعوث السعودي الأممي، فمن بين الأربعة عشر مشاركا في التفاهم، هناك إحداهم “أبوها” شهيد من أبرز كفاءات أنصار الله وأشهرها على مستوى دولي.
وأحدهم ” إبنه ” شهيد من أنصارالله استشهد في جبهة قتال على الحدود اليمنية السعودية قريبا.
وأحدهم هو أمين عام ذلك الحزب السياسي ذاته، إنما وقد أصبح محسوبا بشدة مؤخرا على أنصارالله لتأييده الإعلان الدستوري ولرفضه العدوان السعودي الأمريكي.
فيما لم يشارك أي ممثل عن أنصارالله في هذا التفاهم.
فمن المستفيد من هذه الخطوة، وهل هي عفوية؟
سؤال راودني منذ الإعلان عن ما يسمى ببلاغ صادر عن هذا اللقاء يوم أمس حتى توصلت للإجابة..
لقد وضعت موافقة أنصارالله على قرار مجلس الأمن رقم 2216 المجتمع الدولي أمام حرج سياسي كبير، إذ أسقطت كل مبررات استمرار العدوان على السعب اليمني..
وظلت الموافقة ورقة يشهرها وفد أنصارالله بوجه سفراء الاتحاد الأوربي والمنظمات الدولية وبعض سفراء دول معينة عند كل لقاء يجمعهم بهم في مسقط أو غيرها، ولم يكن لدى أولئك السفراء أي حديث يمكنهم إضافته على تلك الموافقة، غير أن المجتمع الدولي – الذين هم سفراء دول مؤثرة فيه – لم يتحرك خطوة واحدة لوقف العدوان، مما وضع حكوماتهم في حرج أمام أنصارالله وأمام المنظمات الإنسانية والسياسية وأمام شعوبهم، فكان لا بد من محاولة لتضليل كل أولئك تماما كما فعل هادي سابقا عند تشكيل حكومة بحاح.
تحركت المنظمات الدولية المشبوهة لتعقد عدة لقاءات تدعي مشاركة كل المكونات اليمنية أو فئاته المجتمية، لتصدر في ختامها “بلاغات” تخدم أجندة العدوان، وترفع عنه كل جرائمه، ويقدم بعضها مبررات لاستمراريته.
“بلاغات” تقول للعالم: “هذا ما يريده اليمنيون كل اليمنيين” في عملية تضليل أخرى على المجتمع الدولي، وعلى برلمانات الدول المؤيدة للعدوان، وعلى شعوبها أيضا..
“بلاغات” مزورة مشوهة لإرادة الشعب اليمني، يقبل بعض “الفرغ الفارغين” المشاركين بها أن يكونوا “مطايا” لا أكثر لمخططات المعتدين، بحثا عن حضور أو دور، أو مال أو إطراء يشعرهم بأنهم يمثلون رقما أو قيمة أو وزنا، متسلقين على أرواح شهداء، وأشلاء جرحى، غير عابئين بأنين أمهات مكلومات في أطفالهن، وغير مكترثين بدموع رجال حرمهم العدوان من أسرهم بكاملها أطفالهم وزوجاتهم وأمهاتهم وآبائهم وإخوانهم..
فارغون غادروا الوطن هربا من القصف، وأخذوا خارجه يدعمون موقف القاصف..
فرغ بحثوا عن أمان لهم خارج وطنهم، وراحوا يساعدون المجرمين على إشاعة المزيد من الخوف داخله.
ويحسبون أنهم وطنيون ويحسنون صنعا.. وينتظرون تصفيقا منا ومدحا !!..
لا والله فمالكم منا سوى البراءة منكم، ومالكم سوى ما تستحقونه من مهانة الارتزاق، أو وبال الغباء والاستحمار، فلتبقوا هناك حيث أرخصتم سعركم..
أما شعبنا فشكرا لصبره، وشكرا لثقته بالله تعالى فمعهما يميز الخبيث من الطيب يوما بعد يوم..
وسلام الله على أمي التي طالما ظلت تردد منذ سنوات هذا المثل: “يد الفارغ في النار”..