صحيفة “أوريان 21” الفرنسية: تحالف الحرب يتخبط وساق بفشله لتفتيت اليمن

إستبعدت صحيفة (أوريان 21) الفرنسية تحقيق تحالف الحرب الذي تقوده السعودية على اليمن أي إنتصار في ما وصفته بالمستنقع الذي يتخبط فيه هذا التحالف فيما يسوق بفشله الى تفتيت اليمن ودعم الحركات الانفصالية والمتشددة ودون أي مراعاة للمعاييرَ الإنسانيّة المتَّبَعة في هذا النوع من الاعمال العسكرية.وقالت الصحيفة في تحليل مطول تناول إخفاق وفشل تحالف الحرب فيما أُطلق عليها عملية (عاصفة الحزم) في اليمن ” إن العملية العسكرية التي تعرضت لها قوات التحالف مؤخراً وأسفرَت عن مصرعِ نحو 60 جنديّاً “تُجسِّد المستنقع الذي يتخبَّط فيه صراعٌ بدأ منذ ستّة أشهر دون أن يؤدّي إلى أيٍّ انتصار”.
وأوضحت الصحيفة في التحليل الذي اعده الباحث الفرنسي المتخصص في شئون اليمن الدكتور لوران بونفوا أنه “منذ البداية ظهر مشروعُ الهجوم السعودي على اليمن على “حدٍّ من الرداءة”، فضلاً عن كونه لا يراعي المعاييرَ الإنسانيّة المتَّبَعة في هذا النوع من العمليّات.
وأكد تحليل الدكتور بونفوا والذي أعد العديد من الدراسات الميدانية في اليمن وعلى دراية بطبيعة البلاد وطبيعتها السياسية والاجتماعية والثقافية أن هذا التحالف ومن خلال التمعن في مجريات الأحداث في اليمن، لا يتسم بالكفاءة “أوّلاً، على الصعيد العملياتي، فيما يشكِّل صمود اليمنيين واقعةً ملفِتة للنظر”.
واشار الى مفاجأة هجمات قوات التحالف المدنيين حتى موظَّفي الأمَم المتّحدة في صنعاء الذين قضَوا بضعةَ أيام تحت القنابل قبل التمكُّن من مغادرة البلد، فيما لم يتمكَّن المدنيّون الذين لم يُنذرهم أحد من التزوُّد ببعضِ المَؤونة أو من ترتيبِ فَرارهم إلى المناطق الريفية الأكثر هدوءً.
ورأى كاتب التحليل أن “الفشلُ الثاني هو بالأحرى سياسي. فإن كان هدفُ التحالف المعلَن إعادةَ تثبيتِ شرعيّةِ الحكومة التي يقودُها هادي، لقد أصبحَ هذا الأخير اليوم إلى حدٍّ كبير خارج اللعبة، وأكثر عجزاً من أن يستعدَ زمامَ الأمور. وهو يوصَف دون حرجٍ كشخصيّة لا سلطة ولا هيبة كبيرة لها”.
ولفت الى فشل ثالث كما يؤكد الكاتب “يتعلق بالحفاظ على وحدة اليمن”، قائلاً “لقد صدّقت (عاصفة الحزم) المركّزة على عدن، بطريقة ما على عمليّة تفتُّت اليمن، سامِحةً للحركة الإنفصاليّة بالحصول على دعمٍ عسكري وببسطِ سيطرتها المباشرة على الأرض”.
واستشهد كاتب التحليل بإحتفال الجماعات الانفصالية والمتشددة بما سمي “بتحرير عدن” والتي رفع فيها أعلام الانفصال التي تمثل علم اليمن الجنوبي السابق ذات النجوم الحمراء ووعودٍ بما اسمي “إعلان الإستقلال”.
كما اشار الى الاستخفافُ بالمسألة الإنسانيّة .. مؤكداً ان ذلك “جليٌّ ويجب أن يكفي وحدَه للتساؤل حول التبعيّة الراهنة”.
واوضح في هذا الصدد ان الهدنات الإنسانيّة المزعومةُ التي أعلَنها التحالف لم تخفف بأيِّ شكلٍ من وطأةِ الحصارِ المفروضِ منذ بدء العدوان في شهر مارس الماضي، كما لم ينتج أيُّ تحسُّن يُذكَر عن وصولِ المساعدات الإنسانية .
ولفت الى ما قامت به قواتُ التحالف على نحو مُتعمَّد من قصفِ وتدميرِ ميناء الحديدة المطلِّ على البحر الأحمر وابقائها لميناء عدن الوحيدَ القادرَ على استقبالِ المعونةِ الإنسانيّة والتي يعتمدُ عليها ما يقاربُ 30 مليون يمني، في الوقت الذي تحذر فيه وكالات الأمم المتّحدة من خطر مجاعة جدي في اليمن .
وعلاوة على هذا الاستخفاف بالبشر أشار الكاتب أنه “من زاويةٍ أخرى أكثرَ دلالةً، لا يمكنُ وضعُ الاستخفافَ الذي تمَّ التعاملُ به مع التراثِ التاريخي خارجَ الحسابَ”.
وقال في هذا الصدد انه حين نلاحِظ إجماعاً في الوعي الأوروبي على أنَّ تدميرَ تدمر في سوريا تجسيدٌ لبربريّة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سبق أن أصابَ القصفُ السعودي الجوّي مدينةَ صنعاء القديمة المسجّلة في قائمة منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، بالإضافةِ إلى عدّة متاحف ومواقع أثريّة.
واكد ان حجم الدمار في عدن وتعز ينذر بمصير أسوأ قد يصيبُ صنعاء في حالِ أُطلِق هجومٌ برّي على العاصمة.
كما تحدث الكاتب في احدى فقرات التحليل وجاءت بعنوان (هشاشةُ القيادةِ السعودية) عن هدفُ رابع للسعوديين في اليمن إعتبره ضمنيٌّ وتمثل في “تدعيمَ شرعيّة الملك الجديد سلمان وابنه محمد بن سلمان، وزيرِ الخارجية الشاب”.
وقال “بلا شكّ أنّ المناورة لتنصيب هذا الأخير نائب الأمير وليَّ العهد، عوضاً عن آخرين أكبرَ سنّاً في العائلة الحاكمة، تتطلَّب من هذا الأميرِ الشاب، لاعبِ الظل، أن يُثبِت جدارتَه. في هذا السياق، بَدت الأرضيّةُ اليمنيّة مناسِبةً تماماً للغرض المبتغى”.
واوضح قائلاً “بيدَ أنّه من المؤكَّد أنّ الأمورَ لم تجرِ كما كان مخطَّطاً لها، وإن لم يكنْ الملك سلمان وابنه عرضةً لمعارَضةٍ صريحةٍ ورسميّةٍ في المملكة السعودية” .. مشيراً الى ان الاختراقاتُ المتكرِّرة للأراضي السعودية واطلاقُ “صواريخ سكود باتِّجاه مدينة نجران الحدوديّة تشكّل علاماتِ هشاشة، بالإضافة إلى الخسائرَ السعوديّة والإماراتيّة التي لا يَسَعُها إلا أن تثيرَ تساؤلات”.
كما أكد الكتاب في تحليله أن المتشددين هُم المنتصرون الوحيدون من هذه الحرب .. مشيراً الى ان الداعمين الدوليين للعدوان السعودي لا يسعهم أن يتجاهلوا إلى أي حدٍّ تخدمُ بنيةُ الصراع الجماعات المتشددة.
واوضح ان التحالف لم يقصف المواقع التي استولَت عليها جماعاتٌ تُجاهِر بانتمائها إلى تنظيمِ القاعدة في جزيرة العرب في المكلّا شرق البلاد.

سبأ

#فج_عطان: