رسالة الاحتجاج السعودية.
تقارير | 15 سبتمبر | طالب الحسني: في تناقضٍ صارخٍ قدمت السعوديةُ رسالةَ احتجاجٍ لمجلسِ الأمنِ الدولي، لما سمتهُ تعرضَها لانتهاكاتٍ وتدميرٍ في بنيتِها التحتيةِ نتيجةَ تعرضِها لقصفٍ صاروخيٍّ متناسيةً أن ذلكَ كان رداً على عدوانِها المستمرِّ على اليمنِ واستباحةَ سيادته.
رسالة احتجاج سعودية لمجلس الأمن الدولي، يبدو أن كتابتها قد احتاجت لتعويذات خاصة لصرف طقوس العربية وإعلام السعودية على مدى ثمانية عشر شهراً.
وليس الغريب في الاحتجاج السعودي هو لغة البراءة والمظلومية التي قدمتها الرسالة بل التناقض الصارخ بين ما يعلنه إعلام السعودية طول الفترات الماضية وبين مضامين الرسالة.
ففي الوقت الذي كانت السعودية تطلق تطمينات شبه يومية بمقدرتها على التصدي للصواريخ الباليستية التي تأتي رداً على استمرار العدوان تضع رسالة الاحتجاج تقريراً تفصيلياً غير دقيق ولكنه يثبت عكس ادعاء الإعلام السعودي.
يشهد هذا التناقض الصارخ بكذب إعلام السعودية أو عدم إرسال هذا الادعاء للمعلمي لمحاولة توليفه فهو هنا يثبت تدميراً في البنية التحتية ما يعني أن ادعاء اعتراض الصواريخ الباليستية كانت مجرد تغطية غير مدروسة.
في الجانب الآخر تتحدث الرسالة عن انتهاكات تتعرض لها السعودية وتنسى الأخيرة أنها تشن عدواناً سافراً وغير مبرر وترتكب مجازر يومية بحق اليمنين فضلاً عن التدمير والاستهداف للبنية التحتية ومقدرات الدولة.
ما يثبت أن السعودية تعيش حالة إنفصال تام عن الواقع وهي غير مستوعبة أن مواجهات الحدود واستهداف أهداف عسكرية سعودية تأتي رداً على عدوانها على اليمن واستباحة سيادتها.
وما يثير الشفقة في مضامين الرسالة الخلط الركيك بين إبداء رغبة السعودية في الحل السياسي في الوقت الذي تستمر في تحشيد المرتزقة وتمويلهم عسكرياً ومادياً عدا عن عشرات الغارات التي تشنها طائرات العدوان بشكل يومي.
ومجدداً لا تخرج الأمم المتحدة عن مسار النفاق الدولي إذ سرعان ما جاءت تصريحات بان كيمون متعاطفة مع الدولة التي تشن عدواناً علنياً وكأنها كانت تنثر الورود على اليمنيين على مدى أكثر من عام ونصف.
والغريب أن ينصت بان كيمون لمقارنة تثير السخرية وشر البلية ما يضحك.