رئيس حكومة الإنقاذ: الشعب اليمني وهو على عتبة العام الثامن للعدوان يخطو بخطوات واثقة نحو النصر (نص المقابلة)

أكد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أن الشعب اليمني وهو على عتبة العام الثامن للعدوان يخطو بخطوات واثقة نحو النصر.

وقال بن حبتور في مقابلة على قناة المسيرة، عرضت مساء اليوم السبت، إن السعودية لا تريد أي حل يهدف إلى حلول نابعة من المجتمع اليمني، وإن الحل الذي كاد أن يُنجز داخليا قطعته السعودية بعدوانها.

 

وأضاف أن الحرب الاقتصادية والحصار فرضه تحالف العدوان منذ اليوم الأول والآن هناك تصعيد في هذا المجال بهدف مقايضتنا به.

 

ولفت إلى أنه لا يجب مقايضة الجانب الإنساني بالواقع العسكري، فالمواطن اليمني في كل المناطق هو المتضرر من هذه المعادلة.

 

وأردف بالقول: رفضنا مبدأ عسكرة الأزمة منذ اليوم الأول والجميع يذكر أن التحالف هو الذي هاجم كل اليمن عسكريا في 26 مارس 2015.

 

وذكر بن حبتور أن في كل العالم عندما تحدث حروب وصراعات يفتحون ممرات آمنة للمدنيين أما في اليمن فالحصار مطلق على المناطق المحررة.

 

ولفت إلى أن الفرنسيين والأوروبيين حاولوا إيجاد دور بهدف حل الأزمة في اليمن لكنهم يخافون من البعبع الأمريكي.

 

وأشار بالقول: نقدّر معاناة الناس نتيجة الحصار الاقتصادي ولكن هذا لن يدفع اليمن للرضوخ والاستسلام.

 

مؤكدا أن المعركة اليوم معركة التاريخ وليست فقط الجغرافيا، وهي معركة الحاضر والمستقبل.

 

وأضاف: نحاول قدر الإمكان عمل كل الإجراءات لتخفيف معاناة الناس وتحقيق مصالحهم.

 

وأوضح أن الحكومة ليس لديها إيرادات حتى يُجففها العدوان، فكل الإيرادات موجودة في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال.

 

وأشار إلى أن حكومة العملاء مسؤولة عن كل الإيرادات، بينما حكومة صنعاء ليس لديها إلا النزر اليسير من أمور لا تستحق الذكر.

 

ولفت إلى أن الحكومة، مع ذلك، منعت السوق السوداء، واللهث وراء صرف العملات كما يحدث في أسواق عدن وأسواق حضرموت، واتبعت عدة إجراءات لمواجهة الأزمة.

 

وأكد أن الجهات الاقتصادية والأمنية لن تسمح لأي تاجر باستغلال الأزمة بحجة الحرب الأوكرانية الروسية

 

وقال: نحاول تكثيف مجموعة اللجان المكلفة لمراقبة الأسعار وضبطها وهذا الأمر ضمن مهامنا اليومية.

 

وأوضح أن الحكومة تسعى باستمرار في كل ما يمكن لمعالجة أزمة المرتبات لكن هذا الأمر بحاجة إلى إيرادات الدولة وهي تحت سيطرة الطرف الآخر.

 

وبين أن الإيرادات التي لدى الحكومة محدودة، مشيرا إلى أن حكومة المرتزقة تستحوذ على 93% من الإيرادات، بينما حكومة تعمل بــ7% ولديها 25 مليون نسمة مقابل 5 ملايين نسمة في مناطق حكومة المرتزقة.

 

وذكر أنه رغم هذه الصعوبات فإن حكومة صنعاء تعمل على ضبط الأمن، وضبط البنك، وضبط السوق، بالإضافة إلى ضبط العصابات التي يرسلوها للمناطق الحرة.

 

وأردف بالقول: لو ذهبت إيرادات المشتقات النفطية للمواطن ستُحل 90% من المشاكل مثل موضوع الراتب ومشكلة المشتقات النفطية وأسعارها.

 

موضحا أن إيرادات المشتقات النفطية اليمنية تسيطر عليها عصابة، تبيع هذه الثروات وتحول إيراداتها للبنك السعودي في الرياض.

 

وفي تعليقه على المستجدات العالمية والإقليمية أوضح بن حبتور أن المشروع الغربي الاستعماري يريد إخضاع المنطقة برمتها من أجل حماية الكيان الصهيوني.

 

وذكر أن المقاومة أحيت نزعة الحرية ورفضت المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة وساندت الشعب العربي الفلسطيني.

 

ولفت إلى أن إيران رفعت راية المقاومة منذ انطلاقتها الأولى في 1979 وهذا شيء يشرفها ويشرف كل حر.

 

وفي ختام المقابلة توجه رئيس الحكومة بالتهنئة لشعبنا اليمني العظيم الذي صمد طيلة 7 سنوات في مواجهة العدوان.

 

 

 

نص المقابلة:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مشاهدينا الكرام إلى هذا اللقاء الخاص الذي نجريه مع معالي دولة رئيس الوزراء الدكتور/ عبدالعزيز بن حبتور في الذكرى السابعة للعدوان الأمريكي السعودي على اليمن.

 

للوقوف على إنجازات وتحديات سبع سنوات من المواجهة التاريخية في اليمن، نحاول الوقوف أمام التطورات المتسارعة رغم كثافتها في مسار المعركة، وأيضاً نتحدث عن أوجه الحرب التي تتداخل بين العسكري والسياسي والاقتصادي والإنساني، وأيضاً نتساءل في هذا الحوار واللقاء الخاص عن خيارات حكومة الإنقاذ في ظل متغيرات إقليمية ودولية لها انعكاساتها على اليمن، كما نُخصصُ مساحةً في هذا الحوار عن خِططِ الحكومة في مواجهة تصعيد الحرب الاقتصادية على امتداد جغرافية اليمن.. وأيضاً نضعُ أسئلة الناس تجاه الحكومة، خُصوصاً فيما يتعلق بتداعيات أزمة المشتقات النفطية.. وأيضاً ملف نهب الثروات، وأيضاً نتوقف عند معالجة الاختلالات في أداء الدولة، وأيضاً في الأداء الحكومي.

 

بدايةً أُرْحبُ بك معالي دولة رئيس الوزراء د. عبدالعزيز بن حبتور، على شاشة المسيرة ضيفاً عزيزاً..

** أهلاً وسهلاً.. حياكم الله..

* طبعاً بحكم المناسبة سنبدأ دكتور عبدالعزيز من التطور الذي نعيشهُ اليوم، ونحن على مشارف العام الثامن، وأيضاً طوينا سبع سنوات من المواجهة التاريخية.. البعض يقول: إنه على مدار تاريخ الحروب، تَضْعُف الدول، وتَنْكَسِر إرادَتُها.. إرادة شعبها، فهل أضعفت الحربُ اليمن؟، وكَسَرَتْ إرادَتَها الثورية؟

** بسم الله الرحمن الرحيم.. شكراً جزيلاً أولاً لكم شخصياً، ولطاقمكم في قناة “المسيرة” على هذا الحوار.

نحن بطبيعة الحال، عندما نحتفي عند نقطة واحدة وهو التحول من عامٍ إلى عام، نرصُدُ فيه جملةً من المنجزات الكبيرة التي تحققت، أو الإخفاقات الأخرى إذا صادفناها.. سؤالك يقول: إن الحروب إما تُضعفْ طرفاً، أو تُقوي طرفاً آخر؛ لأن المعركة هي معادلة بين طرفين.

* مقاطعاً: لكن اليمن في هذه المعادلة عادة تكون في المربع الضعيف.

** عادةً.. عادةً.. أولاً من خلال القياس المادي، وأحياناً المالي وخلافه، لكن نحن نشعر أننا خلال سبع سنوات ونحن بدأنا تقريباً من الصفر في العدوان، وهم يُصرحون بالواضح: أنهم قضوا على كذا معسكر، كذا لواء، كذا جندي…إلخ، وطلعونا من الأسبوعين الأوليين، أو الشهرين الأوليين صفر، أننا يمكن عادنا نصمد أسبوع، أسبوعين، وبالتالي سيَملُونا علينا تلك الشروط التي يحاول البعض أن يُمْلِيهَا على شعبنا اليمني.

نحن نقول: إنه من خلال المُعطيات نُلاحظ أنَّ هناك تصاعد تدريجي بدأنا من اللاشيء، وأصبحنا اليوم في العام الثامن للعدوان أن نُحقِّقَ شيئاً من التَوَازُن، التوازن على المستوى العسكري، التوازن على المستوى الأمني، بل نتفوق في جوانب كثيرة، في الجوانب العسكرية، وأيضاً في الجانب الاقتصادي، وكل هذه عندما نجمعها معاً نشعر أن الشعب اليمني في عامه الثامن يَخْطُو بخطواتٍ واثقة نحو النصر.

* يعني عنصر الزمن في هذه المواجهة دكتور عبدالعزيز يضع الكثير من الناس أسئلة، وبمتابعتهم لمنطق الطرف الآخر، يقول بأن اليوم الوقت لمصلحته، تحدث أيضاً أكثر من مسؤول من تحالف العدوان بأنه ما به مشكلة، تطول الحرب، نحن لدينا المزيد من الوقت، والكثير من الإمكانات، وبالتالي بالنظر إلى ما تحقق اليوم على أرض الواقع، الوقت في صالح من في الأخير؟

* بالعكس.. الوقت لصالح الشعوب، الشعوب المظلومة، والشعوب التي فُرضَ عليها هذا العدوان، صحيح نحن أتينا العام السابع، وداخلين العام الثامن، وصحيح أن شعبنا اليمني حُوصِر، وأُغْلِقَتْ عليه المنافذ، من الجو، والبر، والبحر، لكن هناك شيء آخر ((يتفولذ)) داخل المجتمع اليمني، وهي أولاً تمسك المواطن بأن العدو هو ذلك العدو لم يتغير، من أول طلقة إلى اللحظة التي نعيش فيها في هذه اللحظة، أيضاً الالتفاف الجماهيري حول القيادة الثورية، وفي بداية العدوان لم يكونوا بهذه الأعداد، ولم يكونوا بهذه الشرائح، ولم يكونوا هؤلاء المثقفين، سُوى من اصطف منذ اليوم الأول مع العدوان هؤلاء حتى جزء منهم بدأ يُراجع حسابه ويعود.

أما من وقف مع قائد الثورة، والمجلس السياسي، والله إنه مستمر إلى الآن، والعدد يتزايد؛ لأن هناك قناعة أصبحت تتحول عند الناس، أنَّ هذا العدو الحقيقي هو يريد يكسر إرادة الإنسان، يعني لو فرضنا أن قائد الثورة قبل بجزء غير معلن حتى من شروطهم ليخلوه ملك، مش رئيس، وبالتالي يعرفون الناس كم هي التضحيات الكبيرة التي قُدِمَتْ من قِبَل أولاً: قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدرالدين الحوثي، والمجلس السياسي، وفخامة الرئيس، وحكومة الإنقاذ، كل الأطراف أصبحت كلها قَدَمت من جُهدها وعرقها، ومن أُسَرِها، هذا يُقدِّره المواطن، المواطن الذي يكتوي اليوم بمكاوي كما يقولون: الحصار، وأيضاً الإغلاق.

 

طبعاً.. مسارات المعركة، نحن أيضاً سنتطرق، خصوصاً ونعطي حيزاً لموضوع الحرب الاقتصادية، باعتبارها تمظهر الآن الأوضح في المسار الحاصل، لكن نلاحظ قدرة كما أشرتم، قدرة الشعوب على تحمل المواجهة، توقفت عند بعض التصريحات لمسؤولين أمريكيين هم المعنيون بإدارة هذه المعركة، يقولون: بأن الحرب في اليمن باتت بلا أفق، بل البعض منهم قال تحديداً: إن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض في اليمن حرباً بلا استراتيجية واضحة، هذا استناداً إلى أنه وكما أشرتم أن الحرب كانت أسبوعين، أو ثلاثة أسابيع، أو شهر بالكثير، بل البعض منهم قال: إن الولايات المتحدة تخوض حرباً بلا استراتيجية واضحة، وبالتالي في مسار معركة طويلة، البعض يقول بأن اليمن قد يخوض حرب استنزاف تُفْرض عليه؟

* أولاً: حينما خطط المخططون لهذا العدوان، الحقيقة هم وضعوا يعني أولاً: السعوديون أعطوا وعداً أنهم خلال أسبوعين، إلى شهرين بالكثير، وسينهون هذه المعركة، طبعاً الحروب عندما تدخلها لا تعرف بالضبط متى ستنتهي؟، تعرف متى تطلق الطلقة الأولى، لكن لا تعرف متى تكون الطلقة الأخيرة؟ القضية الأكثر إحراجاً لهم أنهم يدخلون في مغالطة إعلامية من الناحية الإعلامية، من الناحية الأخلاقية، من الناحية السياسية، من الناحية الثقافية، وأيضاً المعنوية، يدخلون في تناقض مع ذاتهم منذ اللحظة الأولى، يعني أنه كثير من الإدعاءات التي ادعوها حينما بدأ العدوان، الموضوع ليس كما أعلنوها في وسائل إعلامهم، ولا في بياناتهم، وتحول هذا الموضوع إلى ارتدادات سلبية عليهم في الكثير من المواقف، والكثير من الاتجاهات.

المذيع مقاطعاً.. حتى الأمريكي لاحظ هذا بشكل واضح.

* حتى الأمريكي.. حتى الأمريكي.. يعني هم لديهم مساحة واسعة من حرية الطرح، لكن هذا متى؟، عندما تكون الأمور طبيعية، لكن عندما تتعرض مصالح الولايات المتحدة الأمريكية للخطر، فهم يستطيعون إغلاق كل القنوات التي تتحدث بالرأي الآخر، مش نحن نتحدث، نحن يصل صوتنا بشكل محدود إلى المستمع، والمستهلك للخبر في المجتمع الأمريكي والأوروبي، لكن هناك أصواتاً، وهناك آراءً تطرح، وظهرت على السطح، وبرلمانين أنه أنتم تدَّعُون شيئاً وتمارسون شيئاً آخر في اليمن، لذلك هم دخلوا في إحراجات مع مجتمعاتهم، وليس مع مجتمعاتنا ومجتمعاتهم.

المذيع.. لأن موضوع الإدارات، يعني انطلق العدوان بإدارة ديمقراطية، ثم جمهورية، ثم حالياً الآن إدارة ديمقراطية، لا نتحدث عن عنصر زمني….؟

* هم بالنسبة لهم الإدارات في السياسة الخارجية موحدة، وليس لديهم أي خلاف، وعندهم ثوابت واضحة، الخلاف يدور في التكتيك فقط يعني، إذا ظهرت التكتيكات الإعلامية فهذا أمر بالنسبة لهم أمراً سهلاً، وشاهدناه مؤخراً كيف يقلبون المعادلات، ويقلبون الحقائق، ويقلبون المعلومات لصالح السياسة، يخضع كل المشهد للجانب والإرادة السياسة.

المذيع.. طيب هنا معالي دولة رئيس الوزراء واضح أنه في هذه الفترة بعد هذه السنوات تمظْهر غير مسبوق لمن يُديرون هذه المعركة، لاحظنا وخصوصاً بعد عملية “إعصار اليمن” على العمقين الإماراتي والسعودي، لاحظنا دخولاً إسرائيلياً فاقعاً على مسار هذه المعركة ويتحدث على موضوع الدفاعات، وأن ما يحصل في اليمن بات أمراً مُقلقاً، وأن هذه مصالحنا مشتركة، والمعركة مشتركة، يتحدث بكل وضوح، وبالتالي برأيكم هذا الانكشاف يدفع باتجاه حلول حاسمة أيضاً في مسار المعركة؛ لأن هذا التَمَظْهر أيضاً مؤشر؟

* طبعاً هم أخفوا، ويحاولون إخفاء المعركة وجوهرها، جوهر المعركة هو سيادة مشروع على حساب مشروع آخر، هناك مشروعان يتصارعان في المنطقة العربية، مشروع مقاوم ((وفيه اتجاه أصلح واسع في المنطقة العربية)) غير حتى الدول، دول موجودة، وحركات مقاومة موجودة، لكن هناك مشروع آخر موجود وقائم، هذا المشروع الحقيقة هو مشروع غربي، مشروع استعماري، وجوهره صهيوني، جوهر هذا المشروع، طبعاً، هم يريدون إخضاع المنطقة برمتها إذا استطاعوا لهذا المشروع، لكي يتجاوزوا مشكلات لديهم في الداخل الأوروبي، في الداخل الأمريكي، لو استطاعوا أن يبرروا لشعوبهم، أن أي حرب قائمة ضد العراق، ضد سوريا، ضد ليبيا، ضد اليمن، هي من أجل المجتمع الأمريكي والأوروبي، فما عندهم أي مانع، لكن اليوم ظهر الشيء الضد، أن كل هذا المشروع من أجل حماية هذا الكيان الصهيوني الموجود، وهو الكيان الإسرائيلي، نحن فعلاً إطالة مدة رحلة إذا أسميناها “المقاومة” هي كشفت أحد أهم المشاريع التي خطط لها من سايكس بيكو إلى اليوم، يعني قبل مائة سنة خُطط لهذا المشروع، ولكن لم يظهر على السطح بشكل واضح، إلاَّ من خلال هذه المقاومة الصامدة، والتي هزت كيان هذه الكيانات الصغيرة التي كانت عبارة عن غطاء ولبس للمشروع الصهيوني في المنطقة.

المذيع: البعض يقول هنا أنه ربما لو، يعني إطلالة فقط الدول المطلة على البحر الأحمر ربما البعض يقول: إن الكثير من العواصم سقطت أمام امتحان التطبيع، لكن صنعاء لا زالت صامدة، وبالتالي هل يمكن اليوم أن تكون صنعاء رافدة لإعادة هذه العواصم إلى طبيعتها التاريخية في المنطقة؟

* هي قلنا فكرة المقاومة، أنت تُقاوم شيء محدد، المقاومة قامت من أجل رفض المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة؛ لأن هناك شعب اسمه الشعب العربي الفلسطيني، طُرِدَ من أرضه، وشعر أنه حتى حاضنته العربية والإسلامية تهاوت مع المشروع الصهيوني، فالمقاومة أحيت هذه النزعة، نزعة الحرية، ونزعة المقاومة، وفعلاً كانوا يقولون: من يقاوم هو فقط من يتجه المدرسة الإيرانية، طيب المدرسة الإيرانية في جانبها التحرري.. نعم رفعت منذ انطلاقتها الأولى في 79 راية المقاومة، وهذا شيء يُشرِّفُها، ويُشرِّف كل حر، وكل مسلم حر، وكل إنسان حر، هذا يُشرِّفها، لكن عندما جاءت مقاومة أخرى، مثلاً المقاومة الفلسطينية ليسوا من أتباع مذهب تتبعه إيران، ولا هم يحزنون، اليمنيون هنا الموجودون ليسوا من مذهب واحد ديني، كل أحرار اليمن وقفوا خلف قائد الثورة؛ لأنه نطق بمبدأ المقاومة، لو نطق بمبدأ آخر ليس له علاقة بالمقاومة قد لا يتبعه..

المذيع: وهذه حالة شعبية حقيقة على طول البلاد العربية والإسلامية..

* ولذلك الكثير من العواصم العربية مؤكد تراجع حساباتها، من خلال مثقفيها، من خلال مفكريها، ومن خلال حركتها الشبابية الشعبية.

المذيع: هنا نعود إلى مسار المعركة التي يخوضها اليوم في مواجهة هذا العدوان الكبير، نتذكر أنه عُقِدت جولات تفاوض كثيرة، وقُدِمت أيضاً مبادرات، أيضاً الرؤية الوطنية للحل الشامل، وأيضاً هناك شبه إجماع على مستوى التصريحات على الأقل أنه لا حل عسكري في اليمن، بخلاف ما نشهده حالياً من عمل عسكري، وبالتالي: هنا من يطرح سؤال: هل أنتم قادرون على الحسم العسكري؟، أم تراهنون أيضاً على الصمود وانتظار أي متغيرات إقليمية ودولية؟

* نحن يا أخي رفضنا مبدأ عسكرة الأزمة منذ اليوم الأول، ولكن هذه العسكرة فُرضت علينا، ونحن نائمون يوم الخميس بتاريخ 26 مارس 2015م يمكن تتذكر، وأنت نائم فجأة سمعت أصوات الصواريخ، والمدافع بعيدة المدى، والقنابل العنقودية، في كل اليمن، وليس فقط في مدينة، لو قلنا إنها في مدينة واحدة، نعم موجه الموضوع لقبيلة واحدة، وإلا لتيار، وإلا لشخص معين، لكن ضُرِبتْ كل اليمن، من صعدة شمالاً إلى عدن جنوباً، من الحديدة غرباً إلى شبوة شرقاً، إذاً المسألة هي مسألة هناك من فرض مبدأ عسكرة الأزمات القائمة، وكثير من المفكرين والمنظرين قد أوعزوها إلى أنه عندما شارفت الأزمة السياسية على الحل، السعودية قطعت الطريق؛ لأنها لا تريد، لا تريد أي حل يهدف إلى حلول تأتي، أو نابعة من المجتمع اليمني من أجل مراعاة التمايز الطبيعي، التمايز والتضاريس الجغرافية والنفسية، وحتى في لهجاتنا، وخلاف ذلك، يعني الحل الذي كاد أن يصل على الطاولة إلى الإنجاز قطعته السعودية بهذا العدوان.

المذيع: حتى إذاً أنا هنا فيما يخص المبادرات وأيضاً الحديث عن موضوع الحل السياسي، والتفاوض، أكثر من محطة كانت تُرفع هذه اللافتة فقط من أجل تحسين وضع ميداني عسكري في مواجهة الجيش واللجان الشعبية، لكن هناك اليوم البعض يقول: أنتم تتابعون أيضاً التطورات اليوم في الحرب الروسية من جهة، والأمريكية الغربية على الساحة الأكرانية، البعض يقول بأن هذه المتغيرات الدولية تدفع باتجاه تحريك هذا الملف على الساحة اليمنية، وبالتالي أنتم برأيكم اليوم تراهنون على هذه المتغيرات، أم أن هذا الأمر فقط هو يمكن أن تكون له انعكاسات ولا تراهنون عليه؟

* بالعكس.. أولاً نحن أزمتنا وخلافنا مع جيراننا له سبع سنوات، خلاف روسيا مع أمريكا والغرب، هو بدأ من شهر أو تقريباً من ثلاثة أسابيع.

المذيع: صحيح له امتدادات.. لكن..

* امتدادات موجودة من 2014م، لكن تفجر الموقف منذ ثلاثة أسابيع. هناك لا شك به ترابط على المستوى العالمي أمريكا هي لا تريد أن تنزل من قمة ما وصلت إليه في الجانب الاقتصادي، في الجانب العسكري، في الجانب الأمني، وهي تسوس العالم كله، ومن خالفها قليلاً، حتى بصوت، حتى بشعار، مستعدة ترسل له كل عملائها يقاتلون هذا الصوت الذي يناهضها، ما بالك عندما تأتي واحدة دولة مثل روسيا، دولة عملاقة، زيها في القوة، والوزن، ولذلك هم (حانبون حنبة) بروسيا، أكثر من مشكلاتنا الإقليمية، لكن نحن في مشكلتنا الإقليمية الحقيقة هي مشكلة دول الجوار، في الأصل، هم يريدوه جزءاً من مشروعهم، طيب هناك رأي آخر حر موجود لا يريد أن يكون جزءاً من مشروعهم، يريد أن يتعايش، نحن نتعايش.

المذيع: يعني على قاعدة المصالح، العلاقات الدولية…

* تماماً.. هناك مصالح بين الجيران، مصالح بين الأشقاء، مصالح ما بين من يتكلم بلغة واحدة، ويدين بدين واحد، وخلافه.. إذا تقاربت هذه المصالح لن نصل إلى هذه القطيعة من خلال الحرب وخلافه.. لكن أشقاءنا لا يريدوا هذا الكلام، يريدون أن يبتلعوه، أو يريدوك أن تكون تابعاً، أي أن تكون أشبه بواحدة من جمهورية الموز التي هي في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية، طيب.. اليمانيون بالمناسبة لو قال لك اليمني: لا.. ثائر إحسب حسابه واحد..يثور.. جزء كبير من شعبنا إذا لم يكن (80-70%) فهم قليل، هؤلاء يرفضون التبعية، يرفضون الانصياع للمشاريع التي يريدون أن يمْلوها علينا، يريدون أن يتنفسوا يا أخي بحرية، ويشعرون أنهم أحراراً فقط يعني.. أنت تراعي هذه الدول، ينبغي أن تراعي هذه النفسية، اليمنيون أحرار منذ ما قبل التاريخ، وتاريخ اليمن من أراد أن يعود إليه (أظابير التاريخ) مليئة بالعبر والدروس.

المذيع: وأيضاً علاقة اليمن بالخارج، علاقة تاريخية بالمناسبة، وهذا يقودنا إلى سؤال، البعض يقول: على قاعدة أن المصالح مشتركة اليوم، ما الذي يدفع دولاً أخرى لئن تقيم علاقة مع اليمن في ظل هذا الوضع المشتبك، والساخن، وما هي رؤيتكم لتحريك هذا الملف بناءً على ما سمعناه في مقابلة سابقة، أجريناها أيضاً مع رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط تحدث على أن هذا الملف بدأ يتحرك من سوء العلاقة مع الخارج؟ إلى أين وصلتم فيه؟

* العلاقة مع الخارج هي مهمة جداً، ونحن منذ اليوم الأول للعدوان وعبر وزارة الخارجية ونحن في تواصل مستمر، طبعاً غير معلن؛ لأنهم هم يقولون: نحن ملتزمون بقرارات دولية، وطبعاً كلهم يخافون من أمريكا يعني لما يشعرون.

المذيع مقاطعاً: لكن ربما مع المتغيرات الدولية ربما وهي فرصة.

* نعم.. ربما.. ربما وهي فرصة كبيرة، نحن نشعر أن أقرب الناس إلينا الدول العظمى جهة الشرق، جهة الشرق: هي روسيا وأيضاً الصين، والهند، هذه الدول التي في صراع مصالح مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، هذا الصراع تاريخي، وصراع منذ الثورة الصناعية، ومنذ بداية نشوء حركة الاستعمار، ومنذ بدأت سيطرة أوروبا، ومحاولة الخروج إلى خارج أوروبا لتقسيم العالم، هذه الدول كلها، روسيا، الصين، الهند هي متضررة من المركز اليوم الذي هو المركز…. لكن أيضاً نحن بحكم ظروفنا لا نستطيع الحقيقة أن نحدد وجهة نظر واضحة، لكن التواصل مع هذه الدول موجود، حتى التواصل مع فرنسا، السفير الفرنسي جاء إلى صنعاء هنا أكثر من أربع مرات، عندهم هدف لأن يكون لهم دور في موضوع حل الأزمة اليمنية، أيضاً، السفيرة الهولندية أنا قابلتها أكثر من ثلاث مرات، الاتحاد الأوروبي عنده هذه الرغبة، لكنهم يخافون من البعبع الأمريكي الذي هو مهيمن، مهيمن على أنفاس الكرة الأرضية كلها، الآن فقط العالم بدأ يستيقظ، ما دام استيقظت روسيا، بدأ يستيقظ أن هذه الهيمنة لها ثمن، هذه الهيمنة والسكوت أيضاً له ثمن، سكوت الأمم هو استمرار لعبوديتها من دون أن تشعر، هم يريدون أن يتجنبوا أذى هذا الغول الأمريكي، لكن أنت ستظل تستجر أنت وأبناءك وأحفادك هذا الظلم، لكن مجرد أن تقول: لا في لحظة تاريخية معينة، فأنت بالعكس تحرر نفسك.

المذيع مقاطعاً: ويُحسب لليمن يعني أن قالت: لا قبل دولٍ عظمى..

* تماماً.. تماماً..

المذيع: هناك نقطة وهي في غاية الأهمية، وهي موضوع في مسار المعركة، وفي غاية الأهمية ، البعض يقول: بأن التحالف بدأ يلوي الذراع اليمين، عبر مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري وهذا يضع سؤالاً لحضرتكم، هل يمكن أن ترضخوا لهذه المعادلة، وأقصد معادلة المقايضة، وأيضاً كيف ستواجهون تداعيات الأزمة الإنسانية وهذه الحرب الاقتصادية.

اسمحوا لي فقط نذهب إلى فاصلٍ قصيرٍ ونستمع من بعده إلى إجابتكم حول هذا المحور المهم الذي سنضع له أيضاً حيزاً كبيراً.

 

مشاهدينا الكرام.. فاصل قصير، ومن بعده نواصل هذا الحوار.. تابعونا..

 

مرحباً بكم مشاهدينا الكرام مجدداً في هذا المحور الثاني في هذا اللقاء الخاص الذي نجريه مع معالي دولة رئيس الوزراء الدكتور/ عبدالعزيز بن حبتور، أُرحب بك مُجدداً..

 

* أهلاً وسهلاً..

المذيع: تحدثنا عن عنصر أساسي في هذه المواجهة وجه فاقع في مواجهة الشعب اليمني، وهي الحرب الاقتصادية، لوحظ في الفترة الأخيرة أنه في مقايضة واضحة الملف الإنساني بالعسكري السياسي، واستمر إلى الآن هذا الخيار بالنسبة لطرف العدوان، هل ترضخون لهذه المعادلة، وأيضاً إذا لم يتم الرضوخ ما هي خياراتكم؟؛ لأنه واضح أن الأزمة الإنسانية بدأت تتضاعف، والناس البعض يقول قدرتهم على التحمل لن تكون إلى ما لا نهاية؟

* * نحن يا أخي الكريم يعرف شعبنا أننا عندما اخترنا المواجهة، ولم نختر الاستسلام منذ اليوم الأول، لهذا الموقف ثمن بطبيعة الحال، أُغلق مطار صنعاء الدولي، ومُنِعت السفن أن ترسو في ميناء الحديدة، لكل هذه السنوات الطويلة، إذاً الموضوع ليس موضوعاً جديداً، ربما اشتد الآن في موضوع التصعيد.. تصعيد واضح.. لكن فهي الإشكال بدأ منذ اليوم الأول، طبعاً هم يبحثون عن ذلك، يبحثون عن المقايضة، نحن قلنا لهم: هذه مقايضة في غير محلها، قلنا للمنظمات الإنسانية التي زارتنا مؤخراً، قلناها أيضاً في وسائل إعلامهم، أنا كنت في حديث مع القناة الفرنسية، قلناها أكثر من منبر، أنه لا يصح أن نقايض الجانب الإنساني بالواقع العسكري، الواقع العسكري أنتم وشطارتكم وشطارتنا، الجانب الإنساني نخرجه، نبعده، نحن عندما لا يجد المواطن دبة غاز، هو لا يجدها في عدن، ولا يجدها في صنعاء، عندما لا يجد البترول، يعني دبة البترول في صنعاء وفي عدن، في صنعاء عاد سعرها أقل بضعفين مما هو موجود في عدن، في عدن بالمناسبة هم كل شيء عندهم مفتوح؛ لماذا كل هذا العبث بالمواطن الموجود؛ إلا لأنهم يريدون أن يربطوا المأساة، وكأنها مأساة واحدة، هي مأساة واحدة، أن الشعب اليمني يتضرر، لكن التشديد علينا نحن في هذا الجزء الذي يديره المجلس الساسي الأعلى، وقائد الثورة، هذا الجزء يُحاصر محاصرة مطلقة، لكن من غير المنطقي، أولاً: ربط الجانب الإنساني بالجانب العسكري، هذا في العمل العسكري مسألة غير موفقة ولا صحيحة، ثانياً: ما دخل المواطنون على مستوى العالم عندما يتصارعون يفتحون ممرات آمنة، عندما تتصارع الجيوش، اليوم يتصارعون في أوكرانيا يفتحون ممرات آمنة من أجل أن يخرج المواطن، المواطن ما له دخل بهذه المعركة التي تدور أوكرانيا.

المذيع: مع أنه في هذه المعركة واضح حتى روسيا تأذت على المستوى الشعبي أيضاً في موضوع الضغوط الاقتصادية، وواضح أن الأمريكي يتخذ ذات السياسة، أنه يذهب إلى أذية المواطن للضغط على من يقود هذه البلدان، برأيكم يعني….

* هذه الممارسة مارسوها حتى في الحرب العالمية الثانية، لكي يضغطوا على الجيش الألماني الفاشي، كانوا يمارسون هذه الممارسات ضد الشعب الألماني الذي ما له دخل في هذا الموضوع، وهذا جزء من قرأتنا للمشهد في ذلك الوقت.

المذيع: طيب.. قراءتكم للمشهد في اليمن؛ لأنه واضح، وكما تحدثنا فيه تصعيد مثلاً المشتقات النفطية، واضح أنها بدأت بشكل لافت، فعندما عدنا لبعض الكشوف فيما يخص ميناء الحديدة، تفاجئنا فقط بدخول خمس سفن على مدار 2021 في السنة للاستهلاك العام، خمس سفن فقط، فيما يخص الاستهلاك العام فقط، حتى رسومها الجمركية عملنا عملية حسابية طلعت أربعة مليار ريال، لا تساوي ولا خمسة في المائة من رواتب المواطنين، وبالتالي كيف تقرأون هذا التصعيد في هذا التوقيت تحديداً فيما يخص أزمة المشتقات النفطية؟

* لا هذه هي مقصودة، الحقيقة المقصود هو كسر إرادة القيادة السياسية في هذه الفترة، ومن خلال خضوعها ورضوخها لمعاناة الناس، معاناة الناس هي على العين والرأس، ينبغي أن نضعها فوق رؤوسنا، لكن القضية الأكبر هي، إما أن تكون مهزوماً، أو منتصراً في هذه المعركة، وهي معركة التاريخ، وليست فقط الجغرافيا، معركة الحاضر وليست الماضي، معركة المستقبل؛ لأنه ستُلام أنت كإنسان عشت في هذه المرحلة، أنك سمحت لهذا العدوان أن ينتصر عليك في هذه الظرف برغم كل عوامل القوة الداخلية، نحن نحاول قدر الإمكان أن نعمل كل الإجراءات، وأن نبسطها من أجل مصلحة الناس، قدر الإمكان.

المذيع: لكنه حالياً أقفل ميناء الحديدة، وحاول أن يحصر موضوع الاستيراد على ما يُسمى بشركة النفط في عدن، ويتم عبر هذه الشركة، وبالأسعار التي ستختارها، وبالتالي هنا تطرح أسئلة إلى أي حد تعتبر هناك مخاطر كبيرة الاستمرار في هذا الخيار، وبرأيكم الحرب الاقتصادية الحالية هل تهدف إلى تجفيف الإيرادات أم أن هناك هدفاً خفياً لهذه المعركة وهو ربما أكبر، وهو ضرب الاستقرار النقلي التي تشهده المناطق الحرة أيضاً؟

* أولاً: هو ليس لدينا إيراد حتى يُجفف، كل الإيرادات موجودة في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال، النفط، الغاز، المنافذ البرية، المنافذ البحرية، المطارات، كلها هم مسؤولون عليها، حكومة العملاء مسؤولة عن كل هذه الإيرادات، نحن ليس لدينا إلا النزر اليسير، من أمور لا تستحق الذكر، ومع ذلك نحن منعنا السوق السوداء، منعنا أيضاً اللهث وراء صرف العملات كما يحدث في أسواق عدن وأسواق حضرموت، وضبطناها بالاحتياج، وكله عبر البنك المركزي لكي لا تكون المسألة منفلتة.

المذيع: هذه المسألة مسألة حساسة؛ لأنه محرج لهم جداً أن يبقى مثلا الوضع هنا مختلف، وبالتالي هدف أساسي بالنسبة لهم.

* من ثلاث سنوات وسعر الدولار عندنا لا يتجاوز الستمائة وبضع ريالات، هناك المواطن يكتوي بألف وأربعمائة، إلى ألف وخمسمائة، يعني ما بش منطق، لا منطق اقتصادي، ولا منطق سياسي، ولا منطق حتى قبلي بالموضوع، يريدون هم طبعاً مساواة الأزمة في الجانب الاقتصادي بين ما هو حاصل عندنا في صنعاء وهذا الانضباط، وبين الفلتان في الأسعار وكل شيء في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال.

المذيع: طبعاً لكن لا أحد يقدر ينكر أن الوضع الشعبي في أزمة في المجال الاقتصادي؟، وبالتالي تطرح الأسئلة: ماذا عملت الحكومة في مواجهة هذه الأزمة تحديداً، هل هناك لديها خطط بديلة، مثلاً الحديث عن ترشيد الطاقة، الحديث عن ترشيد الطاقة الشمسية، يعني كطاقة بديلة وغيرها، هل من خطة؛ لأنه فعلاً تتضرر مستشفيات وقطاعات في غاية الأهمية؟

والله نحن عندنا سلسلة إجراءات اتبعناها، يوم أمس كان عندنا مؤتمر اقتصادي، هنا في صنعاء، واقتنعوا التجار، واقتنعوا رأس المال عبر الغرفة التجارية، أنهم لن يرفعوا الأسعار، لا في هذا الشهر، ولا في شهر رمضان، على الأقل يواجهوا المواطنين بالسعر الثابت الموجود الذي قد ألفوه.

المذيع: لكن هذا تأجيل..

* هذا تأجيل نعم.. لكن الإشكال في السوق العالمي ذاته، وأيضاً السوق الذي تسيطر عليها دول العدوان؟ يعني من الذي يتحكم في المنافذ، في ميناء عدن، وميناء المكلا، وميناء نشطون، وميناء المنطقة الحرة، من هو المسؤول؟، المسؤول عليها الإمارات والسعودية، حتى عملائهم هم؟

المذيع: لكن هناك جزئية مهمة، اسمح لي معالي دولة رئيس الوزراء أن أضع لك سؤال المواطنين يتحدثون اليوم بأنه قد نتحمل، وقد نتفهم فلسفة ارتفاع الأسعار، لكن لا يمكن أن نتفهم تفاوت الأسعار، حالياً موجود نزلنا إلى أكثر من مكان هناك تفاوت واضح في السوق، فيه تفاوت، هذا المواطن لا يمكن أن يتحمل هذا الواقع؟

* هذا سؤال وجيه جداً، ونحن منذ ثلاثة أسابيع الحقيقة، وبالذات عندما بدأت الأزمة الروسية الأوكرانية؛ لأن قصة الحبوب، وقصة الشعير، هي المصدر الرئيسي لمناطقنا، المنطقة العربية، هناك جهد يقدم الآن من قبل وزارة الصناعة والتجارة، وأيضاً من قبل الاجهزة الأمنية، وأيضاً من قبل الأجهزة الإدارية على مستوى أمانة العاصمة والمحافظات، ونحن نتابع أي واحد يشعر أنه يستغل هذا الظرف من أجل أن يتحكم في أوقات الناس، نحن لا نسمح له.

المذيع: طيب لكن المواطن يريد أن يسمع منكم وعداً لحل هذه الإشكالية؛ لأنه عدنا لبعض اللوائح ووجدنا بعضها لوائح مثلاً في وزارة الصناعة والتجارة من الألفين بصراحة، فيما يخص أيضاً البعض يقول: أنه لا توجد دراسة كما نتحدث عن بورصة النفط، لا يوجد حديث عن بورصة الغذاء والمتابعة لها، وبالتالي حتى آلية التواصل بين السلطة المحلية مثلاً كأمانة العاصمة، ووزارة الصناعة والتجارة، هناك تداخل كبير ولافت، في الأخير المواطن يقول: نريد وعداً من هذه الحكومة لحل هذه الإشكالية؟

* أولاً وفقاً للدستور والقانون أن الأسواق تمتلك حريتها بذاتها، يعني أن الدولة لا يحق لها أن تمارس ضغطاً على اقتصاد السوق إلا متى ما أعلنت أنها اشتراكية وتتدخل.

المذيع: لكن..

* لكن في ظرف استثناء اليوم، وهذا الظرف الاستثنائي جعلنا نكثف هذه اللجان، وهذه الفرق، ورصدنا، رصدنا حالات.. لكن ليست حالات كما هو موجود في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال. بالعكس نحن عندنا فوارق هامشية، بالإضافة إلى ذلك نحن ندخلهم السجون، ونحاكمهم، ونصادر عليهم هذه البضائع التي بالغوا في أسعارها.

في الطرف الثاني ليس لديهم شيئاً من هذا نهائياً، أنت تخيل إذا كان الفارق في سعر العملة يأتي على هذا النحو، فكم سيكون فوارق في بقية المواد الغذائية، والمواد الاستهلاكية، هناك المشكلة..

 

المشكلة عندنا تعتبر أقل بمراحل، ونحن لا زلنا بلداً واحداً، ولا زلنا تحت عدوان واحد.. صحيح هم موجودون دول العدوان بجنودهم في هذا الطرف الذي نحن نسميه: محافظات محتلة، في المحافظات المحتلة المواطن يعاني ثلاثة أرباع المعاناة التي يعانيها المواطن هنا.

 

المذيع: لكن البعض قد يبرر أنه عبارة عن مجموعات مليشيات، لكن أنتم دولة، وهم يريدون فقط ضبط الأسعار.

* نحن نحاول في هذه النقطة من خلال تكثيف مجموعة اللجان المكلفة، واللجان بالمناسبة ليست من صنف واحد، لجان إدارية، وأمنية، وحتى تربوية، أنزلنا مجاميع تقوم بهذه المهام، وهذا المهام نحن نواصل فيها ولن نتوقف فيها، هذه مهامنا نحن اليومية.

المذيع: البعض طرح منذ أُنشئت حكومة الإنقاذ الوطني، أنه (44) وزير يعتبر رقماً كبيراً في زمن الحروب عادة ما يتم تشكيل، نستطيع أن نقول: حكومة لإدارة الأزمات هذا لم يتم في اليمن.

* والله يا أخي شوف نحن هذا السؤال باستمرار أنا أجيب عليه تعرف قائد الثورة، والمجلس السياسي يواجهون مشكلة عامة، مشكلة عامة..

المذيع: مشكلة التمثيل تقصد في الحكومة؟

*يعني في التمثيل والمناطق، والجهات، والشخصيات وخِلافُه، لكن ماذا يحصل الوزير والا نائب الوزير لا يحصلوا على هذه الامتيازات.

المذيع: لا أنا أقصد في مسألة في تعقيد، لأنه كلما تموضعت أو انحصرت إدارة الازمة في أعداد أقل كلما كان سهل اتخاذ القرار فيه.

* يا صديقي هو عندما تنظم وقتك، أنا أدير المجلس بأريحية عالية، (42) عندي طبيعي جداً؛ لأنه أنا أستاذ في الجامعة وأدخل في قاعة يعني عددهم بالآلاف، فلذلك هذه ليست مشكلة، لا، يعتقدوا الناس أن الوزراء أصبحت طبقة مرفهة، يا رجل عندنا وزراء عادهم على السيكل، ما عندهم سيارات، من صدق ما قدرنا نوفر لهم سيارات، ويعني عايشين في بيوت مُستأجرة ولما يعرف المؤجر أنه وزير (يكرشه)، يقول له: أنا ماشتيش تدخل في مشكلة مع الطيران، في مشكلة مع.. مساكين عندنا الوزراء، عندنا الوزراء مساكين أكثر من المواطنين، بعض المواطنين والله يعيشوا ما شاء الله يعني.

المذيع: أنا أحاول أنه أبقى في صُلب هذا الموضوع الذي يواجه اليوم الشارع اليمني الذي صمد، ويستحق كل الجهد والعناء والتعب في توفير ما أمكن، مسألة الرواتب أين وصلتم في هذا الموضوع؛ لأنه أيضاً هذا الموضوع في غاية الأهمية، وهو ملف متشابك ومعقد فيما يخص الملف الاقتصادي؟

* يا أخي الملف هذا تم الاستحواذ عليه من قبل الأمم المتحدة، الأمم المتحدة أعطت مؤشرات هم الذي داخلين فيه، ويقولون: نحن مطلوب أن نورد كل ما يأتي من ميناء الحديدة إلى حساب خاص في البنك المركزي.

المذيع: وهذا لا زال مستمراً..

* وهذا مستمر وموجود، نحن نصرف منه أحياناً رواتب الناس عندما يتجمع، هم لم يسيطروا على مصادر الثروة، مصادر الإيرادات في المحافظات الواقعة تحت دول الاحتلال، ولذلك هم الواقعين في أزمة، أنت تعرف أن الكثير من المؤسسات لم تستلم رواتبها من سنتين داخل عدن، وداخل حضرموت، وداخل شبوة، يعني ما يستلموش.

أما نحن علناً نقلوا وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن لكي، وهكذا قال حكومة الرئيس المنتهية ولايته: أنه سندفع رواتب للكل، لكن لم يوفوا بكلماتهم؛ لأن الذي يشتغل عند المحتل مأمور وليس له بيده شيء.

 

المذيع: طيب هذا يضع سؤال، البعض يقول في غاية الأهمية أنه هل أنتم اليوم في حكومة الإنقاذ الوطني تضعون خططكم واستراتيجيتكم في مواجهة سواء هذه الأزمة المالية أو الاقتصادية باعتبارها التحدي الأكبر بالنسبة لكم، تضعون خططكم بناءً على أنه سيتوقف العدوان ونعود إلى الوضع السابق، أم أنكم تضعون خططكم على معركة طويلة وتبحثون عن مصادر وإيرادات مختلفة؟

نحن يا أخي ندعو الله سبحانه وتعالى أن المعركة والعدوان يتوقفان بعد ساعة، ندعو الله، لكن ليس قرار العدوان ليس بيد حتى المعتدين، هو بيد الولايات المتحدة الأمريكية.

المذيع: والسؤال: كيف تضعون خططكم بناءً على هذا؟

* نحن هنا نبحث باستمرار في كل ما يمكن، في معالجات تمت لشرائح في التربية والتعليم، وفي شرائح في الصحة، وأيضاً هذا بمساعدة المنظمات الإنسانية ساعدونا في هذه الأمور. بعض المؤسسات لا نستطيع؛ لأن هذا يحتاج إلى إيراد يرد إلى الدولة، وهذ الإيراد للأسف نحن (مكثفين فيه) كله يذهب إلى مصادر، أو إلى مواقع، لا تستعيدها أي جهة.

المذيع: لكن مثلاً أنا قد أضع سؤال المواطن الذي اليوم قد يقول بأن وزارة الاتصالات لها إيرادات ضخمة، بينما وزارة التربية والتعليم لا تمتلك أي إيراد، هذا الذي يضع السؤال، هل أنتم تقومون بدراسة السبب لمعالجة الوضع بناء على الوضع الحالي، أم أنه كما يقول البعض انتظروا حتى ينتهي العدوان وإن الله يعود الوضع.

* بالعكس نحن نحافظ على إيرادات الدولة؛ لأنه مثلاً وزارة المواصلات تستلم رواتب، وزارة المواصلات من أهم الوزارات الإيرادية تعرف أنه نحن تقريباً خمسين في المائة مما يتم تخليصه للحساب العام هو من هذه الوزارة، بالإضافة إلى قليل من وزارة النقل، بالإضافة إلى قليل من وزارة الزراعة، ما يتم جمعه هو لا نستطيع أن ندفع منه رواتب، وقد أشار فخامة الرئيس في حديث واضح، نحن طالما أوقفونا لا نستطيع أن ندفع، لأنه فعلاً الإيرادات التي لدينا هي محدودة، نحن بحساب الورقة والقلم، يقول الحضرمي كذا، ما كان مقر في 2014م من موازنة نحن نعمل به، وأيضاً الطرف الآخر يعمل به، لكن هم يعملون بــ93% من ذلك المبلغ، ونحن نعمل بــ7% من ذلك المبلغ.

المذيع: وكثافة سكانية عندكم.

* وعندنا خمسة وعشرين مليون، وهم عندهم خمسة ملايين، تخيل يعني، ومع ذلك نحن نضبط الأمن، ونضبط البنك، ونضبط السوق، ونضبط العصابات التي يرسلوها لنا، آخر عصابة ضبطناها حق القاعدة قبل أيام، لأننا نحن نؤمن أننا لصيقين بالناس وهذه بلدنا لا أحد يبلدنا بها، وسنحافظ عليها، ما هو خارج إرادتنا، قل لا.. هذا خارج إرادتنا وخارج مقدرتنا، وما هو بأيدينا نتمسك به، ونعمل به ليل نهار، وبتوجيهات واضحة، نحن أيضاً عندنا لا بد أن نؤمن أن عندنا جبهات، هذه الجبهات ينبغي أن نقف معها بكل إمكانياتنا، إذا لم نقف معها فلن نجد الوقت أنا وأنت نتحدث في هذا الهدوء، وفي هذا المكان، ونعبر بحرية عن ما يحدث في هذا الوطن.

المذيع: قطعاً لا أحد يخفي أو ينكر هذا الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسة العسكرية والأمنية وما تتطلبه من إمكانات؛ لأن المعركة ليست بسيطة، أو سهلة تماماً..

طيب مشكلة الغاز، البعض يقول نحن بلد مصدر ولديه غاز، لماذا هذه الأزمة؟ صحيح الطرف الآخر أثقل كاهل المواطن لكن هناك بعض الاختلالات في موضوع التوزيع، وآليات التوزيع في المناطق، البعض يقول: لا تطيق هذا العبء، وبالتالي أنتم معنيون في الحكومة بالضغط أقله أقله التخفيف من هذه المعاناة؟

 

* نحن يا أخي نستلم جزء من هذا الاستهلاك المحلي بشكل يومي، أو شبه يومي، وجزء منه…….. ونحول ما هو لعدد من المحافظات إلينا وندفع فلوس مقابل ذلك؛ لأنها هي اسمها محافظة X، عدد سكانها مثل صنعاء ثمانية ملايين، تسعة ملايين، محافظة X فيها أربعمائة ألف، لكن لأنهم يريدون أن يخنقوا صنعاء، يعطوها حق 4 ملايين ولا يعطونا حق 8 ملايين، نحن نحاول أن نشتري ما تبقى من المحافظة التي بها أربعمائة ألف وهذا نشتغل فيه يومياً ونتصارع ونختلف ونتلاعن في الاجتماعات من أجل أن نصل إلى أن نوفر هذا المواطن الموجود في هذا الحي، أو في ذاك هذا الاحتياج.

المذيع: فيما تبقى لي من وقت وهو قصير، فيما يخص مسألة ربما تشكل انفراجة، لكن البعض يسأل أنه نحن بلد ينتج النفط، أيضاً ينتج الغاز، ويشكل إيرادات ضخمة لكنها لدى الطرف الآخر، هذه الإيرادات برأيكم لو سألنا سؤال، لو ذهبت إلى صالح المواطن، هل ستنهي هذه المظاهر الصعبة الاقتصادية؟

* مائة في المائة، قد لا يكون احتياج المواطن… لكن تداعيات الحرب لو أنها تحولت فعلاً للمستهلك للمواطن ستحل المشكلة بنسبة 90% هذه بحسابات أولية، لأنها ستحل موضوع الراتب، ستحل موضوع المشتقات، وأيضاً سعرها وارتفاعها وانخفاضها، وأيضاً بقية المشتقات مثل الغاز وغيره.

لكن ما هو موجود، وهي عصابة تحتكر هذا المنتج الموجود، وتصدره وتبيعه، ويحولوا إيراداته ليس للبنك المركزي، وإنما للبنك السعودي في الرياض. تخيل هذه هي الحسابات التي يعني لدى العملاء والمرتزقة الذين لم يحسبوا حساب لمواطنيهم؛ لأنهم هكذا الشائع، هؤلاء الذين يعيشون منذ سبع سنوات وهم في رغد العيش، وفي الفنادق الخمسة النجوم، ليسوا مهيئين نفسياً أن يعودوا إلى صنعاء أو إلى عدن أو إلى حضرموت نفسياً ليسوا مهيئين.. أما نحن نتمنى أن العدوان يتوقف اليوم؛ لأنه مع الأقل لا نريد أن نشم رائحة البارود يا أخي.

 

المذيع: صراحة كانت لدينا الكثير من الأسئلة ما يخص هذا الموضوع، لكن ما تبقى لنا هو دقيقة أضعها لكم لتخاطبوا بها جمهور هذا الشعب في الذكرى السابعة للعدوان؟

نحن أولاً: نوجه بالتهنئة لشعبنا اليمني العظيم الذي صمد طيلة سبع سنوات، وأيضاً نوجه التحية والتقدير لقائد الثورة الحبيب عبدالملك بن بدرالدين الحوثي؛ لأنه هو قاد السفينة في ظل هذه الأمواج العاتية، وهو استطاع فعلاً أن يقود اليمن إلى هذا المستوى الرفيع، الذي يحسب حساب اليمن الحقيقة من خلال خطاباته وتوجيهاته.

أيضاً التحية لكم أنتم في وسائل الإعلام الذين تقومون بجبهة عظيمة في وسائل الإعلام للرد على كل الامبراطوريات الإعلامية التي اشتغلت ضدنا، وشوهت ثورتنا، وشوهت مقاومتنا.