جرائم الضفة هرباً من هزيمة الصهاينة في غزة

عشرة شهداء وأكثر من أربعين مصاباً في الضفة في حصيلة غير نهائية في الساعات الأخيرة، يُضاعف العدو  من اعتداءاته ويعلن رسمياً بدء عدوان جديد على الضفة بإطلاقه عملية عسكرية أسماها “السور الحديدي”، تستهدف تحديداً جنين ومخيمها، جنين ذاتها المحاصرة لأكثر من شهر من سلطات عباس.

وأفاد الأهالي عن تحليق مكثف لطائرات مروحية في أجواء الضفة تزامناً مع اجتيىاح واسع و حصار، وشرعت قوات العدو باقتحام مدن وبلدات مختلفة في أرجاء الضفة الغربية، كما شددت إغلاقها مدينة أريحا، لليوم الثالث على التوالي، وتستمر بفرض حصار مشدد على عدد من المدن في جنوب وشمال الضفة، عبر إغلاق الحواجز العسكرية، ومنع حركة السير بشكل شبه كامل منذ مساء الاثنين، ما تسبب في اختناقات مرورية، وعرقلة حياة المواطنين الفلسطينيين.

وأفادت مصادر محلية عن تحليق مكثف لمروحيات العدو فوق مدينة جنين ومخيمها تزامنا مع الاقتحام الواسع والحصار. وفي القدس تلقى مئات الفلسطينيين رسائل هاتفية تطالبهم بمغادرة مناطقهم وأفادت مصادر إعلامية أن الرسائل تطالب المقدسيين بمغادرة الضفة الغربية لأنه سيتم إغلاقها بالكامل وفق ما جاء في الرسائل.

هروب من الهزيمة في غزة

من الواضح أن العدو الإسرائيلي يبحث عن هزيمة جديدة في الضفة الغربية، معلناً حرباً واسعة على جنين ومخيمها ومقاومتها وشرع في التحليق والقصف والاقتحام البري، التخبط يأتي من إرباك لا يخفى على متابع للمشهد خاصة مع زلازل الاستقالات المتتابعة التي تشهدها أوساط “جيش” العدو، ويؤكد أن خلافاتهم لم تأت من فائض قوة بل من واقع عجز تكرسه غزة ويحاول العدو استعاضة خسارته التاريخية بمشهدية انتصار على مقاومة الضفة في جنين التي تتناوب عليها قوى السلطة واليوم قوات العدو الإسرائيلي.

في الساعات الماضية قصف “جيش” العدو الإسرائيلي بطائراته الحربية أحياء وسط مدينة جنين وموطن القادة المقاومين المنحدرين إلى مخيمات نزوح داخلية استعصت لأزمنة طويلة أن تسلّم أو تتسالم مع الكيان وتميل بكتلتها الأبرز إلى تفضيل المقاومة، وتلك عقد رئيسية يحفظها العدو الإسرائيلي عن تجارب لا تجربة واحدة.

في النقاش الداخلي والجدل المُحتدم حول ما بعد الهزيمة في غزة ، يدرك العمق الإسرائيلي حاجة “نتنياهو” للحفاظ ائتلافه اليميني الحكومي بفتح حرب جديدة في الضفة الغربية دون الالتفات إلى تداعياتها وخطورتها ، يعتقد مجرم الحرب نتنياهو أن الإبقاء على “سموتريتش”، المتحمس الأكبر للتصعيد في الضفة الغربية ومدنها  يقتضي المناورة ، وهي مناورة ستكون مكلفة.

أما الكلمة الفصل فللمقاومة التي تؤكد أن الضفة لن تكون الغطاء الذي يبحث عنه كيان العدو الإسرائيلي للاختباء من نكسة غزة وهزيمة العدو الإسرائيلي المذلة، والصورة منعكسة للتو عن احتفالات شهدتها مدن الضفة لحظة استقبال الأسرى المحررين بمشهد أثار غضبا إسرائيليا كبيرا.

وما كان مصادفة أن تتزامن عمليات العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية بإعلان ترامب رفع عقوبات هامشية عن عدد من المستوطنين الذين لا يزالون يمارسون سلوكا اجراميا بدعم من “بن غفير” والأحزاب الشريكة في “ائتلاف نتنياهو الحكومي” ، والتحالف الأمريكي الإسرائيلي ثابت وغير متغير كان في البيت الأبيض بايدن أو ترامب.

في الهامش انكشاف آخر للسلطة الفلسطينية التي صعّدت من عملياتها وملاحقاتها للمقاومة منذ عدة أسابيع، لقد تركت السلطة الفلسطينية مواقعها الميحطة بجنين ليحل محلها كيان العدو الإسرائيلي ، مفارقة تحدد موقف السلطة المنحازة للاحتلال ضد الشعب الفلسطيني التي تزعم أنها سلطة ، وهي كذلك عليه وليس له .

 

حصيلة جرائم العدو في الضفة

ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى وسع “جيش” العدو الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة بما فيها القدس الشرقية بالإضافة إلى تصعد المغتصبين اليهود اعتداءاتهم، مما أسفر عن استشهاد 860 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700 فلسطيني، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

يُشار إلى أنه خلال عام 2024، نفذ المغتصبون المسلحون 2971 انتهاكا بالضفة الغربية أدت إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.