جديد التطبيع بين نظام اردوغان والكيان الصهيوني (تقرير).

تقرير : محمد فايع
كشفت وسائل إعلام عن مضمون لقاء مغلق عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس، وهو أول اجتماع رفيع المستوى بين الطرفين منذ أزمة أسطول الحرية.
ونقلت رويترز”، عن شتاينيتس قوله ان اجتماعه بـ أردوغان في واشنطن، جرى “في جو جيد جدا”.. وأضاف قائلا: “لا أريد أن أقول شيئا أكثر من ذلك، لكنني أؤيد بشدة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تركيا”.
وقالت وكالة “رويترز”ان تسريبات جديدة، أكدت أن الحديث بين الرئيس التركي والوزير الإسرائيلي آنذاك على الأزمة في سوريا والوجود الإيراني في هذا البلد والإرهاب والتعاون المحتمل في مجال الغاز الطبيعي.
وتعرقلت المفاوضات أكثر من مرة بسبب إصرار إسرائيل على قطع العلاقات بين تركيا وحركة “حماس”، فيما تسعى أنقرة للحصول على ضمانات خاصة بإيصال المساعدات إلى غزة، بالإضافة إلى شروط أخرى.
ويعتبر الغاز احد الدوافع من وراء الجهود لتطبيع العلاقات الإسرائيلية-التركية، إذ يدور الحديث عن إمكانيات تطوير حقول الغاز بقيمة مئات مليارات الدولارات والممتدة تحت المياه ما بين سواحل إسرائيل وقبرص..ومن أجل الشروع في تطوير الحقول ستحتاج إسرائيل على الأرجح إلى مساعدة تركيا.
ويربط الكيان الصهيوني بقبرص علاقات ثنائية تزداد متانة بوجود نحو 3.450 مليار متر مكعب من الغاز موزعة على حقل ليفياثان الضخم، حسب الماسح الجيولوجي الأمريكي إذ تبلغ قيمة الاحتياطات المؤكدة فقط في الحقل نحو 700 مليار دولار، وهي تكفي لتلبية احتياجات العالم برمته من الغاز لمدة عام .
من جانب آخر كشفت دراسة أجرتها مؤخرا شركة استشارات فرنسية أن إسرائيل وحدها قد تمتلك 3 أضعاف كمية الغاز التي أظهرتها الدراسات الأولية. واجتمع مبعوثون رفيعو المستوى من تركيا وإسرائيل في جنيف ولندن لصياغة صفقة خاصة بتطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية.
ويتوقع مسؤولون إسرائيليون التوصل إلى اتفاق مع الجانب التركي بشأن ملامح الصفقة في غضون أسابيع. ونقلت رويترز عن وزير الطاقة الإسرائيلي قوله أن الطرفين تمكنا من تجاوز ما بين 80 و90% من الصعوبات، معتبرا أن التوصل إلى تطبيع العلاقات سيتطلب تحلي أنقرة وتل أبيب بالمرونة والإرادة السياسية.
وسبق لتركيا أن بعثت بدورها إشارات إيجابية إلى إسرائيل ففي 7 يونيو/حزيران قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو إن “لقاء أو لقاءين” يفصلان البلدين عن التطبيع، لكنه لم يذكر أي أطر زمنية لتطبيع العلاقات.
ويشار إلى أن الخيار الطبيعي هو توريد الغاز إلى تركيا ومصر اللتين يبلغ عدد سكانهما 80 و93 مليون نسمة على التوالي.. لكن مصر اكتشفت خلال السنة الماضية، كميات من الغاز الطبيعي قرب سواحلها في البحر الأبيض المتوسط، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه سيدفع نحو العمل سريعا على تطوير احتياطيات البلد من موارد الطاقة.