بالنص خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة المولد النبوي الشريف للعام 1437 هـ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين واشهد ان سيدانا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين وتمام عدت المرسلين ، ارسله الله رحمة للعالمين وحجة على الظالمين بشر ونذير وداعي الى الله باذنه وسراج منير فبلغ رسالات الله وجهاد في سبيل الله صابر محتسب حتى اتاه اليقين ، اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارضا اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والانصار وعن سائر عبادك الصالحين.

ايها الاخوة والاخوات شعبنا اليمني المسلم العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونبارك لكم ولكافة الامة الاسلامية حلول هذا الذكرى العزيزة والمناسبة المجيدة مناسبة ذكرى مولد خاتم الانبياء محمد ابن عبدالله ابن عبدالمطلب ابن هاشم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين ، ونحن وشعبنا اليمني العزيز يحتفل بهذه المناسبة العزيزة والذكرى الخالدة المجيدة انما هو احتفاء بنعمة الله سبحانه وتعالى وتقديرا لفضل الله سبحانه وتعالي وشكرا لله على ما من به على البشرية جمعاء وعلى المسلمين حينما بعث فيهم رسول من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فل يفرحوا هو خير مما يجمعون) ، وهكذا يتجه شعبنا اليمني العظيم على نحو متميز تميز عن سائر الشعوب بمدى احتفائه واحتفاله وابتهاجه وتفاعله مع هذه الذكرى ومع هذه المناسبة العزيزة من واقع محبته العظيمة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى اله ، من واقع انتمائه الاصيل لقيم ومبادئ الاسلام العظيمة والعزيزة ، ان شعبنا اليمني الذي هو يمن الانصار يمن الاوس والخزرج الذين اوو ونصروا وحملوا راية الاسلام عالية وكانوا سباقين الى الايمان والنصرة ، الذين تبوؤ الدار والايمان هذا هو الشعب اليمني الذي يحذو حذو اسلافه اولائك بالتمسك بالاسلام وبقيمه وبمحبة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وبالاهتداء به وبالاحتفاء به وبالتوقير له وبالتعظيم له وبالتقديس له صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله ،

وبالرغم مما يعانية شعبنا اليمني في هذه المرحلة من احداث جسام وهو يواجه هذا العدوان المتجبر الغشوم الظالم الذي تكالبت فيه قوى الشر العالمية الاقليمية والمحلية وفي طليعتها امريكا واسرائيل ومن الاقليم من الوطن العربي نفسه النظام السعودي المجرم العملي الخائن للامته ولدينه وعلى مستوى البلد المرتزقة الذين باعوا انفسهم للشيطان وباعوا شعبهم وباعوا وطنهم وباعوا كرامتهم وباعوا حتى انسانيتهم ، شعبنا اليمني وهو يعاني من هذا المحنة الكبيرة والعظيمة وهو يستهدف بدون أي حق بدون ان يقترف ذنب يبرر لؤلائك المعتدين ما يفعلونه به ومايرتكبونه بحقة من ابشع الجرائم وافضع الاعتداءات يستهدفون الحياة ويستهدفون الارض يعملون على اذلال وتركيع هذا الشعب الحر العزيز المسلم ومن حوله المنطقة بكلها تعيش الاحداث الجسام وتعيش واقع استثنائي مليء بالفتن مليء بالحروب مليء بالازمات نتيجة الاستهداف الكبير لهذه المنطقة ولشعوبها باجمعها الاستهداف لهذه الامة جمعاء بهويتها الاسلامية في اخلاقها وفي قيمها واستهداف لها ايضا كاملة بغية تفكيكها وبعثرتها وتمزيقها والسيطرة التامة عليها والاخضاع لها والاذلال لها والاستعباد لها وبغية الاستغلال لها انسان وارض وخيرات وثروة ،

هذا الوقع المساوي الذي تعيشه الامة هذا الواقع المظلم الذي وصلت اليه الامة نتيجة انحراف الكثير من المحسوبين عليها من الانظمة ومن القوى السياسية ومن داخل الشعوب ايضا انضمام الكثير الى صف الاعداء خيانة وعمالة وتامر وكيد ومكر بهذه الامة وبابنائها وبهويتها وبوجودها الحضاري بكله هذه المرحلة المظلمة وهذا الواقع المظلم والمساوي وهذه الاحداث الجسام التي المت بهذه المنطقة وبشوبها هي انما تدفعنا وتدفع كل المستنيرين كل الذين يحسون بالمسؤولية تجاه هذا الواقع كل الاخيار وكل الاحرار وكل الشرفاء الذين يتطلعون الى اخراج هذه الامة من هذا المازق الكارثي الذي تعيشه في كل الشعوب وفي كل المنطقة ، انما نرى جميعا في هذه هذه المناسبة العزيزة انما نرى فيها نافذة للضواء انما نرى فيها افق للخلاص انما نرى فيها نور يبعث على الامل وينير الدرب ويفسح المجال ويضيء الطريق للجميع اين هو الحل واين هو المخرج واين حقيقة المشكلة واين حقيقة الحل لهذه المشكلة ، اليوم من خلال هذا الواقع نتطلع الى هذه الذكرى لنرى فيها كل الدروس وكل العبر التي نحتاج اليها نحتاج اليها نور وبصيرة ووعي ومشروع عملي يقود امتنا الى الخلاص يقود امتنا الى الفرج يقود امتنا الى التغيير من الواقع السيء الى الواقع المنشود الذي يمثل الخير ويمثل العز لهذه الامة ، نتطلع الى رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى اله من خلال هذه الذكرى وهو الحاضر دوما ، نحن لا نستذكر غائب غاب عن وجداننا او غاب عن مشروعنا او عن واقعنا او عن اهتمامنا او عن ايمننا لان رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله هو رسول الله الذي نؤمن به هادي وقائد معلم في صلاتنا في كل يوم وفي كل ليلة نقف بين يدي الله سبحانه وتعالي فنشهد له بالوحدانية وبالربوبية ونشهد لعبده ونبيه محمد بالرسالة في موقعه رسول قائد مربي اسوه قدوه نور نقتدي به ونهدتي به ونتاسا به ونسير على دربه فهو الحاضر دائما في وجداننا حب مع قداسة عظيمة في موقعه العظيم رسول من عند الله وفي كماله الانساني العظيم الذي تعشقه كل نفس سليمة في فطرتها ،

الرسول الحاضر دوما في ايمننا وفي وعينا وفي صلاتنا وفي هدينا الذي نعود اليه هدا من عند الله سبحانه وتعالي وفي مبادئنا وفي قيمنا الرسول نستحضره اليوم في هذه المناسبة امل لخلاص البشرية كل البشرية من كل ما تعانيه نتيجة هيمنة وطغيان قوى الاستكبار والطاغوت التي ملات العالم كله بشرها وفسادها واجرامها وطغيانها وسوءها وقبحها ، نتطلع الى الرسول صلوات الله عليه وعلى اله في حركته بالرسالة ، نتطلع اليه بما احدثه من تغيير عظيم بمشروعه الالاهي العظيم في واقع العالم ان ذاك ابتداء من المنطقة العربية ذلكم المشروع العظيم الذي كان به خلاص البشرية فالرسول صلوات الله عليه وعلى اله وهو خاتم النبيين وتمام عدت المرسلين يحمل كل ارث الانبياء وفي حركته وفي ذاته هو فيما حمله من قيم واخلاق قدم للبشرية في مرحلتها الاخيرة قدم لها كل خلاصة الماضي فيما اودعه الله سبحانه وتعالي لانبيائه ورسله وللبشرية في جميع مراحل التاريخ من هدى ونور وقيم واخلاق وتعاليم يترتب عليها سمو البشرية وكرامتها وعزتها وسعادتها وتضمن الحلول لكل مشاكلها وتضمن لها المسير في الاتجاه الصحيح في الصرات المستقيم نحو الله ونحو ما يرضي الله وفي استخلافها على الارض بما يامر هذه الحياة وبالعدل وبالحق ولسعادة الدنيا ولسعادة الاخرة ايضا ، الرسول صلوات الله عليه وعلى اله بعثه الله والعالم ان ذك في واقع مظلم في جاهليته الاولي التي تتشابه الى حد كبير مع جاهلية اليوم ، تلك الجاهلية التي كان عليها الواقع على مستوى المنطقة العربية وعلى مستوى بقية العالم بات مفرغ من القيم الانسانية و الاخلاقية باتت حالت الظلال والتيه التي يعيشها الانسان في شتى ارجاء المعمورة ان ذاك هي المسيطرة بات الانسان يفتقر كل الافتقار الى ما يحقق انسانيته كانسان الى ما يستنقذه من حالة التيه والاحطاط والضياع التي يعيشها في واقع الحياة ، بات مفتقر ومتعطش الى القيم الفطرية التي بها كرامته كانسان وتميزه كانسان وسعادته كانسان في هذا الوجود

ولذلك كان الواقع العربي اولا كما قال الله سبحانه وتعالي ، وان كانوا من قبل لفي ظلال مبين ، ذلك الظلال المبين يتمثل فيما كان عليه العرب من الاعتماد على الخرافة وعلى الجهل وعلى الشرك وعلى الكفر وعلى الوثنية وعلى التوحش ، مظاهر ذلك الظلال كانت في ان الواقع الذي كان يعيشه العرب كله واقع ضياع لا كيان يجمعهم لا هدف لا مشروع لا رسالة لا قضية سوا امة متفرقة متبعثرة متناحرة لي لها أي مشروع مهم في هذه الحياة تعيش في واقعها العداء الشديد والنهب والسلب والتخلف والجهل بكل اشكاله ولذلك كانوا يستندون الى الخرافة عقيدة واي ظلال للانسان حينما يجعل حينما يجعل من الخرافة عقيدة ، فعبدوا الاصنام واشركوا بها مع الله سبحانه وتعالى وجعلوا من الاحجار التي كانوا هم يقومون بنحتها او بشرائها او ببعيها جعلوا منها الهة مع الله سبحانه وتعالي ، اعتقدوا فيها النفع واعتقدوا فيها الضر وتعبدوا لها وتوجها اليها كشريكة اشركوها مع الله سبحانه وتعالي ، كذلك كانوا في واقعهم العام بعيدين عن الواقع الانساني على مستوى فضيع من التوحش لدرجة ان البعض منهم لم يكن ابدا ليتحاشى من ان يقوم بقتل ابنه اذا ولد له مولود وهو يعيش ظروف صعبة او فقر فيقتل ابنه خشية الاملاق اما على ابنه او من واقعه الذي يعيشه كظرف اقتصادي صعب كما قال الله سبحانه وتعالى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاءهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ، كذلك قال لهم ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياكم ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ،

وهكذا كان العربي الذي ينظر الى واقع الحياة من حوله نظرة سخيفة تعتمد الخرافة ونظرة زائفة لا تستند الى الحقيقة ولا الى الوعي كان متخبط في واقع الحياة ، بهذه النظرة يتعاطي مع كل ما حوله ، ينظر الى المرة نظرة احتقار بالغة ، ينظر لها الى انها مجرد سوئت وعار فكان احدهم كما حكى القران الكريم ، واذا بشرا احدهم بالانثاء ظل وجهه مسود وهو كظيم يتوارا من القوم من سوء ما بشر به ، ايمسكه على هون ام يدسه في التراب ، يقتل ابنته وهي طفلة وهي في منتهى الصغر في مقام يستجلب من الانسان ويكسب من الانسان عاطفته ومحبته ، واذا المؤدة سؤالت باي ذنب قتلت ، ياكل الميته ، يتناحر الجميع على اتفه الاسباب وابسط المسال فيقتتلون عشرات السنين ليس لهم هدف في الحياة ولا مشروع في الحياة كل واقعهم عبارة عن ضياع بكل ما تعنيه الكلمة ، اما الواقع من حلوهم فهناك ابراطوريات قائمة ولكنها متوحشة لا روح لها ولا قيم ولا اخلاق ولا عد تقتل واقع عالمي اشبه ما يكون بواقع الغابة كل اهتمامات الناس منصبة الى ان ياكل بعضهم بعض وان يقتل بعضهم بعض وان ينهب بعضهم بعض وان يضطهد القوي الضعيف وهاكذا كان ، لكن عندما اتى الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى الله برسالة الله الخاتمة بمبادئها العظيمة غيره كل هذا الواقع وابتداء بالواقع العربي نفسه ابتداء بالواقع العربي نفسه ، ذلك العربي الجاهل البدوي المتخلف الذي يركع ويسجد للحجر التي نحتها او اشترها والذي يقتل ابنته ويادها وهي طفلة والذي لا يعيش الرحمة في وجدانه ولا كيانه والذي يحمل الخرافة تجاه واقعه والواقع من حوله بعيد عن الحقيقة والذي ليس له هدف ولا مشروع في هذه الحياة بفعل الاسلام وبفعل مبادئ الاسلام وبفعل نور الاسلام وبفعل حركة نبي الاسلام تحول الى عربي اخر ، الى عربي راقي مؤمن موحد لله سبحانه وتعالي يحمل القيم ويترفع عن سفاسف الامور يحمل رسالة الخير وارادت الخير ويتحرك لاقامة الحق والعدل ، الامة المبعثرة المتفرقة المتناحرة المقتتلة المتهالكة على عقال بعير او على قليل من الغنم او على قليل من الارض او أي اعتبارات اخرى ،

تحولت الى امة موحده تجتمع كلمتها على اشرف رسالة على اعضم مبداء على اشرف قيم على اذكى اخلاق وتحركت بعد صراع مرير وبعد جهود كبيرة من خلالها تغير هذا الواقع لم يكن بالشيء السهل ولا بالشيء البسيط الذي تمكن به الرسول صلوات الله عليه وعلى اله من تغيير هذا الواقع تحرك يبلغ رسالات منذر ومبشر وهادي وصابر على الناس ومحتسب في ذلك بكاتب الله سبحانه وتعالي بايات الله البينات حتى غير هذه النظرة هذه الروحية هذا التفكير السطحي والساذج الذي كان يحكم الانسان ان ذاك فكانت حركة النبي صلوات الله وعلى اله متجهة الى هذا الانسان الجاهل الغبي المتخلف لتغيير فكرة لتغيير نظرته الساذجة لتزكية نفسه لتزكية روحه لتعديل وتقويم سلوكه بالاخذ بيده نحو معارج الكمال الانساني ، فلذلك قال الله سبحانه وتعالي ،هو الذي الله الله بفضله برحمته برحمته بالبشرية جمعاء وبرحمته بالبيئة الاولي لهذا الدين بالمنطقة العربية ، هو الذي بعث في الاميين رسول منهم يتلوا عليهم اياته ، تلك الامة التي لم تكن ترتبك لا بكتاب من كتب الله ولا بهدى من هدى الله سبحانه وتعالي ، يتلوا عليهم اياته ويزكيهم ، وعماد استقامة الانسان في الحياة وصلاحه في الحياة ونفعه في الحياة وعلاج مشاكل كل الحياة التي هي منشاها الانسان وعلى يد الانسان زكاء الانسان زكاء نفسه الى تدنست النفس الانسانية فتتحول الى منبع للشر وتكون هي منشاء كل المشاكل في هذا العالم ، يتلوا عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فتتحول الى امة الكتاب التي تتغير كل ما لديها من رؤى سخيفة وافكار ظالمة ومنحرفة الى رؤى منشها هدى الله سبحانه وتعالي منشها كتاب الله لتكون امة الكتاب امة القران التي ترى بنور القران تقيم الاشياء من خلال القران نظرتها الى الواقع من حولها الى الاحداث من حولها من خلال القران وتحمل رسالة القران وهدى القران واخلاق القران ، ويعلمهم الكتاب والحكمة لتكون الامة الحكيمة تحمل الحكمة رؤية وتحمل الحكمة سلوك وتحمل الحكمة مواقف وتتحرك على اساس من الحكمة امة متزنة في تصرفاتها صحيحة حكيمة قائمة على اسس صحيحة ، أي نقلة من ذلك الوقاع المظلم الذي كان يعيشه العرب لا حكمة ولا زكاء ولا هدى ولا مشروع الى امة بين يديها الحكمة التي قدمها رسول الاسلام من خلال القران من خلال تلك التعاليم العظيمة الحكمة في السلوك الحكمة في التصرفات الحكمة في المواقف الحكمة في القول والحكمة في الفعل ، هكذا اكرم الله هذه الامة بهذه الكرامة العظيم بهذا الهدى العظيم ، وان كانوا من قبل لفي ظلال مبين ،

لا حكمة ولا زكاة ولا نور تخلف نحطاط في كل واقع الحياة ، ياكلون الميته في واقعهم الحياتي يعيشون بؤس فضيع جدا تناحر واخرين منهم لما يلحقوا بهم لكل الاجيال اللاحقة هدى باقي في اوساط الامة فالقران باقي في اوساط الامة والرسال صلوات الله عليه وعلى اله اسوه باقية من موقع الاسوه من موقع الهداية فيما تركه فيما قدمه من هدي فيما قدمها من تعاليم فيما عرف من سيرته صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتين من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، وما اعظيم قيم هذا الدين ، مشكلتنا اليوم ايه الاخوه الاعزاء مشكلة الكثير من ابناء الامة وجماهير الامة ان نظرتهم الى الاسلام والى رسالة الاسلام والى الرسول صلوات الله عليه وعلى اله نظرة ناقصة ينقصها الكثير والكثير ، السائد اليوم في الذهنية العامة ان الاسلام هو مجرد تلك الطقوس فقط وامة الاسلام هي تلك الامة التي بقي لها من اسلامها صلات وصوم وزكات وحج وشيء يسير من هامش هذا الاسلام من هنا او هناك بينما غيب من واقع الاسلام اساسيات هي التي تعطي قيمة حتى للصلات وفاعلية للزكات وفاعلية للمسجد وقيمة لما بقي ، فحينما اضيعة من واقع الامة تلك الاساسيات بقي لها اسلام لا طعم لها لا روح له لا اثر له لا نفع له لا يحق حق لا يبطل باطل لا نرى اثره في الكثير من ابناء الاسلام من ابناء هذا الدين من اوساط هذه الامة لا نرى لها اثر في زكاء النفوس ولا في القيم ولا في الاخلاق ، اسلام جرد من العدل والعدل من اساسيات الاسلام وما الذي حل بديل عنه هو الظلم فكان واقع هذه الامة للاسف الشديد واقع مليء بالظلم والتظالم واليوم كل يشكوا مما يعانيه من الظلم من ابناء الامة وعلى يد من هم محسوبون على انهم من الامة ثم نأتي الى زكاء النفوس نجد ظاهرت التوحش اليوم في واقعنا الذي هو فعلا جاهلية اخرى تحدث عنها الرسول فيما سبق حينما قال ، بعثت بين جاهليتين اخراهما شر من اولاهما لان هذه الجاهلية فيما يمتلكه قادتها وفيما يمتلكه رجالها وفيما تمتلكه جيوشها وفيما يمتلكه اربابها واصحابها هم اسواء واكثر خطروه وضر وشر على البشرية مما كانت الجاهلية الاولي ،

في الجاهلية الاولي لم يكن الجاهليون فيها يمتلكون من الامكانات العسكرية والاعلامية وغيرها مثل ما هو قائم في واقعنا اليوم ، اليوم المسالة بشكل كبير جد خطيرة ووصل سوءها الى حد فضيع ومعانات البشرية من ويلاتها وكوارثها وماسيها على نحو لا يخفى على احد ، في جاهلية اليوم نرى التوحش الذي كان في جاهلية الامس قبل مبعث نبي الاسلام محمد صلوات الله عليه وعلى اله نرى اليوم الاطفال والنساء والانسان رجال او امراة طفل او كبير او صغير شاب او شيخ لا قيمة لحياته يقتل الالاف بكل بساطة ، اذا كان العربي في الماضي بمديته او بسيفه يقتل فجاهلية اليوم تمتلك اعتى وافتك انواع الاسلحة التي تتمكن من خلالها من تنفيذ الابادة الجماعية والقتل الجماعي للالاف من الاطفال والنساء وللانسان القدرة على ان يخمن او يقدر الارقام من قتلى البشرية من ويلات جاهلية اليوم بالملايين اطفال ونساء رجال ونساء كبار وصغار نتيجة امكانات جاهلية اليوم جاهلي اليوم امريكي او اسرائيلي ، سعودي او اماراتي او غيره جاهلي اليوم بوحشيته بتجرده من الانسانية يستخدم الطائرات يستخدم القنابل المحرمة والاسلحة المحرمة دوليا يستخدم افتك انواع الاسلحة ليقتل الالاف والالاف من الاطفال والنساء بطريقة وحشية بشعة لا تستطيع الا ان تقول ان الذي يفعل ذلك متجرد من كل الشعور الانساني يعيش تماما الحالة الغريزية التي يعيشها أي وحش أي حيوان متوحش ، لا فرق بينه وبينه ، بل هم اظل بل هم اظل حتى من الحيوانات ، قد ترحم تلك الحيوانات ما لا ترحمه تلك الوحوش البشرية ، الاسلام هو دين القيم دين الاخلاق ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربا وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واليوم اين هو العدل واين هو الاحسان اين هي قيم العطاء والبذل ، في المقابل الذي نراه سائدا في واقع القوى المتجبرة والمتمكنة حتى المحسوبة منها على الاسلام في هذه الانظمة التي تتظاهر بالتدين السائد والمنكر وهو البغي باقسى وابشع اشكاله البغي في التعدي على الشعوب في قتل الناس في الانتهاك للحرمات في الاستهانة بالدماء واسترخاص ازهاق ارواح الناس ،

الاسلام الذي هو منظومة من القيم التي تربك بين البشرية وتحسسها بانها اسرة واحدة من نفس واحدة اليوم يتحرك البعض حتى ممن هم محسوبون على هذا الاسلام بعكس هذا تماما ، في الاسلام يقول الله في قرانه يقول سبحانه وتعالي ، يا ايه الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرة ونساء ، يقول سبحانه وتعالي (يا ايه الناس) خطاب للبشرية كلها (انا خلقناكم من ذكر وانثاء وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ان اكرمك عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير) هذا هو الاسلام الذي يؤسس للروابط الانسانية بين المجتمع البشري بكله ويقدم للمجتمع البشري من المبادى والقيم والاخلاق ما يكفل له ويحقق له ان يعيش هذا الشعور الاخوي الاسرى ان يعيش التضامن ان يعيش التعاون ان يعيش التفاهم ان يعيش المواسات ان يعيش التعاضد بدل من التظالم والتناحر والاستهداف ، على ماهو قائم اليوم في واقع البشرية ،

الاسلام بهديه العظيم بهديه العظيم والمبارك الذي يعطي الانسان رؤية ونور وبصيرة تجاه الواقع بكله فلا يعيش اعماء ولا يعيش قابل للخداع والتظليل وساذج في تفكيره يتمكن أي ظال او أي مظلل بالاسلوب الاعلامي او بالاسلوب الثقافي او بالاسلوب الفكري من ان يجره الى المتاهات ، القران الكريم يعطيه اعلى مستوى من الوعي ، قال الله عنه (كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور ) الى النور وهكذا هو الاسلام العظيم الذي يحول الامة الى امة لها رسالة تنشد الحق تسعى الى الخير وتحمل ارادة الخير وتسعى لنشر الخير في العالم اجمع واحقاق الحق واقامة العدل ، الاسلام الذي هو دين الفه و اخاء وتعامل وتفاهم ، يقول الله فيه وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، يقول الله فيه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) يقول الله فيه (واذكروا اذ كنتم اعداء فالم بينكم ) هذا الاسلام العظيم الذي اثمر في الواقع تجربة معطاءة عظيمة مشروع واقعي واقعي كان هل تجربته الواقعية وحضروه الفعلي في واقع الناس ولمس تغييره ، لم يكن مجرد مشروع مثالي هناك يبقى مجرد نظرية تقال او تدرس فقط ، لا ، نزل الى الواقع على يد الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى اله ولمست عظمة هذا الانسان وغير الواقع تماما ومثل فعلا ارقى مرحلة في تاريخ البشرية فيما عرف عن تاريخها ، في كل ما عرف عن تاريخ البشرية ارقى مرحلة وارقى واقع هو ذلك الواقع الذي صنعه الاسلام فعلا في المنطقة العربية وامتدت اثاره الى كل اقطار المعمورة وارجاء المعمورة بفعل حركة النبي محمد صلوات الله عليه وعلى اله بتلك القيم بتلك المبادئ بتلك الاخلاق بتلك التعاليم ، وهذا ما يجب ان نعيه جيدا ، ثم بعد الانحراف عن تلك القيم عن تلك الاخلاق عن تلك العاليم عن ذلك الهدى والاقتصار على شكليات تطوع وليست حتى في مستوها النقي ، تطوع لخدمة الجائرين والمستكبرين ، اصبحت المساجد تطوع لخدمتهم اصبحت الجبايات المالية تطوع لمصلحتهم وهكذا اصبحت بقية الهامشيات باستثناء الاوساط التي تستمر في اتجاهها الصحيح كاوساط الامة ، ولكن نتائج الانحراف في واقع الامة ملموس وكارثي