الكاتبة السعودية صفاء الأحمد على bbc: السعودية حليفة «القاعدة» في تعز
على متن قارب تجاري، دسّت الصحافية السعودية صفاء الأحمد نفسها لتصل إلى مدينة تعز اليمنية (جنوباً) عن طريق جيبوتي، وتخرج إلى العلن فيلمها «تعز بين المطرقة والسندان» (34 د.).
عرض الفيلم أمس على «bbc عربي» ضمن السلسلة الوثائقية «عن قرب».
إنّه الشريط الثاني للصحافية السعودية عن اليمن، فقد سبق للقناة البريطانية أن عرضت في آذار (مارس) الماضي وثائقي «الحوثيون من الجبل إلى السلطة»، يؤرّخ للحركة الحوثية ومختلف تشعباتها الإقليمية والانقسام السياسي والشعبي حولها.
لم يكن سهلاً الوصول إلى هذه البقعة في ظل الحصار الذي تفرضه «قوات التحالف العربي» منذ بدء عدوانها على اليمن في نيسان (أبريل) 2015. حملت الأحمد كاميراتها ووصلت إلى عدن برفقة عناصر من «التحالف».
هناك، كانت على مشارف قاعدة عسكرية تابعة لهم حيث منعت من البقاء والتصوير لأنّها «إمرأة».
فالمسلحون هناك لم يكونوا منتمين إلى «التحالف» فقط، بل إلى تنظيم «أنصار الشريعة» أيضاً التابع لـ «القاعدة».
هكذا، كشفت صفاء بالصوت والصورة حضور قوات من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تقاتل إلى جانب مسلحين موالين لـ «القاعدة» ضد الحوثيين.
بعد عدن، استغرقت رحلة فريق «هيئة الإذاعة البريطانية» يوماً كاملاً للوصول إلى تعز عبر سلوك طريق تهريب السلع والأسلحة. هناك أيضاً وعلى الخطوط الأمامية قرب هذه المدينة اليمنية، تبيّن انتشار قوات من الإمارات والسودان، وإلى جانبها مقاتلون من «القاعدة» في نقاط تماس منفصلة.
الوثائقي خرق الحصار ودخل أحياء تعز المدمّرة، وعاين الأوضاع المأساوية لمن بقي من السكان، بعدما نزح أكثر من 400 ألف شخص من أصل 600 ألف كانوا يعيشون في هذه البقعة.
وسط الأبنية المدمرة والأوضاع الصحية والمعيشة الصعبة، سجّلت الأحمد لهذه اللقطات وسط نيران الحرب المتبادلة.
خلّف الشريط جدلاً واسعاً على شبكات التواصل الإجتماعي.
هناك من اتهم صاحبة العمل بـ«دسّ السمّ في العسل»، فيما رأى آخرون أنّها تسبغ أهل تعز بـ «الداعشية».
ليست المرّة الأولى التي تتعرّض فيها صفاء الأحمد للإنتقادات، إذ سبق أن واجهت حملة شعواء بعيد عرضها لفيلم «الحراك السري في السعودية» على «بي. بي. سي»، يرصد الحراك الشعبي داخل منطقتي «القطيف» و«العوامية» السعوديتين المعارضتين.