القتلة يغسلون الدماء بمزيد من الدماء

محمد عايش

من يقتلون الناس من السماء يغتالونهم على الأرض.

هذا ملخص سلسلة الاغتيالات التي تشهدها صنعاء هذه الأيام.

وكنت حذرت هنا، عند تنامي موجة الاغتيالات في عدن، أن صنعاء قد تشهد موجة مماثلة، وذلك كي يقول السعوديون وحلفاؤهم، الحاكمون في عدن، للحوثيين وحلفائهم الحاكمين في صنعاء:

ما فيش حد أحسن من حد ولا سلطة أحسن من سلطة..!

والآن فإن ما حذرنا منه يتحقق، و هاهم يحاولون إغراق صنعاء بالدم.

اغتيالات تحمل طابع الإفلاس والتخبط أيضاً، فباستثناء جريمة اليوم التي طالت قياديا في الجيش هو مدير النظم والمعلومات في القوات الخاصة العقيد محمد ردمان الضلعي (وهو يصطحب أطفاله للمدرسة، أي في توقيت جبان كجبن القتلة دائماً)؛ فإن عمليات الاغتيال تطال مجرد “منتمين” للحوثيين وليس قياديين أو مجرد ناشطين لا ناشطين بارزين، وتلك ذروة الإخفاق ومنتهى الجرم. ويتزامن ذلك مع ازدياد وتيرة الاغتيالات في عدن وبمعدل جنوني.. ما يعني أن الخرق الذي صنعه التحالف في تلك المدينة لا يمكن ترقيعه بالمزيد من الجرائم في مدينة أخرى هي صنعاء، ولكنه العقل المجرم لا يستطيع إلا أن يغسل يديه من الدماء بمزيد من الدماء.