العمليات اليمنية تُمرّغ هيبة أمريكا والكيان الإسرائيلي في الوحل (2-2)
في الـ14 من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، أنّ القوات المسلحة لن تتردد في استهداف أي سفينةٍ إسرائيليةٍ في البحر الأحمر أو أي مكان تطاله أيدي القوات المسلحة ابتداءً من لحظة إعلان ذلك البيان.
إثر ذلك توالت عمليات الاصطياد للسفن الداخلة في إطار القرار، كان تجاهل البعض لتحذيرات القوات المسلحة يشير إلى أن عقلية الاستباحة للمياه العربية ولكل ما هو عربي وإسلامي لا تزال تسيطر على القوى الأجنبية فتعميها عن إدراك أن التحرك اليمني هو بداية صحوة، ولم يعد اليوم كالأمس، وغدًا سيكون مختلفًا أيضًا لجهة فرض تغيير شكل التعامل مع المنطقة ودول المنطقة.. لم تكن السفن تعير التحذيرات اليمنية أي اهتمام، ليأتيها الخبر اليقين بأن القرار اليمني قرار سيادي، وعدم احترام القرار يعني عدم احترام البلد وفي هذه الحال، حقّ عليهم القصف والتنكيل، وهو ما كان.
ورغم استمرار معاقبة المنتهكين للقرار، لم تكن السفن تستفد مما تعرضت له السفن السابقة فكانت كل سفينة تراهن على هيبة الدولة التي تنتمي إليها، وعلى تاريخ طويل من الذل والمهانة التي عليها العرب والذين ما كان لهم يومًا أن يوجهوا حتى كلمات عتاب لهذا الاستخفاف بهم، فواصلت القوات المسلحة اليمنية في مهمتها المدفوعة من واجبها الديني والأخلاقي والإنساني إسنادًا لأبناء غزة الذين خذلتهم كل دول العالم وتركتهم لمحرقة الصهاينة البرابرة يُنكلون بهم كيفما شاؤوا ويحاصرونهم ويمنعون عنهم الماء والغذاء والدواء.
هدير اليمن في معركة البحر
مع بدء ظهور الأثر على الكيان وشعور أمريكا بأن حضور الشخصية اليمنية آخذ في التنامي، جمعت واشنطن لليمن ما استطاعت من قوة، فكانت معركة البحر.
في معركة البحر التي تأتي في إطار المرحلة الرابعة من معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس) المساندة لطوفان الأقصى، كان هدير اليمن عاليًا، وعلى مدى عام من إسناد الأشقاء في فلسطين بمنع السفن من الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة، ومنع سفن الجهات الداعمة ومن لها علاقة من التحرك في المياه العربية، كان اليمن عظيمًا وهو يواجه الشيطان الأكبر مباشرة، بمفاجآت اوقفت اللوبي الصهيوني على قدم واحدة.
يقول وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون الاستحواذ والاستدامة وكبير مسؤولي مشتريات الأسلحة (البنتاغون) بيل لابلانت: إن الجيش اليمني أصبح مخيفًا.
ومؤخرا أعلن البنتاغون الأمريكي سحب حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” وذلك بعد أيام من استهدافها بعملية نوعية للقوات المسلحة اليمنية وهي الحاملة الثالثة التي تضطر للمغادرة تحت ضربات الجيش اليمني بعد “أيزنهاور” و “روزفلت”.
جاء هذا الاستخلاص بعد معركة طويلة جرّبت فيها أمريكا كل الألاعيب والمؤامرات، ومارست فيها قواتنا المسلحة أرقى التكتيكات العسكرية، التي أعجزت أعظم قوى الإمبريالية أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
مسار المواجهة كشف عن قدرات يمنية فائقة في التصنيع والتكتيك، يقول المسؤول العسكري الأمريكي بيل لابلانت: “أنا مهندس وفيزيائي، وعملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية.. وما رأيته من أعمال قام بها اليمنيون خلال الأشهر الستة الماضية أمر أذهلني”، وقال: إن اليمن ينتج الصواريخ الباليستية بتقنية لا يمكن القيام بها إلا من الدول المتقدمة فقط.
ويؤكد محلل الأمن القومي في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، براندون جيه ويتشرت، على كلام وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون المشتريات والإمداد، بيل لابلانت، الذي أكد أن “ما تمكن اليمنيون من تحقيقه، من خلال هجماتهم بالصواريخ والطائرات من دون طيار، خلال العام الماضي، كان غير مسبوق”..
فيما ذكّر الكاتب الأمريكي في مجال الدفاع والأمن القومي، هاريسون كاس، بمصير حاملة الطائرات (ايزنهاور)، التي سحبت أذيال الهزيمة وهربت، وكتب كاس في مجلة “ناشيونال إنترست” تحت عنوان “اليمنيون اقتربوا من ضرب حاملة طائرات نووية أميركية بصاروخ” يقول: إنه في الصيف الماضي، أظهر أن حاملة الطائرات الأميركية “دوايت د. أيزنهاور” تعرضت لخطر شديد في أثناء القتال ضد اليمنيين، وأنها فشلت في اعتراض صاروخ باليستي يمني مضاد للسفن، وصل حينها إلى مسافة قريبة من حاملة الطائرات.
ويفضح هذا الاعتراف وأخرى على لسان العديد من المسؤولين والخبراء الأمريكان، حالة العجز لدى الأنظمة العربية والإسلامية التي لم تفتقر للمال أو القدرات وإنما للاستقلال من هيمنة الأمريكي وللإرادة والإيمان بعدالة قضيتنا الأولى (فلسطين).
إصرار يمني وتراجع أمريكي
لم يتعاطَ الشيطان الأمريكي بجدية مع تحذيرات قائد الثورة ومضى بنفس الغطرسة يفرض إرادته لتمكين العدو الصهيوني من إبادة الشعب الفلسطيني، إلا أن السيد القائد كان جادًا، فدخول الشيطان الأمريكي ودعمه المباشر أو غير المباشر للكيان يعني دخول اليمن ومحور المقاومة في المعركة، وبكل ندِّية، واجه اليمن القوى الإمبريالية وفي مقدمتها أمريكا وحرّم المياه العربية عليها (البحر الأحمر، والعربي، والبحر الأبيض) خلال مراحل متصاعدة وصلت ذروتها في مرحلتها الرابعة المستمرة حتى الآن بالتزامن مع المرحلة الخامسة التي تعصف بعمق الكيان الإسرائيلي.
نهاية أبريل الماضي، عندما استهدفت القوات المسلحة السفينة الإسرائيلية “MSC Orion في المحيط الهندي، أثار الأمر أمريكا بشكل لافت إذ إن الاستهداف في هذا المكان كان يعني إصرار اليمن على حصار كيان الاحتلال فضلًا عن كونه يعطي مؤشرًا مرعبًا لقدرات اليمن على تجاوز طول المسافة.. وقالت وكالة أسوشيتد برس إن الهجوم على سفينة MSC في المحيط الهندي أثار على الفور تساؤلات حول الكيفية التي تمكن بها اليمنيون من تنفيذ هجوم على بُعد مئات الكيلومترات من شواطئ اليمن على هدف متحرك، فيما قال موقع maritime-executive إن الحادث يثير أسئلة مثيرة للقلق: لأن السفينة كانت على مسافة أكبر بكثير من اليمن مما قد يشير إلى أن اليمنيين قاموا بتوسيع نطاق طائراتهم بدون طيار.
ووفقًا لـ JMIC، فإن السفينة كانت في المحيط الهندي على بعد حوالي 300 ميل بحري شرق جنوب شرق البلاد، أو أكثر من 170 ميلاً بحرياً جنوب جزيرة سقطرى، فيما حددت هيئة التجارة البحرية البريطانية “UKMTO” موقع السفينة على بعد 400 ميل بحري من البر الرئيسي لليمن.
ولفتت القدرات اليمنية المراقبين، وقالت صحيفة مارين كوربس تايمز المعنية بأخبار البحرية الأميركية أن مشاة البحرية الأمريكية يتعلمون من تكتيكات اليمنيين، ونقل موقع “ماريتايم إكسكلوسيف” المختص بالتجارية البحرية الأمريكية عن بريان كلارك، وهو باحث في معهد هدسون، أن من الصعب تعقب القوات اليمنية المهاجمة للسفن، فمن داخل الأراضي اليمنية يستطيعون تحديد مواقع السفن ثم يطلقون الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن على هذه السفن ثم ينتقلون إلى مكان آخر وهذا يجعل من الصعب تعقبهم.
ادعاء وفشل
ادعت أمريكا اليائسة القدرة على حماية الملاحة الصهيونية، فذهبت منفردة لتجرّب حظها، إلا أن تقييمات قادة البنتاجون وخبرائه وباحثيه أضاؤوا للقيادة ما عميت عن إدراكه بفعل الغطرسة والغرور: مواجهة اليمن ستكون مكلفة ومُهينة للهيبة الأمريكية ولن يمكن ردّه عن إصراره.
وخلال تصدير أمريكا نفسها كحامية للسفن المرتبطة بالعدو، تصاعدت المواجهات بشكل واضح وزادت عمليات الاستهداف للسفن المعادية، فيما لم يكن من أمريكا إلا الوقوف والمشاهدة وفي أحسن الأحوال إصدار التصريحات.
فاحترقت سفن كالسفينة (سونيون) وغرقت سفن كالسفينة (روبيمار)، فضلًا عن انحسار ثقة الشركات العاملة في قدرة واشنطن بأن تكون في مستوى الالتزام بحمايتها للسفن، وذكرت مجلة “ناشونال ريفيو” الأمريكية أن فشل الولايات المتحدة في البحر الأحمر، يمثل فشلًا تامًا للسياسة والاستراتيجية الأميركية على أعلى المستويات، فيما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية فأكدت أن هناك بنوكًا عالمية رائدة تدرس تقييد الإقراض لأصحاب السفن الذين يعرضون سلامة البحارة للخطر في البحر الأحمر، وأكدت الصحيفة أن تفجير السفينة اليونانية (SOUNION) يعكس تطور تكتيكات القوات المسلحة اليمنية، موضحة أن العمليات اليمنية المساندة لغزة، منذ انطلاقها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أغرقت السفينة “روبيمار” في فبراير/ شباط، والسفينة “توتور” في يونيو/ حزيران.. من جهتها أكدت حينها صحيفةُ “نيويورك بوست -nypost ” إنَّ قيامَ القوات المسلحة اليمنية بنشِرِ مَشاهِدِ إحراق السفينة (سونيون) في البحر الأحمر يُعتبَرُ “سُخريةً من واشنطن وحلفائها ومظهَرًا من مظاهر الفشل وانهيار الردع الأمريكي”.
فيما أكدت مجلة “ناشونال ريفيو” الأمريكية إن “فشل الولايات المتحدة في البحر الأحمر، يمثل فشلًا تامًا للسياسة والاستراتيجية الأميركية على أعلى المستويات”.
لجأت واشنطن المحبَطة إلى فكرة التحالفات والتقاسم مع الآخرين الصفعات اليمنية، إلا انه ما لبثت أن تفككت التحالفات البحرية بشكل سريع عقب أن تبين لها أن المياه العربية ليست مكانًا للنزهة، وما كان في الماضي لم يعد على حاله اليوم.. وإثر ذلك أقرت أمريكا بالهزيمة في فرض إرادتها وتأمين حركة ملاحة الكيان الصهيوني
نمر من ورق
كارثية المواجهة البحرية لم تكن في تعقيد الأمر على واشنطن لتحقيق هدفها بحماية الكيان الصهيوني وإنما أيضًا باحتراق كرتها أمام العالم وهي التي تزعم بانها صاحبة القوة البحرية الأولى على مستوى العالم، ليتضح فيما بعد حسب تحليلات المراقبين أن أمريكا لم تعد إلا (نمر من ورق)، وهذه المسألة. يبدو صعبًا على أمريكا تقبّلها لأن آثارها استراتيجية وبعيدة المدى في ظل ترقب حذر لتحرك الصين وروسيا لسحب بساط التفرد بزعامة العامة من أسفلها.
على أن الواقع، شاءت أمريكا أو أبت، لا يجامل الغطرسة الأمريكية فمواجهتها للقوات اليمنية كشفت ما صارت عليه من وضع لا يؤهلها لمواجهة قوى كالصين وروسيا وهي مسألة اعترف بها قادة أمريكيين
وتوالت الاعترافات الأمريكية بالفشل أمام الضربات اليمنية النوعية وأن البحرية الأمريكية باتت عاجزة أمام الأسلحة اليمنية المتقدمة وشملت الاعترافات مجلس الشيوخ الأمريكي، إذ انتقد عدد من أعضاء المجلس دور واشنطن في مواجهة هجمات البحرية اليمنية في البحر الأحمر، ووصفوا ما يحدث بأنه “مهزلة بصريح العبارة”، وقالوا: “لشهور حتى الآن، كنا في البحر الأحمر في موقف لا نحسد عليه..”.
سحب أذيال الهزيمة
أمريكا في البحر الأحمر، حكاية مُنقذ جاء لينقذ الآخرين فوجد نفسه غريقًا في مصيدة الحسابات الخاطئة وبحاجة لمن ينقذه، إذ صارت حاملات الطائرات تتعرض للقصف، الأمر الذي زاد من ضغط الكونجرس الأمريكي على بايدن حينها للنأي بالحاملات من مواجهة الجيش اليمني، لان استهدفها سينهي ما تبقى من هيبة أمريكا في البحر وفي البر فضلًا عن هدر مليارات الدولارات التي كلفتها هذه الحاملات، وبالفعل وبعد أن تبين لقوات البنتاجون أنها عاجزة عن حماية سفنها أو إيقاف العمليات اليمنية، اضطرت واشنطن في أبريل الماضي لإعلان سحب جزء كبير من قوتها البحرية المتمركزة في البحر الأحمر في مقدمتها حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” والمدمرة “يو إس إس غريفلي”،ومؤخرا حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكولن” و قبلها كانت قطعًا بحرية لدول أخرى أعلنت انسحابها من هذا الفخ الذي أوقعتهن فيه أمريكا، إذ أعلنت ألمانيا سحب فرقاطتها “هيسن” من المنطقة في 20 أبريل الماضي، بالتزامن مع الاعتراف بأن “المواجهة مع اليمن هي أخطر مواجهة بحرية منذ عقود، رغم أنه لم يكن مرّ على وصولها الكثير من الوقت إذ وصلت في 23 فبراير من نفس العام، لكن فداحة الضربات اليمنية دفعها لأن تعيد حساباتها، ولا يزال العالم يتذكر كيف أن مواجهة القوات المسلحة اليمنية قد أربك هذه القوى ما جعلها تفقد السيطرة على نفسها، فحينها ارتكبت الفرقاطة الألمانية “هيسن” خطأ عملياتيًّا فاضحًا بعد أَيَّـام من نشرها، حَيثُ اشتبكت مع طائرة أمريكية بدون طيار كانت تحلق في البحر الأحمر، ظنًّا منها أنها طائرة مسيَّرة يمنية؛ وهو ما كشف عن ارتباك وتخبط، كما كشف عن غيابِ التنسيق بين القوات الغربية.
وكانت البحرية الفرنسية قد اضطرت من جهتها إلى سحب فرقاطتها (FREMM) من البحر الأحمر في الـ12 من أبريل تحت ضغط الصواريخ اليمنية، واعترف قائد الفرقاطة الفرنسية لصحيفة لوفيغارو بأن سحب الفرقاطة من البحر الأحمر كان بسبب المخاوف من تعرضها للاستهداف المباشر بالصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، وقبل ذلك اضطرت الفرقاطة الدنماركية إيفر هويتفيلدت” على الانسحاب من البحر الأحمر بسبب التهديد المرتفع ومواجهتها مشاكل خطيرة في منظومتها الدفاعية عرضتها وطاقمها للخطر، وكشف موقع “أولفي” الدنماركي المتخصص في شؤون الدفاع بأن الفرقاطة تعرضت لتهديدات مباشرة من طائرات مسيرة، ورغم الإعلان الرسمي عن نجاح إسقاطها كقصة نجاح، فإن واقع الأمر كان مختلفًا تمامًا، حيث أن الفرقاطة وطاقمها كانوا في خطر مباشر بسبب فشل أنظمة الدفاع.
يشير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” في تقرير له، إلى تصاعد عمليات القوات المسلحة اليمنية، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، مؤكداً أنه على الرغم من وجود تحالفين دفاعيين منفصلين يعملان في البحر الأحمر أحدهما “عملية حارس الرخاء” بقيادة الولايات المتحدة، والثانية القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي “أسبيدس”، إلا أن التحالفين فشلا في التصدي لهذه العمليات.
تقول صحيفة “التليجراف” البريطانية، إن الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية ومعها التحالف الأُورُوبي (أسبيدس) لا يمكن له أن يفوز في معركة البحر الأحمر وما يمكنهم فعله هو القتال فقط، موضحة أن اليمنيين حقّقوا أهدافهم وعطّلوا الملاحة الإسرائيلية في مضيق باب المندب والبحار المحيطة به واستنزفوا موارد المهاجمين لهم، وفي المقابل فَــإنَّ عدد السفن الحربية المنتشرة في البحر الأحمر ينخفض، بينما معدل الضربات المضادة الأمريكية البريطانية على اليمن أصبح بطيئاً، ومع كُـلّ الحضور العسكري الأمريكي البريطاني والأُورُوبي في البحر الأحمر إلا أن الملاحة البحرية الإسرائيلية لا تزال مشلولة ولم تتمكّن أمريكا من استعادتها.
تُقر رئيسة العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي، خلال جلسة استماع في “الكونغرس” ذاتها أن ” التهديد من اليمن كبير وصعب للغاية“.
واعتبر السيناتور الأمريكي دان سوليفان انسحاب حاملة الطائرات، هو طرد صريح من البحر الأحمر، قائلاً: ”حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت أيزنهاور) ومعها مدمرة حربية غادرتا البحر الأحمر مطرودتين من قبل اليمن“.
وأكّد السيناتور أنجوس كينج أن “ما يحدث هو مهزلة بصريح العبارة”، وقال: لطالما تحدثت عن هذا الأمر لمدة 3 أو 4 سنوات دون جدوى. نحن نتكبد خسائر فادحة ويتم إحراجنا في البحر الأحمر.
وكانت صحيفة “انترناشونال انترست” الأمريكية، قد ذكرت، خطورة صاروخ قوات صنعاء الفرط الصوتي (حاطم 2) على القطع الحربية الأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن قوات صنعاء أثبتت أواخر عام 2023 أنها قادرة على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بما تمتلكه من صواريخ”.
ويشير موقع أمريكي يحمل اسم (الحرب على الصخور)، إلى أن الحرب الدائرة حالياً بين البحرية اليمنية والبحرية الأمريكية ومن معها في البحر الأحمر وخليج عدن، تمثل فرصة لدراستها من أجل معرفة مدى تأثير تغيير التقنيات التكنولوجية الحديثة وتأثيرها في طبيعة الحروب البحرية بين قوة بحرية ضعيفة لكنها تملك ما يؤلم العدو وأخرى قوة بحرية تقليدية تملك ترسانة من المدمرات الباهظة الثمن.
تذهب بعض التحليلات المبنية على مراقبة المعطيات، إلى أن اليمن سبقت أمريكا بصورة صريحة في تكنلوجيا إنتاج صواريخ تفوق سرعتها سرعة الضوء، وما عزز ذلك، التساؤل داخل أمريكا وخارجها وعبر وسائل الإعلام الغربية، لماذا لا تستطيع أمريكا انتاج صواريخ فرط صوتية؟
اللقيط الإسرائيلي تحت الحصار
إزاء كل ذلك ومع كل الأعمال المتهورة الفاشلة للكائن الأمريكي كان على الاحتلال الإسرائيلي الخضوع والاستسلام لمرارة الحصار، وتجرع تداعياته التي ينكرها المتصهينين من العرب، بينما يقر ويعترف بها الكيان الإسرائيلي نفسه، بل ويناشد المجتمع الدولي للعمل من أجل رفع الحصار عنه والسماح للبضائع بالتدفق.
الفعل في ذاته مثّل تحركًا جريئًا بكل ما تعنيه الكلمة، فـ”إسرائيل” تمثل الغرب الاستعماري ببطشة وجبروته واحتكامه إلى منطق الشيطان لتنفيذ رغباته، كما مثّل تحديًا، إذ قام به اليمن منفردًا، وقد كانوا من قبل يصورون للأمة العربية والإسلامية أنه حتى لو اجتمع العرب واتحدوا فانهم لن يتمكنوا من “إسرائيل”، ها هو اليمن اليوم وهو الجريح من عدوان عشرة أعوام، يحاصر هذه التي أُشيع بانها قوة.. يعترف المدعو تساحي هنغبي، رئيس ما يسمى مجلس “الأمن القومي الإسرائيلي” بان كيانه يعيش “حصاراً بحرياً”، فيما قال الرئيس السابق لما تسمى شعبة الاستخبارات العسكرية في كيان الاحتلال “أمان”، المدعو تامير هايمن، إنّ تهديد اليمن هو “مشكلة للأمن القومي الإسرائيلي” وهو “تهديد خطير جداً على المستوى الاستراتيجي لحريّة الملاحة الإسرائيلية”، حسب ما قال.
قائد “سلاح البحرية” الإسرائيلية السابق اليعيزر ميروم، قال في هذا السياق أيضًا: إنّ القوات المسلّحة اليمنية تفرض حصاراً بحرياً كاملًا على “إسرائيل”، ما عطّل دخول وخروج 95% من البضائع إلى الأراضي المحتلة.
وقبل أيام من شهر نوفمبر الجاري كشفت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية، إن مصنعاً يابانياً داخل “إسرائيل” يتجه نحو موجة كبيرة من تسريح العمال، وذلك تحت وطأة عدة أسباب، منها تأثيرات الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء على كيان الاحتلال.. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من إدارة مصنع إطارات تابع لشركة (يوكوهاما رابر) اليابانية قولها إنه “في المستقبل القريب ستقرر الشركة اليابانية مصير المصنع الذي يعمل به حوالي 450 عاملاً”.