العدوان يرفع سقف جرائمه ويستهدف الفعاليات المدنية السلمية.
تعدى تحالف العدوان السعودي الأمريكي بهمجيته كل المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية, أمعن في إجرامه وتفنن في أذية الشعب اليمني على مدى عام ونصف مستخدماً أحدث الأسلحة وأفتكها, مصلداً كل قواه وامكاناته العسكرية على رقاب اليمنيين الذين أبتلوا بجار السوء السعودي الذي لم يراعي أي حرمة للدم اليمني الشقيق والمسلم.
جرائم العدوان بحق المدنيين تعددت وتنوعت ولم تقف عند حد استهداف الأسواق الشعبية وحفلات الأعراس كما حدث في محافظات حجة وصعدة وتعز وذمار وغيرها من المحافظات, بل تعدتها هذه المرة الى استهداف فعالية جماهيرية شعبية تظم كل أطياف المجتمع اليمني في قلب العاصمة صنعاء, فعالية احتشد لها الشعب من أقصاه الى أقصاه لا لشيء الا ليسمع صوته للعالم ويمارس حقوقه في اختيار شرعيته المسلوبة.
احتشاد أبناء الشعب اليمني اليوم في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وتوافدهم من كل محافظات الجمهورية للمشاركة في مهرجان التأييد الشعبي للمجلس السياسي الأعلى, لم يرق لقوى العدوان السعودي الذي حاول بكل امكاناته افشال هذه التظاهرة الشعبية من خلال استفزازه بطيرانه الحربي للوفود المشاركة طوال ليل أمس وشنه عدت غارات في محيط ميدان السبعين المخصص للاحتفال.
لم يكتف العدوان بتحليق طائراته الحربية ال “اف 16” وغيرها, في سماء ميدان السبعين المكتظ بمئات الاف اليمنيين الذين لم يأبهوا لعربدة الطائرات المعادية على رؤوسهم. بل عمد الى استهداف حشود المشاركين في التظاهرة بنيران غاراته الحاقدة التي أودت بحياة ثلاثة مواطنين وجرح تسعة أخرين من الجماهير الحاضرة في الفعالية.
جريمة حرب جديدة تقترفها قوى العدوان بحق متظاهرين مدنيين مشاركين في فعالية شعبية وطنية في ميدان عام, مستخدمة سلاح الطيران في تنفيذ الجريمة. والتي تعبر عن مدى استهتار قوى العدوان بالدم اليمني وبالقوانين والمواثيق الدولية التي تجرم الاعتداء على الفعاليات والتظاهرات السلمية وتكفل حق التعبير عن الرأي. لكن قوى العدوان لم تعد تأبه بشيء في سبيل تحقيق رغبتها في سفك الدم اليمني ومحاولة اركاع الشعب ولو حتى بارتكاب المزيد من الجرائم.
الصمت والتخاذل الدولي تجاه جرائم النظام السعودي وحلفائه بحق أبناء الشعب اليمني يزيد من النهم السعودي المتعطش لسفك الدم اليمني, فبعد استهداف العدوان بطائراته للمواطنين في الأسواق الشعبية وحفلات الأعراس والمدارس والمستشفيات, ها هو اليوم يدشن جرائم جديدة بحق المتظاهرين السلميين في الساحات العامة وعلى مرأى ومسمع العالم الصامت الذي ما إن يتحرك ضميره تجاه جريمة ما حتى يعود إلى صمته بفعل المال السعودي المدنس.