السيد القائد: ” التكريم العظيم للشهداء يدل على أهمية الجهاد كضرورة للتصدي لقوى الطغيان”
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر التطورات والمستجدات وكذلك عن الذكرى السنوية للشهيد التي تأتي من 12 جماد الأول إلى 19 جماد الأول من كل عام. أوضح فيها أن التكريم العظيم المعنوي والمادي للشهادة ومقامها الرفيع يدل على أهمية الجهاد في سبيل الله وفضله لأن الجهاد في سبيل الله تعالى هو ضرورة حتمية لكي تسود قيم الحق والخير والعدل والرحمة.
وأوضح السيد القائد أن قضية شهداء مسيرتنا وشعبنا منذ اليوم الأول هي قضية الأمة وفق التوجه القرآني والذكرى السنوية للشهيد هي من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها ولها بركاتها وآثارها الطيبة. لافتا إلى أن الذكرى السنوية للشهيد تهدف إلى ترسيخ قيم وثقافة ومكاسب الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى والاستنهاض للأمة تجاه مسؤولياتها.
ولفت السيد إلى أن الذكرى السنوية للشهيد تهدف لتمجيد عطاء الشهداء الذي حقق الله به النتائج المهمة للأمة. موضحا أن الأمم تمجد من يضحون بأنفسهم للخلاص من سيطرة الأعداء ودفع شرهم.
وأكد السيد أن منزلة الشهداء في سبيل الله تعالى وقيمة الشهادة هي منزلة عالية ومرتبة رفيعة تفوق كل عطاء وتضحية. موضحا أن البعض من الناس نتيجة شدة حرصهم على البقاء في الحياة قد يتجهون اتجاهات خاطئة منحرفة يخسرون بسببها مستقبلهم الأبدي في الآخرة ولذلك طالما أنه لا بد من الفناء من الحياة فإن الشهادة في سبل الله هي ربح حقيقي واستثمار واع لما بد من حصوله للإنسان في الحياة. موضحا أن الميزة التي جعلها الله للشهداء هي الحياة في تكريم خاص بهم في نعيم وسعادة حقيقية وهذا فوز عظيم لأن الله بكرمه العظيم لا يخسر معه أحد، أبدا فعلى مستوى العطاء المادي بالإنفاق في سبيل الله يضاعفه الله إلى 700 ضعف والتضحية بالنفس الله يعوض ذلك بحياة سعيدة راقية هنيئة تعيش فيها وأنت في سعادة تامة لا يشوبها أي كدر.
وأوضح أن النعيم العظيم الذي منحه الله للشهداء يدل على أهمية الجهاد وفضله، فالله عندما قدم هذا العطاء العظيم لمن يقتلون في سبيله يشجع الكثير من الناس على الجهاد، لأن من العوائق التي تؤثر على الناس هو الحرص على البقاء في الحياة فعندما قدم الله هذا التكريم العظيم للشهداء هو يعالج أكبر عائق نفسي لدى الكثير من الناس وبالتالي عندما يعرف الإنسان ويثق ويؤمن بأن الشهادة يترتب عليها هذا النعيم العظيم يشجعه للانطلاقة .
الجهاد ضرورة حتمية
وأوضح السيد أن الجهاد في سبيل الله هو ضرورة حتمية لكي تسود قيم العدل والرحمة ولدفع الأشرار وشرهم حتى لا تبقى الساحة خالية للأشرار لأن سيطرتهم تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع البشري في كل شي، لأن شرهم كبير جدا على الناس أما الله فهو الغني عن الناس وعن المجاهدين وعن كل عمل صالح يعمله الانسان.
ولفت السيد إلى أن الشهادة في سبيل الله تعالى هي فوز عظيم طالما لا بد من الرحيل من هذه الحياة واستثمار واع لما لا بد من حصوله للإنسان فالتكريم العظيم المعنوي والمادي للشهادة ومقامها الرفيع يدل على أهمية الجهاد في سبيل الله وفضله لأن الجهاد في سبيل الله تعالى هو ضرورة حتمية لكي تسود قيم الحق والخير والعدل والرحمة ولدفع الأشرار وحتى لا تبقى الساحة خالية لهم فسيطرة الأشرار تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع البشري في كل شيء، في أمنه واستقراره وحياته وإنسانيته ولذلك فالقيم والتعليمات التي قدمها الله للعباد هي لمصلحة الناس ولاستقرارهم، وإذا غابت فالبديل عن ذلك هم الأشرار.
الإبادة في غزة
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي يركز على المستشفيات كأهداف أساسية وكأنها قواعد عسكرية عملاقة، لأنه يريد إبادة أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين. مؤكدا أن العدو يسعى إلى إبادة الفلسطينيين بكل الوسائل، ومنها التجويع واستهداف الخدمات الطبية ومنع دخول الأدوية وتدمير كل مقومات الحياة.
وأكد أن الإبادة في قطاع غزة ليست إسرائيلية فحسب، بل أمريكية مدعومة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول غربية. موضحا أن العدو الإسرائيلي لم يكتفِ باستهداف الفلسطينيين أثناء دخول كميات ضئيلة من المساعدات، بل شكّل عصابات لنهبها. مضيفا أن العدو الإسرائيلي يستهدف الجهاز الحكومي في غزة حتى لا يقوم بتنظيم المساعدات الضئيلة جدا التي تصل، لأنه يريد أن تنتشر الفوضى.
لا بد من الجهاد
وأوضح السيد أنه يتجلى في واقع الناس أهمية وضرورة العمل لتوفير ما يمثل حماية لهم من العدو الإسرائيلي المجرم. وأضاف: نرى مصاديق الآيات القرآنية عن العدو في نهجه الإجرامي ومساعيه لإهلاك الحرث والنسل.
وأكد السيد أن العدو يشكل خطورة حقيقية على الناس والشواهد واضحة، وما يشكل ضمانة للأمة وحماية لها هو النموذج العظيم للمجاهدين ولو اتجه العرب التوجه القرآني الإيماني في الجهاد لحمى فلسطين والمنطقة بشكل عام. لافتا إلى أن تحرك العرب في المراحل السابقة لم يكن بحجم المسؤولية، ولا بمستوى التحدي والمخاطر ولا وفق رؤية صحيحة فتحرك العرب سابقا في مواجهة العدو كان كردة فعل لحظية، يفشلون وانتهى الأمر، ثم يتحركون في مرحلة أخرى بشكل لحظي غير مدروس ولا مسنود.
وقال السيد: “يتجلى في واقعنا أهمية أن تكون الانطلاقة إيمانية جهادية لأنها توفر الدافع الكبير والتقديس للمسؤولية والبصيرة والاستعداد العالي للتضحية”. مضيفا أن القرآن الكريم قدم النموذج الراقي الذي يمثل الأمل والخلاص للأمة، والسد المنيع في مواجهة قوى الشر الإجرامية. لافتا إلى أن الانطلاقة الإيمانية المقدسة غايتها مرضاة الله، ليست غاية مادية أو سياسية وانتهازية لاستغلال الشعوب فالانطلاقة الإيمانية تجعل المجتمع محط رعاية الله وتأييده يتحركون وفق تعليماته وبالقيم الإيمانية والراقية والأخلاق العظيمة.
وشدد على أن التحرك الإيماني الجهادي يحرر الناس من القيود والمخاوف ويرقى بالأمة إلى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات مهما كان حجمها. لافتا إلى أن الأمة تراجعت عن الكثير من مبادئها وقيمها وأخلاقها حتى وصلت إلى واقعها اليوم، ولذلك هي بحاجة إلى النموذج الإيماني الجهادي القرآني و الخيارات الأخرى التي انتهجها العرب فشلت، من المبادرات والتنازلات والاتفاقيات، ولم تمثل أي حماية للأمة.
وقال السيد: “الإسرائيلي يتحدث الآن بكل ثقة أن الأمريكي سيمنحه الضفة الغربية وغزة ومن اختاره ترامب سفيرا له لدى العدو الإسرائيلي لا يؤمن بأن هناك شيء اسمه الضفة الغربية، ولا شيء اسمه غزة.
صمود محور المقاومة
وأكد السيد أن المجاهدين من أبناء الأمة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن هم من اختاروا الخيار الصائب الحكيم وينبغي للأمة أن تعزز هذا الاتجاه الذي يحميها من الضياع والاستنزاف. موضحا أن الخيارات البديلة عن الاتجاه الجهادي هي استسلام أو استغلال بيد العدو، واستنزاف وقتال مع الأمريكي كما يفعل البعض. مضيفا أن الاتجاه الجهادي هو ناجح في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وفاعليته رغم محدودية الإمكانات فاق الجيوش العربية النظامية التي كانت تهزم هزيمة ساحقة في غضون أيام.
وقال السيد: “المجاهدون في فلسطين في غزة من كتائب القسام والسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة مستمرون ثابتون ينكلون بالعدو. وأضاف: 24 عملية نفذتها كتائب القسام خلال هذا الأسبوع وهي عمليات بطولية وعظيمة ومشرفة، منها عمليات جهادية فدائية.
وأكد أن الصمود العظيم لحزب الله والمقاومة في لبنان نموذج مشرف منذ بداية مسيرة حزب الله الجهادية وما يقدم حزب الله اليوم إنجاز عظيم، وهو صامد في وجه عدوان غير مسبوق على لبنان. مؤكدا أن مجاهدي حزب الله ينكلون بالعدو الإسرائيلي الذي يتكبد الخسائر اليومية والهزائم المستمرة.
وأوضح أن ما قبل حزب الله اجتاح العدو الإسرائيلي لبنان في 7 أيام ووصل إلى بيروت و ما بعد حزب الله في هذه المرحلة، العدو له أكثر من شهرين وهو لا يزال يخوض صعوبات كبيرة في القرى الأمامية في الحدود مع فلسطين المحتلة. مؤكدا أن حزب الله يتحرك بشكل فعال جدا، ومجاهدوه يشتبكون مع العدو الإسرائيلي من المسافة صفر ويطردونه وينكلون به. كما يمطر حزب الله المغتصبات، وتصل عمليات القصف الصاروخي حتى إلى يافا المحتلة والعدو الإسرائيلي في حالة رعب شديد والملايين من الإسرائيليين يهربون في الليل والنهار إلى الملاجئ، وصفارات الإنذار لا تكاد تتوقف. وأكد أن فاعلية مجاهدي حزب الله تعود إلى الصلة الإيمانية والروح الجهادية.
كما أشاد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالعمليات النوعية للمقاومة الإسلامية في العراق. موضحا أنها نفذت 18 عملية هذا الأسبوع بتصعيد وزخم كبير.