الدور الإماراتي في الصراع على اليمن
تقارير | 02 أكتوبر | إسماعيل المحاقري: تقاطع المصالح وتلاقي الأهداف والأطماع أسباب ساقت الإمارات لمشاركة السعودية في العدوان على اليمن لكن ما شجع الإماراتيين أكثر وجعل منهم رأس الحربة في هذا العدوان هي أوهام القيادة والوعود والرغبة الأمريكية في تقديم أبو ظبي كحليف يمكن الاعتماد عليه بصورة تتجاوز مستوى التحالف مع النظام السعودي وأنظمة خليجية أخرى أثبتت فشلها في إدارة الملفات في سوريا والعراق وليبيا بما يحسم الصراع لصالح المشروع الأمريكي التدميري.
النظرة الطامعة على جزيرة سقطرى ومدينة عدن ومينائها التجاري شكلت دافعا أساسياً لأن ترمي الإمارات بكل ثقلها لحسم المعارك في جنوب البلد من خلال مشاركتها بالآلاف من جنودها الغزاة إلى جانب دعمها اللوجيستي والمالي اللامحدود لفصائل من الحراك والمجموعات السلفية التي قاتلت ولا تزال إلى جانبها في مختلف المحاور والجبهات.
لم تكتف الإمارات وقوى العدوان باحتلال عدن وتمكين القاعدة منها بل عمدوا إلى تجنيد الآلاف وشاركوهم القتال في مأرب وباب المندب ومحافظة تعز، غير أن ما تلقته الأولى من خسائر في هذه المحاور أجبرتها على الانكفاء والتراجع محملة أسباب الفشل والإخفاق على الإخوان المسلمين لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل التآمر على وحدة اليمن واستقلال أراضيه.
وبمشاركة أمريكية معلنة ركز الإماراتيون جهودهم العسكرية للسيطرة على محافظة حضرموت تحت مسمى محاربة الإرهاب، في وقت استغلت سوء الأوضاع الإنسانية في سقطرى للتهيئة لمخطط يقضي باستئجارها هذه الجزيرة والمنطقة الاستراتيجية لما يقارب المئة عام.
وبالتوازي مع هذا النشاط المشبوه عمدت دويلة الإمارات على إعادة تموضع قواتها الغازية في المحافظات الجنوبية، ومع تضاؤل تطبيق صيغة الأقاليم الستة عززت من تحركاتها نحو تطبيق مشروع الانفصال لجهة ضمانة فرض وصايتها على مدينة عدن، ولتسهيل المهمة تعد أبو ظبي لمؤتمر “توحيد القيادات الجنوبية الموالية لقوى العدوان في مكوّن واحد”.