استشهاد واصابة ٢٥٠٠طفل جراء قصف للعدوان علي اليمن
حسن شرف الدين
دعا حقوقيون ومحامون وإعلاميون المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الضغط على قوات تحالف العدوان لوقف عدوانه الغاشم على الشعب اليمني ورفع الحصار الجائر على الغذاء والدواء.
وشددوا في توصيات الندوة التي أقيمت أمس بصنعاء بعنوان “أطفال اليمن ضحايا تحت القصف والمجتمع الدولي غير مبالي” على أهمية أن يقوم مجلس الأمن الدولي والجهات الحقوقية والقانونية الدولية بمعاقبة المعتدي على اليمن وفق القانون الدولي على جرائم الحرب التي ترتكب في اليمن.. وفرض التعويض العادل على المعتدي لكل ضحايا العدوان على اليمن.
وأوصى المشاركون بضرورة إلزام قيادات العدوان بعدم استهداف المدنيين وخصوصا الأطفال باعتبارها جريمة حرب ودعوة لجان التحقيق الدولية للتحقيق في جميع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في اليمن وفي مقدمتها استهداف المدنيين.
وناشد المشاركون في توصياتهم الضمير العالمي الإنساني لوقف العدوان على اليمن تنفيذا لميثاق الأمم المتحدة الذي يجرم الحروب.. وتفعيل الآليات الدولية لتنفيذ الإلتزامات الإنسانية في الحرب على اليمن وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيئات الأمم المتحدة وتسهيل جميع الأطراف عملها وحمايتها من أي اعتداء.
ودعا المشاركون إلى إبراز وتوضيح الانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها العدوان ضد الشعب اليمني ضد المدنيين والأحياء السكنية والمنشآت والبنى التحتية.. مناشدين المجتمع الدولي لسرعة إغاثة اليمن قبل وقوع الكارثة الإنسانية بشكل واسع في اليمن واستفحالها.. والعمل على تسهيل عمليات الإغاثة للمدنيين في اليمن بإنشاء ممرات آمنة وحماية أماكن تخزين الإغاثة الإنسانية والطواقم العاملة في الإغاثة من أي اعتداء.. وإخراج الإغاثة الإنسانية من أي حسابات سياسية وتحييدها باعتبارها عملا إنسانيا بحت.
وفي الندوة قال الدكتور تميم الشامي –الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان- خلال ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان “الأضرار والمخاطر الجسدية والنفسية على الأطفال جراء العدوان السعو-أمريكي-صهيوني” أن 1500 من الأطفال أصيبوا جراء العدوان السعودي والسيارات المفخخة “فقط” فيما بلغ عدد الأطفال الشهداء جراء العدوان ما يقارب ألف شهيد.
وأضاف الدكتور الشامي أن ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون أخطارا أخرى -جراء العدوان- منها التعرض للإصابة بالعديد من الأمراض مثل الحصبة والملاريا والإسهالات والإلتهابات التنفسية والرؤوية الأمر الذي يؤدي بالبعض إلى الوفاة نتيجة العيش في بيئة غير صحية ولا تتوفر فيها سبل العيش الكريمة.
وقال: من بين الأعراض التي تظهر على الطفل مستقبلا الاضطرابات النفسية والعصبية الاضطرابات البدنية واضطرابات النوم المختلفة وتراجع التحصيل العلمي إلى جانب المخاطر البدنية التي قد يتعرض لها الطفل بشكل مباشر.. وللتخفيف من هذه الأضرار يمكن العمل على تدريب ا لطفل على كيفية التنفس العميق والتحدث مع الطفل حول كيفية التعرف على المواقف المحتمل حدوثها والتعامل مع مسبباتها وتوعيته بردود الأفعال الجسمية للضغوط النفسية وكيفية التعامل معها ومنحه وقتا للراحة والاسترخاء والتعبير عن مشاعره.
ورقة العمل الثانية ألقاها نائب رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالفتاح حيدرة تناول فيها “تضليل الإعلام الخارجي على جرائم العدوان ضد أطفال اليمن”.. أشار خلالها إلى أن قوات تحالف العدوان جعلت من وسائل الإعلام أحد وسائلها لشن عدوانها على اليمن، من خلال ممارسة التضليل الإعلامي وتجيير الضحايا المدنيين بأنهم أهداف عسكرية، وترويج مصطلحات لتعزيز الانقسام الداخلي داخل اليمن.
وأضاف حيدرة في ورقة عمله: لقد أسهمت أغلب وسائل الإعلام المحلي والخارجي في إثارة الصراعات المذهبية والمناطقية متجردة عن العمل المهني والأخلاقي.. وقد اتسم إعلام العدوان ووسائل الإعلام المرتزقة بالتضليل وتشويه الحقائق عمدا وإثارة الصراعات الداخلية.
وقال حيدرة: لقد تجاهلت وسائل الإعلام العمل المهني والأخلاقي ودأبت على استخفاف عقول المشاهدين في الداخل اليمني والخارج، وعملت على تغييب شواهد العيان والاكتفاء بالمراقبين من الخارج البعيدين عن الجرائم التي ترتكب ضد الشعب اليمني من قبل قوات تحالف العدوان.
فيما أوصى عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الإنسان عبدالرحمن علي الزبيب في ورقة العمل الثالثة “موقف القانون الدولي الإنساني من استهداف المدنيين وخصوصا الأطفال في الحرب على اليمن” على أهمية تشكيل لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق في الجرائم والوقائع الذي تمت أثناء الحرب في اليمن.. داعيا المنظمات الإنسانية في العالم للزيارة والإطلاع على الكارثة الإنسانية الحاصلة في اليمن.. كما دعا هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة في كشف الأسلحة المستخدمة في اليمن والمحرمة دوليا تمهيدا لمحاكمة مرتكبيها.
وأوصى الزبيب ضرورة تشكيل تحالف مدني محلي ودولي واسع للتخاطب بصوت واحد إلى الدول المصنعة والموردة للأسلحة المستخدمة في العدوان على اليمن بإلزامها توقيف تصديرها للأسلحة للأطراف المشاركة في العدوان على اليمن واعتبار استخدامها جرائم حرب ضد الإنسانية.
وأكد على ضرورة اتخاذ الاجراءات الدولية والوطنية لإيقاف العبث والاستهتار بأرواح ودماء وممتلكات الشعب اليمني واستهداف اليمن الأرض والإنسان وبالمخالفة لجميع المواثيق والقرارات الدولية.. كما يجب توثيق كل جرائم الحرب في اليمن ونشرها على نطاق واسع في اليمن وخارجه لتشكيل ضغط إنساني لوقفها وتقديم مرتكبيه المحكمة الجنائية الدولية.
ودعا إلى إطلاق نداء إنساني للإغاثة الطبية والإنسانية في اليمن لمعالجة المصابين والمرضى والمحتاجين نتيجة الحرب في اليمن وما خلفه العدوان لإنقاذهم من الموت.. وإلغاء الحصار البري والبحري والجوي ومحاولة الإبادة الجماعية للشعب اليمني.
وفي كلمة الافتتاح تحدثت المدير التنفيذي لمنظمة عين الأحرار الدكتورة إيمان أبو هادي قالت فيها: لقد شهدت اليمن طوال ستة أشهر عدوانا وحربا غاشمة استهدفت سيادة الجمهورية اليمنية وشعب اليمن العظيم بكل أنواع الإجرام المتعمد مع سبق الإصرار والترصد بعيدا عن الضمير الإنساني والأخوة العربية والضوابط الإنسانية التي تحمل أعلى المعايير في الأخلاق الإنسانية الكريمة من قبل قوى التحالف الإجرامي المرتزق الذي يقوده نظام آل سعود.
وأضافت الدكتورة أبو هادي: لقد أحل آل سعود بعدوانهم الغاشم قتل وإبادة الأطفال، فبأي ذنب تقتل وتسحق هذه الطفولة التي تحمل الطهارة والإنسانية.
تخلل الندوة التي حضرها عدد كبير من الحقوقيين والمحامين والإعلاميين والمهتمين عرض بروجوكتر حول ضحايا الأطفال جراء عدوان قوات التحالف بقيادات المملكة السعودية.
تخلل الندوة عرض بروجيكتر عن جرائم العدوان السعودي بحق أطفال اليمن، وقصيدة شعرية للشاعرة إشراق الحملي، بالإضافة إلى رسالة أطفال اليمن إلى المجتمع الدولي قرأتها رئيس حكومة أطفال اليمن أمة الله عبد المغني.
تضمنت الرسالة استغاثة إنسانية عاجلة من حكومة أطفال اليمن إلى المجتمع الدولي وأحرار العالم والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالمطالبة بإيقاف العدوان السعودي وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب اليمني من قبل تحالف دول العدوان السعودي ولا سيما الأطفال والآثار النفسية جراء العدوان الغاشم.
حضر الندوة وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع الشباب أحمد العشاري وعدد من الأكاديميين والمثقفين والعلماء والإعلاميين والشباب والفتيات والأطفال.